CET 08:57:23 - 04/05/2009

أخبار عالمية

إيلاف - نضال وتد

نفى قائد اللواء الشمالي في الشرطة الإسرائيلية، البريغدير شمعون كوران، أن تكون قد وصلت للأجهزة الأمنية الإسرائيلية أية معلومات أو إنذارات استخباراتية بشأن وجود نية لدى جماعات أو منظمات أي كانت المس بالبابا بينديكيتوس السادس عشر خلال زيارته لمدينة الناصرة في الرابع عشر من الشهر الجاري. وكشف البريغدير كوران، في مؤتمر صحفي عقده الأحد، ان الشرطة الإسرائيلية، التي ستتولى بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، ستنشر الآلاف من عناصرها في محيط جبل القفزة، حيث سيحيي البابا قداسا يحضره نحو أربعين ألف شخص، كما سينتشر عناصر الشرطة في محيط كنيسة البشارة في الناصرة.

كتيب طوابع للبابا في إسرائيلوقال كوران، إن الشرطة الإسرائيلية على أتم الاستعداد لمواجهة أي سيناريو مهما كان، مشيرا إلى أنه لم تقدم للشرطة الإسرائيلية أية طلبات بالحصول على ترخيص للتظاهر ضد زيارة البابا، وأنه في حال تسلمت الشرطة طلبا كهذا فستقوم بدراسته والموافقة على إجراء المظاهرة بشروط وبشكل لا يمس أو يعرقل الزيارة وجدولها الزمني.

وكشف كوران أن الشرطة الإسرائيلية ستبدأ بإغلاق طرقات بأكملها أمام حركة السير في محيط مدينة الناصرة منذ الأربعاء القادم، قبل يوم واحد على الزيارة، لكنها ستسمح في الوقت ذاته بحركة منظمة لوصول الحجاج المسيحيين والسياح إلى المدينة. وجاء تلميح كوران هذا بشأن طلب التظاهر على خلفية صدور نشرات ومناشير وزعتها جماعات إسلامية في الناصرة، دعت إلى مقاطعة زيارة الحبر الأعظم، ما لم يعتذر عن إساءته للإسلام في محاضرة ألقاها قبل نحو عامين.

من التهديد بالمقاطعة إلى تطوير قمح إسرائيلي يحمل اسم البابا

في غضون ذلك كشف موقع معاريف ، مساء الأحد، أن إسرائيل طورت في الآونة الأخيرة صنفا جديدا من القمح، قالت إن الرئيس الإسرائيلي، قرر إطلاق اسم البابا بنديكيتوس السادس عشر على هذا النوع من القمح وسيتم إهدائه للبابا ضمن "سلة" مفاجآت يخبئها الرئيس الإسرائيلي لرئيس للبابا.

وقال الموقع إن هذا النوع الجديد من القمح تم تطويره من بين مجموعة من أنواع القمح المطورة في معهد التطوير الزراعي فولكاني، وأن عملية تطوير هذا الصنف قد تم تسريعها نزولا عند طلب بيرس حتى يتسنى إهدائه للبابا، في إشارة لمعجزة الخمسة أرغفة للسيد المسيح بإطعام خمسة آلاف جائع في بيت صيدا عند سواحل بحيرة طبريا. وقال الموقع إن الرئيس بيرس شارك بنفسه في وضع نص صلاة خاصة سيقرؤها ممثلون مسيحيون ويهود ومسلمون أمام الحبر الأعظم خلال لقائه به، وهي تدعو للسلام بين الأديان المختلفة.

وفي الوقت الذي دعت فيه إسرائيل، رسميا البابا لزيارتها، فقد حاولت رغم مظاهر الحفاوة التي تبديها، أن تقنعه بعدم زيارة مدينة الناصرة، بحجة الخوف على سلامته، وعرضت عليه استبدال زيارة الناصرة وإجراء قداس فيها بزيارة مدينة حيفا، لكن بلدية الناصرة، تمكنت بعد حملة اتصالات واسعة محلية ودولية، بإقناع الفاتيكان أن مدينة السيد المسيح، جاهزة لاستقباله. ومع ذلك فقد أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي، أنه يعارض أن يتنقل البابا لدى زيارته الناصرة، بمركبته الخاصة بدعوى الحفاظ على سلامته.

وترمي إسرائيل إلى استغلال الزيارة لتحسين صورتها أمام العالم الغربي ، وهو ما سبق أن اعترف به المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، بهيج منصور، لصحيفة الصنارة الصادرة في الناصرة، قبل نحو أسبوعين. كما تسعى إسرائيل إلى توظيف الزيارة لتعزيز حملتها العالمية ضد إيران وضد ما تسميه الإسلام الأصولي، والدعوة للحوار بين الأديان، عبر استغلال زيارة البابا وتوظيفها في هذا السياق، من جهة، ولإزالة التوتر الذي شاب العلاقات بين إسرائيل والجماعات اليهودية المختلفة، في أوروبا والولايات المتحدة، وبين الفاتيكان من جهة أخرى.

وكانت العلاقات بين الطرفين توترت ، على خلفية نية الفاتيكان تسريع ألإجراءات للإعلان رسميا عن البابا السابق بيوس الثاني عشر قديسا، وهو ما رفضته إسرائيل وسعت إلى إحباطه، إبان فترة البابا السابق يوحنا بولس الثاني، وهو أمر تعارضه إسرائيل بشدة بدعوى أن البابا بيوس الثاني عشر التزم الصمت إبان الحرب العالمية الثانية إزاء جرائم النظام النازي ضد اليهود في أوروبا. وكان الفاتيكان طالب بأن تقوم إسرائيل بمحو الكتابة التي وضعها متحف تخليد ذكرى المحرقة، في ياد فشيم، تحت صورة البابا بيوس الثاني عشر، حيث يقول النص المثبت هناك : إن رد بيوس الثاني عشر على " جرائم قتل اليهود في إبان المحرقة هو موضع خلاف وأنه عندما طرد اليهود من روما إلى معسكر أوشفيتس فإن بيوس لم يتدخل".

إلى ذلك شهدت العلاقات بين البابا الحالي وبين إسرائيل والجاليات اليهودية المختلفة، تدهورا عندما أعلن الوزير الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ في أواخر العام 2008 أن الإعلان عن بيوس الثاني عشر قديسا هو أمر غير مقبول، وهو ما دعا بالفاتيكان إلى الاحتجاج رسميا ومطالبة هرتسوغ بالاعتذار. كما سبق للجالية اليهودية في روما أن أعلنت مقاطعتها للفاتيكان، على أثر قرار البابا بنديكوتس السادس عشر، إعادة استخدام صلاة لاتينية القديمة التي ت تدعو اليهود إلى الاعتراف بالسيد المسيح، وما لبث الفاتيكان أن وضح على أثر ذلك أن الحديث يدور فقط عن تطلع وليس دعوة أو حملة تبشيرية.

واللافت في العلاقات بين الفاتيكان وإسرائيل، أن الأخيرة، كانت كلما وجه لها اتهام أو انتقاد من قبل الفاتيكان، أو حتى تصريح معارض لسياستها ومؤيد للمطالب العربية والفلسطينية، تسارع على التلويح بالا- سامية و"دور الكنيسة" في تطويرها وسكوت رجالها عن المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية. وظلت العلاقات بين الطرفين مقطوعة منذ قيام الدولة العبرية ولغاية العام 1960 عندما أعلن البابا يوحنا الـ23 عن إسقاط الصلاة التي اعتبرت اليهود "فاقدين للمعتقدات".

وفي العام 1964 قام البابا بولس السادس بأول زيارة لإسرائيل، وبعد ذلك بعام واحد أعلن المؤتمر الثاني للفاتيكان أنه لا يجب اتهام الشعب اليهودي "بقتل المسيح". لكن التطور الأبرز في العلاقات بين الطرفين، كان في العام 1994 عندما أقام الفاتيكان، علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفي العام 2000 قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة بزيارة إسرائيل وقدم اعتذار الكنيسة لليهود عن مطاردتهم خلال مئات السنين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع