CET 00:00:00 - 20/10/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كنبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
أصدر المركز القومي للترجمة، كتابًا بعنوان "الخرافة والحكايات الشعبية فى إفريقيا"، وهو ترجمة وتقديم "عبد الرحمن الخميسى"، عن كتاب "مختارات باللغة الروسية لمجموعة من الحكايات الشعبية الأفريقية". ويقع الكتاب فى حوالى (465) صفحة، وينقسم إلى قسمين رئيسين، القسم الأول يتحدث عن الحكايات الشعبية والخرافات السائدة حول أصل البشر، والحيوانات، والظواهر الطبيعية. أما القسم الثانى فيوضح الحكايات الشعبية حول الحيوانات، الخبيث منها والمخادع، وأيضًا الحكايات التى تفسِّر سلوك كل منها، وتوضِّح السمات الخاصة بكل حيوان.
 
تفرد الثقافات السائدة لهذه الشعوب
وأشار المترجم إلى أن الحكايات الشعبية هى وليدة للمجتمعات الإنسانية ونتاج لثقافتها المختلفة، وثمرة إبداع شعوب العالم.. ومن هذا المنطلق، يضم الكتاب بين جنباته عددًا كبيرًا من الخرافات والحكايات الشعبية السائدة لدى مجتمعات وشعوب إفريقيا وقبائلها، والتى تعكس نظرة تلك الشعوب إلى العالم الخارجي، وتصوراتها حول شتى مظاهر الحياة والموت، وحول خلق العالم وأصل الكون، ومنبت البشر والحيوانات والحكايات التى تفسر سلوك كل منها، وتوضح السمات الخاصة بكل حيوان. وعلى الرغم من تفرُّد الثقافات السائدة لهذه الشعوب، فإنها تمثل حلقة وطيدة الصلة بتطور الثقافة البشرية وفنون الفولكلور بوجه عام، ولا تنفصم عن التراث الإنسانى وجوهر فلسفته فى مراحله المختلفة، وفى نظرة هذا التراث إلى العالم الخارجى وتفسيره له. والحقيقة إن هذه الحكايات قد تم نقلها عن عدد كبير من اللغات الإفريقية المتنوعة، وذلك على ألسنة شعوب وقبائل إفريقيا الممتدة أسفل منطقة الصحراء وحتى جنوب القارة السمراء.
 
تغير عقائد الشعوب والقبائل
وأوضح "الخميسي" أن الخرافات والحكايات الشعبية الأفريقية قد تأثرت فى مسيرتها الزمنية الطويلة بالعديد من العوامل الخارجية، وتأتى فى مقدمة تلك التأثيرات الحركات التبشيرية المسيحية الوافدة الى القارة، ومن بعدها المد الإسلامي وانتشار الدين الاسلامى لدى العديد من شعوبها، وذلك بما حملته تلك العوامل من تغيرات فى عقائد الشعوب والقبائل، وفى نظرتها للعالم الخارجى، وقد انعكس هذا بالطبع على أبطال وأحداث الحكايات الشعبية؛ فمن أولئك الأبطال والشخصيات من تبدَّلت ملامحه، ومنهم من أخذ فى الزوال والاختفاء. وظهرت شخصيات أخرى جديدة اكتسبت سمات تخلط  ما بين القديم والجديد. ولكن على الرغم من تلك التأثيرات الضخمة التى تعرضت لها، فإن الحايات الشعبية ظلت تحمل فى جوهرها العديد والكثير من العناصر الأصيلة النابعة من طبيعة وبيئة المجتمعات الأفريقية المتفردة. 
 
تعرُّض القارة للاستعمار والمحن
وأكّد الكتاب أن القارة السمراء عبر القرون الطويلة تعرضت لأبشع أنواع النهب والتدمير والاستغلال من قبل الأوربيين والمستكشفين المغامرين، الذين لم يروا فيها سوى مصدر غنى للثروات البشرية والمادية، وغنيمة قاموا بتقسيمها فيما بينهم بأنصبة متفاوتة طبقًا لقدرة وجبروت كل جماعة ودولة فى أوروبا. وساعدهم فى القيام بهذا الأمر تفوقهم على شعوب القارة الأفريقية. ووصلت ذروة الاضطهاد إلى استعباد تلك الشعوب، وازدهار تجارة الرق لقرون طويلة بعد اكتشاف القارة الأمريكية وحاجتها إلى العبيد والعمالة. وعلى الرغم من زوال الاستعمار المباشر للقارة، فإنها مازالت تتعرض حتى الآن للاستعمار والاستغلال المباشر وغير المباشر فى شتى صوره، ولكن الشعوب الأفريقية هى الأخرى مازالت تمتلك مقومات الحياة والاستمرار رغم كل ما تعرضت له من محن، فالحكايات الشعبية الأفريقية التى مازالت تتناقلها الشعوب، هى أبلغ دليل على حيوية هذه الشعوب وأصالتها، وقدرتها على البقاء رغم كل مظاهر التخلف التى فُرضت عليها.
 
المترجم فى سطور
جدير بالذكر، أن "عبد الرحمن الخميسي"- مترجم الكتاب- من مواليد عام 1957، وتخرّج فى كلية الآداب جامعة "عين شمس"، ودرس تاريخ الفن بجامعة "موسكو"، وترجم من اللغة الروسية إلى العربية عدة أعمال منها: "محاكمة البريسترويكا"، و"أساطير شعبية من أوزبكستان" الجزء الأول والثانى، وكذلك الحكايات الشعبية الروسية و"حيدر علييف عن سلسلة سير العظماء"، و"المصير الأسود للحديقة السوداء"، و"قيام الدولة الأرمينية فى القوقاز"، وغيرها من الدراسات التاريخية.. كما كتب العديد من المسلسلات الدرامية والأعمال التلفزيونية للأطفال، والتى نالت الكثير من الجوائز.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق