بقلم: أماني موسى
استيقظ في الصباح الباكر السيد (م. م. م) الاسم الدلع لـ (مواطن مصري مطحون) وحط تحت كلمة مطحون من الخطوط مليون وكمان من الهموم والأزمات مليون.
بعد ما صحي السيد مواطن من نومه المليان بالكوابيس والأحلام –مع ملاحظة طبعاً أن الكوابيس ما شاء الله كتيرة ووفيرة في النوم والصحيان كمان أما الأحلام بتفضل بس جوة النوم ومالهاش في الواقع مكان- وقبل ما يبدأ مهامه اليومية من إعطاء المصروف للولية وشراء الفطار اللي هو كالعادة فول وطعمية، وقبل ما يفكر في الطوابير اللي ملحقاه من طوابير عيش لأنابيب لطوابير علاج في المستشفيات للرحمة وفرصة للحياة متمنية، ولطوابير شباب ضايعة مالهاش أحلام كبيرة ولا طموحات تبقى وزيرة وكل أحلامها هي فرصة عمل وليها مستنية مع شقة محندقة يتجوز فيها ويعمل عيلة هنية بقليلها مستكفية، وأهو مقضّي حياته في طوابير وطوابير أبدية غير منتهية، ساعات يوصل لهدفه وساعات تانية بعد ما يخلص الطابور ويجي دوره يقولوا له شطبنا يا بيه..... روح شوفلك فرصة في حتة تانية!!
سرح (م. م. م) وفكر –طبعاً أول مرة يعملها ويحاول يفكر- وقال في باله: ليه بيحصل لي كل دة؟؟ ليه محدش من المسئولين بيسمعنا أو يحقق مطالبنا اللي هي أبسط حقوقنا في الحياة؟؟ يمكن هما معذورين لأنهم بينا مش حاسين ولا عمرهم تخيلوا شكل عيشتنا ولا لمرارتها دايقين.....
لكن يا سلام لو نزلوا كدة من على كراسيهم وعاشوا زي الشعب تمام.... يركبوا مثلاً المترو وكل واحد منهم يجري عشان يلحق ميعاد شغله في الوزارة والباب يقفل على صوباعه ويشم أحلى ريحة وقت الزحام، ريحة تفوق الميت وترجّع حاسة الشم للي عنده زكام، وبعدين وهو بيعدي الشارع عربية تخبط في بدلته المتلمعة فيقع على الأرض ويتخدش دراعه وبعدها يرزقه بحد غبي يطهر له الجرح بكولونيا من الغالية خمس خمسات.
ولما يروح مكتبه في الوزارة يلاقي التكييفات باظت وكمان المراوح أهو فرصة يعمل ساونا طبيعية من غير تكاليف عالية تأثر على الميزانية، ويجي يشرب ميته المعدنية الطبية الصحية يلاقيها خلصت ومضطر يشرب من الحنفية بكل ما فيها من شوائب وميكروبات ويقولوا لك أل إيه متنقية.
ويا سلام بقى لما يروّح بيته ويلاقي عياله مستنياه واللي حبة منهم عواطلية والباقي بيدرسوا في مدارس حكومية، وفطاره يكون من فول بـ (سوسه) وطعمية في زيت عربيات مقلية، وغداه يكون من الفول وكل مشتقاته البقولية ويوم العيد يحلي بلحمة تطلع بتاعة حمير متشفية.
ويعيشوا وسطينا ويحسوا بينا... يمشوا في شوارعنا في ليلة عيد كدة ولا في مناسبة قومية ويسكنوا في مساكن شعبية وتقوم في بيتهم معركة أرضية جوية بحرية بين الناموس والذباب وشوية حشرات زاحفة ودة طبعاً نتيجة أكوام الزبالة اللي مترمية ويقولوا لك أل إيه حط الزبالة على النور دة ضرورة حيوية عشان يعيش الـ (م. م. م) في بيئة صحية!!!
وينوّلهم مناهم بالحج والعمرة وللا الفسحة لبلاد برة بس في عبّارة من إياهم تنزل بيهم قاع البحر -مش غرق لا سمح الله- دي بس جولة بحرية لأعماق البحار وفرصة يشوفوا السمك والشعاب المرجانية.
وحاجات كتير وكتير أتمناها الـ (م. م. م) لأصحاب المقامات العليا اللي واكلينها والعة وختم أمانيه دية بأن ربنا يديهم على قد نيتهم وحبهم لينا ولبلادنا العربية، أوعاكم حد يقول آمين لحسن يقضي ليلته بعيد عن العيال والولية.
|