CET 00:00:00 - 18/10/2010

مساحة رأي

بقلم: عماد نصيف
من وقت لآخر تظهر بعض الحملات والهجمات الشرسة ضد قداسة البابا "شنودة الثالث" من بعض الغوغاء والمتطرفين، والذين يجدون فى أنفسهم حماة الإسلام والمسلمين فى الدولة المصرية الإسلامية، ضد هيمنة قداسة البابا ودولته المسيحية داخل الدولة!!!! وهذا الهجوم شبه الدوري على شخص البابا والمسيحيين فى "مصر" جعلنى أتساءل: ماذا لو كانت هناك كنيسة أرثوذكسية على مستوى العالم تجمع الأرثوذكس فى كيان واحد، الكنيسة الروسية، اليونانية، الأثيوبية، الروم الأرثوذكس، السريانية، المصرية، وكل الكنائس الأرثوذكسية فى العالم، ويكون هناك بابا واحد للكنيسة على مستوى العالم كما هو الحال فى الكنيسة الكاثوليكية؟!! 

ما الذى يمكن أن يحدث وقتها؟ أتصور أن الحكومة المصرية وقتها سوف تقوم بالتصدى لهؤلاء الغوغاء والمتطرفين؛ حرصًا وخوفًا على مصالحها مع الدول العظمى التى ستكون مقرًا للكنيسة الأرثوذكسية، أو ستكون أكثر حزمًا فى حال أن يكون المقر البابوى فى "مصر"، وقتها سيكون الأمر قد دخل منحنى سياسي،  حيث أصبحت "مصر" مسئولة عن حماية كيان كبير وليس فئة أو أقلية تعيش على أرضها تعانى الكثير من المشكلات، والتى تصل فى بعض الأحيان إلى درجة من درحات الاضطهاد. 

الحقيقة، إن بعض الأصدقاء المصريين المقيمين فى أوربا تبنوا هذه السياسة فى تعاملهم مع كل ما يتعرض له المسيحيين فى "مصر" أو عندما تقع بعض الحوادث الطائفية. فقاموا بالتنسيق والتعاون مع الجاليات والكنائس الأرثوذكسية من "روسيا" أو "اليونان" أو "أثيوبيا" أو غيرها فى أوربا- وهو ما يظهر فى بعض المؤتمرات التى تعقد فى أوربا أو المظاهرات والتحركات التى تحدث من وقت لآخر- حيث يكون هناك دائمًا ممثلون لهذه الجاليات والكنائس مع المصريين الأرثوذكس، وهو ما يعنى أن هناك "بذرة" للفكرة، ولكن على المستوى الشعبى خارج "مصر" فقط. أما على المستوى القيادي الكنسي فى مختلف أنحاء العالم، فلا يوجد حتى مجرد اجتماع دوري بشكل منتظم، أو تناقش فى بعض القضايا أو الأمور التى تستجد، ولكن اجتماعات روتينية. بل دائمًا ما تفتخر الكنيسة المصرية بأنها مستقلة، وإنها فى عزلة عن العالم، وإنها تناقش قضاياها ومشاكلها داخل "مصر" وكأن التناقش فى هذه الأمور من المحظورات!!

وإذا كانت هذه الفكرة قد تم تنفيذها من قبل البعض على المستوى الشعبي، فإن هذه الفكرة صعبة التنفيذ على أرض الواقع؛ لأن كل كنيسة تريد أن تكون هى القيادة الأرثوذكسية فى العالم، وتفضِّل نفسها عن الآخرين حتى ولو كانت منعزلة ضعيفة عرضة لهجوم بعض الغوغاء والمتطرفين كما يحدث فى "مصر"..  الفكرة تحتاج إلى طرحها من قبل القاعدة الشعبية داخل الكنائس المختلفة،  ودفع القيادات الكنسية إلى تنفيذها بشكل واسع قيادي، وليس كل فئة أو شريحة منفصلة عن الآخرين مثلما يحدث فى كنيسة الروم الأرثوذكس والتى تجتمع على مستوى الشرق الأوسط بمفردها، والغريب إنها تنادى بالوحدة مثلما حدث فى الاجتماع الأخير فى الشهر الماضى فى "قبرص"، والذى اجتمع لحل مشاكل الكنيسة الأرثوذكسية والدعوة إلى الوحدة، وحل مشاكل الشرق الأوسط.

وبحسب المواقع الأرثوذكسية المختلفة، يصل عدد الأرثوذكس حول العالم إلى ما يقرب من (400) مليون،  حيث يوجد فى "روسيا" وحدها (125) مليون، ثم "رومانيا" (20) مليون، و"صربيا" (15) مليون، و"أنطاكيا" (12) مليون بحسب الموسوعة العربية فى "دمشق"، و"أثينا" (10) مليون، و"بلغاريا" (8) مليون، والكنيسة الأرثوذكسية في "أميركا" (6) مليون، وبطريركية "جورجيا" (5) مليون، وبطريركية القسطنطينية (4) مليون، وكنيسة "قبرص" (700) ألف، وبطريركية "الإسكندرية" (الروم الارثوذكس) (500) ألف، وكنيسة "تشيك وسلوفاكيا "سابقا"  (150) ألف، وبطريركية "القدس" (150) ألف.. هذا بالاضافة إلى عدد الأرثوذكس فى "مصر"، والذى يصل بحسب ما قاله البابا مؤخرًا إلى (12) مليون تقريبًا. 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق