CET 19:42:13 - 19/01/2016

أقباط مصر

قنا – كرستين أنطون
أغنية يابلابيصا بلبصى الجندى ... ياعلى يابنى قوم بنا بدرى .... دى السنة فاتت والمرا ماتت ... والجمل برطع كسر المدفع تعد اغنية البلابيصا أغنية الأطفال فى الشوارع والأزقة بقنا وتعنى باهيروغلوفية الشموع والتى هى أساس الأحتفال بعيد الغطاس ومازالت هذه الاغنية تعيش لليوم بين الأطفال والكبار فى القرى الصغيرة والفقيرة وانما فى المدن الكبيرة أصبحت الأغنية ذكرى يرددها كبار السن بعد ان أحتل الفانوس الكهربائى محل البكارة الخشبية والمعدنية وعيدان القصب وحبات البرتقال والشمع ومنذ القدم كان المصريون حسبما رود فى الكتب التاريخية ياكلون القلقاس والجزر البلدى والبرتقال والقصب على ضفاف النيل وكانت شواطئه تتزين بالشموع وجريد النخيل والقصب والمزين بالبرتقال والشموع وترش السيدات المارة بالحمص والفشار .
 
ويقول الجد أبو رمضان كنت ساكن فى شارع النصارى ولازم نعيد مع بعض كل سنة والاقباط كانوا يخرجوا سويا فى مجموعة كبيرة لشارع البحر على ضفاف النيل بعد ان نكون قد صنعنا الكور المصنوعة من القماش والتى تلف بسلك رفيع وتتدلى من السلك بطول اكثر من مترو احد بقليل ونمسكها من مقابض خشبية حتى لاتنتقل الحرارة الينا أثناء اللعب وعند مغيب الشمس تخرج الكور من المنازل مشتعلة ونتبارى فى عمل الاكروبات والحركات البهلوانية بالكرة المشتعلة ونغنى اغنيتنا المشهورة يابيلابيصا وبعدها كنا نسهر على شط البحر ونشعل الحطب ونشرب الشاى ومع مرور الوقت اندثرت تلك العادة بل والكور المشتتعلة أختفت وحل محلها الفوانيس الكهربائية وكنا نغنى يابلابيصا بلبصى الجندى ... ياعلى يابنى قوم بنا بدرى .... دى السنة فاتت والمرا ماتت ... والجمل برطع كسر المدفع .
 
ويقول  المقدس لبيب ان زمان كان الناس يفرحوا بالعيد باللمة والتلاحم بين الجيران والاقرباء والاصدقاء ويشير ان كافة العادات فى طريقها للزوال والأندثار حيث اختفى بكارات الخشب التى كانت على شكل صليب ويوضع بداخلها الشموع ويحتفل بها الأطفال وأنتشر بدلا منها الفوانيس الكهربائية 
وأختفى تجمع المحتفلين فجر يوم العيد والغطس فى مياه النيل والتبارى بينهم بالعوم للعمق والعودة وركوب المراكب ولم تتبقى سوى ذكرى انشودة البلابيصا .
 
وقال القس تادرس انطون راعى كنيسة مارجرجس ان عيد الغطاس من الاعياد السيدية الكبرى وهو عيد تذكار عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان والى تعمد فى نهر الاردن ويسمي ايضاً عيد الظهور الالهى.
 
ويضيف القلقاس  والقصب والبرتقال والجزر من الاكلات التى ارتبطت شعبيا بالعيد ولها مدلول قبطى عند الاقباط  والقلقاس يزرع في باطن الأرض، والمسيحي يبدأ حياته بالدفن في المعمودية مع المسيح ويترك القلقاس في الماء للتخلص من المادة (المخاطية) وهي مادة سامة به والمسيحي ينزل الماء للتخلص من الخطايا السابقة السامة المميتةو قلب القلقاس ابيض رغم الشكل المختلف من الخارج، ويطبخ بطريقة الخضرة والخضرة ترمز للحياة الجديدة. 
 
ويتابع اما القصب فله معاني روحية اخريمص في الفم بضغط الأسنان، وهكذا المسيحي ينبغي ان يعلم انه في طريقه الي الله سيتعرض للضغط والآلم، ولكن نتيجته "عصير حلو" وهو النمو في الفضيلة والروحيات. وينمو نحو السماء بإستطالة، والمسيحي في مسيرة حياته يشتاق للسمائيات وينبغي ان ينمو نحوها بالقصب عُقّل، وترمز للدرجات الروحية، التي ينبغي ان ننمو فيها بإستمرار.
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق