بقلم: د. فوزي هرمينا
يا مصري.. هل تتذكر سينوت بك حنا؟؟
ماذا حدث للمصريين..؟؟ وهل ممكن الأحداث الفردية التي تحدث بين أبناء الوطن الواحد أن تأخذ هذا الحجم من التعصب والإثارة وخاصةً إذا كانت بين مسلم ومسيحي..؟؟
إن نسيج المجتمع المصري كان واضح التماسك خلال ثورة 1919 ثورة الوحدة الوطنية الحقيقية..!! حيث توحدت جميع طوائف الأمة على اختلاف مشاربها تحت قيادة سعد باشا زغلول، حيث الإيمان الصادق بوحدة المصير.
عندما قامت سلطات الإحتلال عام 1921 بنفي سعد زغلول ورفاقه الخمسة إلى سيشيل كان بينهم سينوت حنا ومكرم عبيد بالإضافة إلى مصطفى النحاس وفتح الله بركات وعاطف بركات، وفي نفس الوقت قامت سلطات الإحتلال باعتقال قيادات الوفد وكانت تضم علي ماهر وويصا واصف وأحمد الباسل وعلوي الجزار وواصف بطرس غالي وجورج خياط ومراد الشريعي ومرقص حنا، إنها الوحدة التي صهرت المصريين في السرّاء والضرّاء كما نرى.
إنها الوحدة التي صهرت المصريين على مدي العصور في كتلة بشرية متماسكة وقوية فهي تمثل قيمة أساسية من قيم المجتمع المصري الأصيل.
أما سينوت حنا ((1874 - 1930)) فهو أحد الشخصيات العظيمة والفريدة في الحركة الوطنية المصرية كان يركب سيارة بجوار مصطفى النحاس في إحدى جولاته في المنصورة وتحيط بهم الجماهير من كل جانب حباً ووطنيةً، وكان سينوت حنا يشعر أن حكومة إسماعيل صدقي الغير وطنية تخطط لاغتيال النحاس باشا، وعندما لمح سينوت باشا أحد الجنود يندفع بالسونكي لطعن النحاس باشا في ظهره دافع عنه وتلقى هو الطعنة التي وجهت إلى النحاس باشا، ولقد كان تأثير الطعنة قوياً أدت إلى وفاته.
تردد المصريين على داره من جميع المدن للاطمئنان عليه قبل وفاته، وكان متجلداً يبتسم ويردد (((الحمد لله إذ لم يصب الرئيس النحاس بسوء))).
إن استشهاد سينوت حنا هو رمز للتضحية والتلاحم بين أبناء الشعب المصري الواحد، ونحن بحاجة الآن لمن يعلّم شبابنا الكثير عن الشخصيات المصرية التي كان لها دور بارز في بعث الحس الوطني، وتميزوا بالشهامة والتضحية والمروءة والنزاهة دون أن يكون لهم مطمع في منصب أو نفوذ.
وما أكثرهم وما أعظمهم الأقباط الوطنيين المخلصين لوطنهم وبلدهم مصر التي تعيش في فؤادهم.
فهل نتعلم من التاريخ يا أصحاب المعالي والنفوذ والجاة والسلطان قبل فوات الآوان؟؟
أرجو وآمل ذلك. |