CET 00:00:00 - 02/05/2009

مساحة رأي

بقلم : نشأت عدلي
بعض من الثقافة نابع من المواقف الكثيرة والمختلفة التي يتعرض لها الإنسان في حياتة اليومية، فيكتسب معرفة ما عن طريقها، وبعض منها يأتى من القراءة والإطلاع، وفي التربية الأسرية وقيّم المجتمع العامة أيضاً نوع من الثقافة التي تحكم تصرفات الإنسان وميوله ورغباته، ولا يوجد إنسان بلا ثقافة تحكم تصرفاته وسلوكه داخل المجتمع والأسرة، فلكل فرد ثقافتة الخاصة التي تعلمها أو اكتسبها سواء من الأسرة أو المجتمع، ولكن توجد ثقافات عامة يُجمع الكل عليها ويمارسها، وبحكم شرقيتنا، هناك ثقافات غابت عنا أو لم نتربى عليها أو يمكن أن نقول أننا مُنعنا من ممارستها، وقد ساعد المناخ العام على ثبات عدم ممارستها كسلوك لدينا، وثقافات أخرى اكتسبناها وهي جديدة على مجتمعنا الشرقي وهي بديلة لبعض الثقافات التي فقدناها والتي أصبحت الآن كما لو كانت ثقافة أصيلة مُستخرجة من باطن القيّم الحديثة.

ثقافة المعارضة:-
منذ نعومة الأظافر تربينا ونشأنا على الطاعة، في المنزل، في المدرسة، حتى في مدارس الأحد، والجيش أيضاً، فاعتدنا على الطاعة العمياء التي لا تسمح لأحد أن يناقش أو يقول ما عنده من آراء، لم نتعلم ولم ننطق إلا كلمة حاضر، وإذا ضاقت بك كلمة حاضر مرّة واحده وقلت لا أمام أبيك مثلاً، فالله يعينك على العلقة السخنة التي ستنالها وما يليها من عقاب معنوي، فاعتادت الحياة بنا على ألا نقول كلمة لا.
وإذا قلتها أمام مسئول من اياهم –بداية الثورة– فلا مكان لك سوى المعتقل وما به من تعذيب وإمتهان لكرامة الإنسان الذين إدعوا أنهم صنعوا له كرامة.
لقد اعتدنا أن نكون من المؤيدين، أو الصامتين، فلم نتعلم من الأباء أو الرؤساء أن نقول كلمة لا.. لأنه من سوء الأدب أن نفكر حتى في قولها.
إن هذه الكلمة بالرغم من صغر حجمها إلا أنها تحمل دلالات كثيرة، بل هي التي تفتح مجال الحوار الذي تتعرف به على أفكار من هم حولك.

ثقافة أن نختلف:-
ثقافة من الثقافات الغائبة، كيف نختلف؟ إنه من الوارد أن نختلف في بعض النقاط طالما نتعامل ونتعايش ونتفاعل مع بعضنا البعض، وربما نقتنع أو لا, ولكن هذا لا يأخذ الطريقة الحضارية للإختلاف، فكلٍ يتمسك بوجهة نظرة بشدة بل وبعنف ولا يسمح حتى لنفسه بأن تأخذ فرصتها لتتفاوض مع العقل، ولكن إن اختلفنا مع المُعتبرين أنهم قائمين علينا في أىٍّ من مؤسسات المجتمع المختلفة، يعتبر أن الخلاف موجه له شخصياً على اعتبار أنه هو المؤسسة والمؤسسة هو ولا فصل بينهما، مثل الرئيس السابق السادات الذي اعتبر توجع الأقباط وانتقادهم للدولة على سكوتها على الجماعات الإسلامية موجه له شخصياً، وأن المطالبة بحقوق الأقباط هي إهانة للبلد وقيادتها، وقد دفع قداسة البابا ثمن هذا الفكر المتسلط ومعه الكثيرين ممن شملتهم قرارات سبتمر الشهيرة، وكل الرؤساء، كلٍ في موقعة لا يسمحوا بالإختلاف، على اعتبار أنهم أحسن الذين طوروا في المؤسسة كثيراً، ومن يخرج عن هذه القاعدة يُتهم بالخيانة العظمى بكل أجزائها.

ثقافة أداب الحوار:-
مادمنا غير متقبلين الإختلاف فلن نستطيع أن نقيم حواراً موضوعياً، دائماً الحوار هو رأي ورأي آخر، والمشكلة تكمن في قناعة كل طرف بوجهة نظره ولا يقبل أن يعطي فرصة للعقل ليحاول الوصول إلى المنطقية السليمة في كل حوار، الأقوى منصباً وثروة هو دائماً الأقوى في كل حوار، ولا يقبل آراء من هم أقل منه مكانة حتى لو كانوا محقين، وربما يكونوا على نفس المكانة ولكن الإعتقاد بأن التنازل عن الرأي هو ضعف حتى لو اقتنع به، إن الحوار ثقافة رفيعة تمكن الإنسان من المعرفة النقية وعندما نفقد مصداقيتنا نفقد معها كل لغات الحوار التي تهدف لهذه المعرفة الحقيقية.
Na_agayby@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق