وصف الرئيس مبارك، إيران، بـ«الدولة المهمة»، موضحا أن القاهرة لم تبادر بقطع علاقتها معها، واستطرد: «لكنها تحتضن قوى التطرف وتناهض السلام»، فيما سيطر الشأن الفلسطينى ومحاولة إنقاذ «المفاوضات المباشرة» على نشاط مؤسسة الرئاسة والدبلوماسية المصرية، أمس. ويستقبل مبارك اليوم الرئيس الفلسطينى، ليبحث الموقف بعد توقف «المفاوضات المباشرة» مع إسرائيل، فى الوقت الذى أوفد فيه وزير الخارجية إلى الرياض ليبحث مع نظيره السعودى هذا الملف.
وقال مبارك، فى حديث مع جريدة «القوات المسلحة»، بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد: «أحذر فيما أقوم به من اتصالات من تصاعد العنف والإرهاب فى المنطقة وعلى اتساع العالم، إذا انهارت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل». وأكد أن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال إسرائيل الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر أن إيران دولة إقليمية مهمة، ويمكنها أن تصبح جزءاً من حل أزمات الشرق الأوسط بدلا من أن تكون أحد أسباب مشاكله، مشددا على أن القاهرة لم تبادر بقطع علاقاتها مع طهران، وإنما كانت الأخيرة هى المبادرة إلى ذلك بعد توجه الرئيس السادات إلى السلام ، مشيرا إلى استقباله خلال الأعوام الماضية العديد من كبار المسؤولين فى إيران، وأن الملفات المطروحة تتجاوز مجرد اسم الشارع والجدارية فى طهران التى تمجد قاتل الرئيس السادات، منوها بأن هناك ملفات أخرى بعضها ذات طابع أمنى، والبعض الآخر يتصل بسياسات إيران «المناهضة للسلام والحاضنة لقوى التطرف». فى سياق متصل، يستقبل الرئيس مبارك، اليوم، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، الذى وصل إلى القاهرة، أمس، لبحث الموقف بعد توقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ومن المقرر أن يطلع أبومازن، مبارك، على آخر تطورات الموقف فى ظل الأزمة الراهنة.
من جانبه، بحث أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، فى الرياض أمس، مع نظيره السعودى الأمير سعود الفيصل، التنسيق بين البلدين بشأن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، خاصة فى ظل التعنت الإسرائيلى والاستمرار فى عملية الاستيطان، وأكد السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم الخارجية، أن المباحثات تركزت على عدد من الملفات الإقليمية المهمة المطروحة للتشاور والتنسيق بين مصر والمملكة، وأشار إلى وجود توافق مصرى سعودى على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بأى شكل، باعتبار أن استمرار إسرائيل فى بناء المستوطنات يعوق تقدم جهود السلام ويعوق العملية التفاوضية.
إلى ذلك، اجتمع أحمد فتح الله، مساعد وزير الخارجية، أمس، مع سفراء الدول الأوروبية بالقاهرة، وتناول الاجتماع الوضع فى منطقة الشرق الأوسط وآخر التطورات، التى تشهدها المنطقة حاليا. وقال فتح الله، فى تصريحات له: «طلبت من الدول الأوروبية بصفة عامة، والاتحاد الأوروبى بصفة خاصة، ضرورة اتخاذ موقف من موضوع الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة»، مشيرا إلى أن عدم قيام إسرائيل باتخاذ قرار بتجميد الاستيطان لن يؤثر فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل سيمتد تأثيره إلى أوروبا. |