انتقدت قيادات دينية مسيحية وإسلامية الآراء التى طرحها الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، خلال محاضرة له فى مؤتمر «تثبيت العقيدة» المنعقد بالفيوم، أمس، واتهموه بإطلاق تصريحات «غير مسؤولة» تهدد بإشعال الفتنة الطائفية، فيما تقدمت رابطة المحامين الإسلاميين ببلاغ للنائب العام، أمس، ضد الأنبا بيشوى بسبب تصريحاته فى حوار سابق مع «المصرى اليوم» اعتبر خلاله أن المسلمين «ضيوف على مصر».
كان الأنبا بيشوى قد تساءل فى نص محاضرة له، وزعت ضمن الكتيب الرسمى لمؤتمر تثبيت العقيدة، أمس الأول، عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم «قد قيلت وقتما قال نبى الإسلام القرآن أم أضيفت فيما بعد فى عهد عثمان»، ودعا إلى مراجعتها، مشيراً إلى أن الحوار والشرح والتفاهم «يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغى آية تتهمنا بالكفر».
ومن المقرر أن يكون بيشوى قد ألقى هذه المحاضرة، فى السادسة من مساء أمس ـ بعد مثول «المصرى اليوم» للطبع ـ حيث ألقى المتحدثون السابقون محاضراتهم ملتزمين بنصوصها الواردة فى الكتيب الرسمى. ونظمت رابطة المحامين الإسلاميين، ظهر أمس، وقفة احتجاجية بمقر النقابة العامة، شارك فيها العشرات، ورددوا العديد من الهتافات المعادية للكنيسة.
فى المقابل، قال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، المفكر الإسلامى، إن «كثرة الكلام فى المسائل الاعتقادية خطأ وطنى ودينى يفجر من القضايا المعقدة». وأضاف فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن «القدر الأدنى من المسؤولية الوطنية يقتضى تجنب ما يستفز ويغضب ويثير»، مشيراً إلى سعيه لجمع الأنبا بيشوى والدكتور محمد سليم العوا فى لقاء مشترك، بعد الأزمة التى أثارتها تصريحاتهما الأخيرة.
من جانبهم، رفض عدد من قيادات الكنيسية الأرثوذكسية رفيعة المستوى التعليق على ما جاء فى محاضرة الأنبا بيشوى، وأشاروا إلى أنه «يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، ويعد الرجل الثانى فى الكنيسة بعد البابا شنودة، ولا يجوز لأحد التعليق على ما يقوله أو يكتبه»، مؤكدين فى الوقت نفسه أنه «حسن النية». |