CET 00:00:00 - 30/04/2009

مساحة رأي

بقلم: هيام فاروق
هي صديقة عمري... نشأت في أسرة متوسطة.. الأب يعمل في وظيفة اجتماعية مرموقة والأم ربة بيت.. ربياها والداها تربية سوية.. فشبت على مبادئ قيمة.. على قدر كبير من الثقافة بحكم عمل والدها الذي كان بالحق صديقها وكان يشركها دائماً معه في آرائه وعمله.
هي على قدر كبير من المرح والجاذبية.. محبوبة من الجميع (الصغير والكبير) وهذا ما جعل منها شخصية اجتماعية.. ودودة.. خدومة.. مُحبة وقلبها يتسع لحب العالم كله لما لها من مشاعر مُرهَفة وإحساس سامِِ، لها من حسن الإنصات والاحترام للجميع ما جعل منها واحة راحة لكل من يتكلم معها.

بعد أن أتمت دراستها تقدم لها العديد وكانت مازالت في سن صغيرة وفي بداية عهدها بالخدمة الكنسية التي كانت مُولعة بها ودائماً منشغلة بأبحاث علمية وثقافات متنوعة، أراد والداها الاطمئنان على مستقبلها وخصوصاً أنها ابنة وحيدة ووالدها يعاني من أمراض كثيرة فكان يقول دائماً أريد فقط أن أراكي عروسة جميلة سعيدة مع من يشاء الرب أن يرتبط بكِ بالرباط المقدس.. ولثقتها الغير محدودة في والدها تركت له هو حرية اختيار مًن يناسب لها.
وبالفعل تم زفافها إلى شاب رجل أعمال من أسرة طيبة ناجح في عمله.. يقدس بيته وأسرته.. يكبرها بثمانِ سنوات.. وكانت هذه مقومات جيدة لقبوله ولكنها بعد الزواج فوجئت بنشوب بعض المشاكل والاختلافات وكان هذا طبيعياً كما يحدث مع أي زوجين في بداية زواجهما ولأنها من أسرة محافظة.. كانت حريصة على نجاح حياتها بشتى الطرق... فقد كانت معظم مشاكلهما بسبب الغيرة القاتلة من طرف الزوج.. فمنعها عن الخدمة في الكنيسة وعن الخروج نهائياً إلا معه  وعن الاشتراك في أي نوادي أو زيارات.

في البداية كانت متمردة ورافضة رفضاً باتاً أن تكون لها هذه الصفات والأدبيات والثقافات ثم يضيع كل هذا وهي حبيسة أربع جدران،  والحقيقة كان والدها يساندها في تهدئة الخلافات بطريقة ليس معناها الاستسلام ولكن بحصولها على حقها كامرأة باللطف واللين والمحبة والنقاش الهادئ لأنه كان يرى في ابنته كنوز إنسانية عظيمة لا يجب أن تُطمَر بهذا الشكل ولكن عادة ما تسير الرياح حيث لا تشتهي السفن..
ففي خلال هذه الفترة كانت قد أنجبت طفلين وبدءا يكبرا ويترعرعا أمامها وأيضاً توفى والدها.. فشعرت بانكسار وغربة وحزن وقررت أن تستسلم بعد هذا الانكسار فرضيت بتخليها عن صديقاتها وخدمتها وعن رؤية أي إنسان يرضي زوجها أو لا يرضيه سوى والدتها فقط.

وظلت على هذا الحال سنوات وهي عاكفة على تربية أطفالها ومتابعة واجباتهم الدراسية.. وبالفعل نشأ أولادها متفوقين علمياً ودراسياً وروحياً بفضل وجودها المستمر معهما ومتابعتها لهما في مواظبتهما على حضور الكنيسة والارتواء من أسرارها.. هي بالحقيقة أم فاضلة وزوجة وديعة و ابنة بارة ولكن........... كبرا الولدين ومازالت هي متفتحة ومشتاقة إلى العالم الخارجي.. فمن خلال تقابلها مع بعض أقرانها بعد صلوات القداس ومتابعة نوع من أنواع الخدمة الخفيفة ألتف حولها الكثيرين مرة أخرى وهي بالطبع سعيدة بحب الناس لها وشدة تعلقهم بها.. ولكنها مشتاقة أن تعمل.. مشتاقة للرحلات.. حاولت التحدث كثيراً مع زوجها بخصوص كل هذا وخصوصاً أنها تعلم أنه يحترمها ويحبها ويقدرها كقطعة موبيليا أو تحفة فنية في بيته.. ولكن أي حب هذا الذي ترتوي به؟ أي حب هذا الذي يقيدها في كل شيء... في دخولها وفي خروجها وفي مكالماتها وفي كل حياتها.. حتى أنها أصبحت لا تطل على العالم الخارجي إلا من خلال شاشة الكمبيوتر!!

قلت لها حولك الكثيرين وأنتِ كالوردة المتفتحة والجميع يستمتع أن يستنشق عبيرك.. فقالت لي ولكنني أذبل كل يوم.. قولت لها أنتِ كالقمر مضيء دائماً.. فقالت لي أنا فعلاً كالقمر في طبيعته كجسم معتم ويستمد ضوئه من الشمس وأنا هكذا معتمة ولكني أستمد ضوئي من خلوتي اليومية مع رب المجد فيراني الجميع مضيئة... ولكني لست بجماد... أنا إنسانة... أريــــد أن أشعر بالرومانسية مع أني لم أجربها من قبل... أريد أن أبتهج مثل ابتهاج الطبيعة في الربيع.. ولكني الآن في ربيع العمر ولكن أين البهجة؟

تسترسل في حديثها وتقول ربما هذا هو حال المرأة المصرية مع الرجل الشرقي... أنا أعتب على الرجل الشرقي وعلى طباعه وطريقة تفكيره وطريقة تملكه للمرأة كزوجة.. فزوجي مثلاً إنسان عطوف ومحب ومسئول ومحترم ومتعلم ويقدس بيته وأسرته.. ولكن من الحب ما قتل..... فهل هذا يكفي للمرأة؟؟
أريد رأيكم يا أحبائي 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٢٩ تعليق

الكاتب

هيام فـــاروق

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

أشياء ضائعة

عفوًا سيدنا

لكل فعل رد فعـل..!!

عتـاب

امرأة...... بــدون عنـــوان

جديد الموقع