ترجمة نادر محمد, جوتنجن- ألمانيا
بدعوة من الجمعية الآرامية البلجيكية ببروكسل قام البروفسور الألمانى مارتن تامكه بإلقاء محاضرة عن المجازر العثمانية ضد المسيحين طبقاً لما ورد فى التقارير الدبلوماسية الألمانية من تلك الحقيقة.
كانت مجازر العثمانيين ضد الأرمن والأشوريين والآرميين واليونانيين سنة 1915 نهاية للتعايش السلمى بين المسيحين والمسلمين لفترة إمتدت لثلاثة عشر قرناً، وإن لم تكن تخلوا من حوادث ومشاكل فردية بسيطة بالمقارنة بما ارتكبه العثمانيون من جرائم ضد الانسانية. مجازر العثمانين الشهيرة ضد الأرمن والتى ارتكبوها سنة 1915 هى حلقة من حلقات إضطهاد العثمانيين للمسيحين، ففى سنة 1848 تم حرق مقر بطرك الشرق للنساطرة فى Kotschanes , تلى ذلك 1866 مذابح العثمانيين ضد طائفة المارون والسريان فى دمشق ثم مذابح تسعينيات القرن التاسع عشر ضد الأرمن.
اتبع أيضاً العثمانيون سياسة التهجير القسري مع الأقليات الدينية والعرقية لتفريغ المناطق من سكانها الأصليين وتركها للأتراك العثمانيين المسلمين السنة، كما هو الحال فى تعاملهم مع الأكراد إلا أن تهجير الأكراد من بعض المناطق فى شرق تركيا لإفساح المجال للأتراك لم يتبعه قتل الأكراد لأنهم مسلمين تابعين للمذهب السنى كان ذلك بسبب هزيمة العثمانيين من الروس سنة 1878 وتهجير الأتراك من منطقة القوقاز ما أضطر العثمانيون إلى زيادة الضرائب على الأرمن فقاموا بثورة سنة 1893 وسنة 1894 فى منطقة ساسون فى شرق تركيا حالياً ما أدى إلى عمل مجزرة لهم سنة 1895 إلا أنه كان يوجد إنقسام فى المجتمع التركى فى ذلك الوقت بين ليبرالى وإسلامى فوقف الليبراليون المتأثرون بالثقافة الفرنسية والداعين للتعددية العرقية والدينية مع الأرمن فلقوا حتفهم معهم واستمرت المجازر الحميدية) سلسلة من المجازر التي نفذها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بحق المسيحيين القاطنين شرق الأناضول من الأرمن والاشوريين( حتى سنة 1896 ضد كل ما هو أرمنى بما فى ذلك الإنفصالين الأرمن الداعين لفصل شرق تركيا وضمه لدولة أرمينيا.
بعد خسارة العثمانيين للحرب ضد الإيطاليين فى ليبيا وكذلك حربهم فى البلقان إتبعوا سياسة التتريك وهى سياسة إنتهجها أنور باشا وزير الحربية. تهدف هذه السياسة إلى نبذ كل ما هو غير تركى وغير مسلم سنى وعمل حزب سياسى وحين لجميع الأتراك. أدت سياسة التتريك لعزل الأرمن والأقليات الأخرى ما دعى الأرمن للإستنجاد بالقوى الخارجية، وهو ما رآها العثمانيون خيانة، كذلك وجد العثمانيون التواجد المسيحى اليونانى الأرمنى على سواحل بحر ايجة سرطاناً فى جسد الدولة العثمانية يجب إزالته فقاموا بتهجير جميع المسيحين من على هذا الشاطئ وأعلنوا مقاطعة كل ما هو أرمنى أو يونانى وبخاصة التجار الذين وصفوهم بالإستغلاليين ومصاصى الدماء.
أعطت الحرب العالمية الأولى ذريعة للعثمانيين لإرتكاب المجازر ضد الأرمن وذلك بعد خسارة العثمانيين من الروس بسبب مساعدة الأرمن للروس، فقام العثمانيون بإبادة كل ما هو أرمنى وبدأوا بالنخبة السياسية الأرمينية والقوميين الإنفصاليين والأرمن ثم إنتقلوا إلى جميع الأرمن لجعل أرمينيا الكبرى بلا أرمن كل ذلك قد نقله القنصل الألمانى إلى الخارجية الألمانية فى ذلك الوقت. بدأت كل هذه المجازر بعد اصدار قانون لجنة الشباب الأتراك (حركة تركيا الفتاة) فى 27 مايو 1915 ويسمح هذا القانون للقوات بإتخاذ اللازم ضد المعارضين للقرارات الحكومية.
شارك الألمان فى تلك المجازرضد الأرمن حيث قاموا بالمساعدة فى التخطيط وتقديم الدعم اللوجستى والعتاد للدولة العثمانية. ويروى أحد الضباط الألمان المشاركين بالمجازرسيرالمذابح كالتالى:
((فصل الرجال ونقلهم لمعسكرات عمل أوقتلهم بعد فترة قصيرة بعيد عن أماكن تجمع الأرمن، نقل النساء والأطفال لمعسكرات التصفية الجسدية فى صحراء سوريا بالقطارات ووضعهم فى عربات نقل الماشية، أوإرسالهم لتلك المعسكرات سيراً على الأقدام لمسافات طويلة جداً، فمن لم يمت جوعاً أوتعباً يموت بالأمراض المعدية نتيجة غياب النظافة الشخصية ولتجنب انتشارالعدوى يتم حرق الجثث وتصادرممتكات المقتولين لصالح الدولة)). لم تقدرحركة تركيا الفتاة على عمل نفس المجازرمع اليونانيين خوفاً من رد فعل الدولة اليونانية، ولم يقتل مسيحيين سريان فى هذه الأحداث.
إنتهت الحلقة الأولى
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |