CET 00:00:00 - 21/09/2010

مساحة رأي

بقلم : هاني رمسيس
وقف أحد الصحافيين يوماً فى ندوة بمعرض الكتاب بالقاهرة ، ليسأل قداسة البابا شنودة عن حقيقة وجود أسلحة بالكنائس والأديرة ، فرد عليه قداسة البابا منفعلاً ومستنكراً ترديد مثل هذه الأسئلة من الصحافيين والتى بدورها تعمل على الترويج لهذه الإفتراءات . مرّ على هذا السؤال ما يقرب من عشرين عاماً ، و مازالت المحاولات مستميتة لتشويه صورة الكنيسة القبطية وقيادات الكنيسة و التحريض ضد الأقباط .

كان أحدث هذه المحاولات البائسة- ولن يكون آخرها- تلك التمثيلية الهزلية على قناة الجزيرة صوت الإرهاب وراعيته ، والتى بطلاها عوا والمنصور ، التى لم  يتبين لنا فيها من هو المذيع و من هو الضيف ، إنما دار الحديث كتمثيلية تتوزع فيها الأدوار ، أو كوصلة رقص مبتذل يتبارى فيها كل من الراقصة و الطبال فى إظهار موهبته وموهبة الآخر ، يغيّر كل منهما موقعه حتى ما عاد هناك فرق بين من هو الراقصة و من هو الطبال .

إمتلأت الحلقة أو الوصلة (بكلام كبير قوى ) مثل تغول الكنيسة ، و إحتلال المناصب العليا ، و التخطيط الممنهج ، والبؤر (إشارة إلى الكنائس والأديرة) ، والمتفجرات (إشارة إلى لعب أطفال ) ، و حقوق الأغلبية ، و دولة داخل الدولة (وقد أضاف عوا أنها إمبراطورية داخل الدولة ) ، والتجهيز لمحاربة المسلمين  ، والإنفصال ... و غيرها من مفردات مزيج الإرهاب بالجنون .

لن نلوم على هذا العوا ، فمنذ قضية وفاء قسطنطين و حالته تستدعى الشفقة ، ولن نلوم على ذلك المنصور الذى يبث برنامجه من القاهرة ويتقاضى راتبه من أموال دولار النفط الخليجى ، حيث كل شئ له مزاد و قابل للبيع .

إنما و حتى هذه اللحظة لم نسمع أى رد فعل أو تعليق من المؤسسة الرئاسية ، أو مجلس الوزراء ، أو وزارة الداخلية ، لم يعلق على الأمر جهاز أمن الدولة ، أو حتى مسئول الملف القبطى بالجهاز و كلهم يعرفون دبة النملة بالكنائس و الأديرة .

إن ما ادعاه عوا و المنصور وإن كان يتهم الكنيسة المصرية بالخيانة العظمى ، فهو فى ذات الوقت يضرب مصداقية و قدرات و وطنية مؤسسات مصرية أخرى لها إحترامها وتقديرها مثل الجيش المصرى و المخابرات المصرية . بل ربما قصد بإتهاماته بتراخى الدولة ما هو أبعد من ذلك ، و هو ما يضعه تحت طائلة القانون .

كنا و مازلنا ننتظر من النائب العام التحقيق فى مزاعم و أكاذيب عوا و المنصور المريضة ، فإن لم يثبت ما زعماه ، ولن يثبت لأنه ما هو إلا محض خيال مريض ، فإن محاكمتهما واجبة .

على الدولة و الحزب الوطنى الذى يتغزل فيه بعض رجال الكنيسة ليل نهار الرد بقوة .

على الصحافة المسماة بالقومية الكف عن مهاترات صورة الرئيس بالبيت الأبيض ، وهل كانت الصورة فى المقدمة أم المؤخرة ، و تقوم بتبرئة ساحة الدولة و ساحة الكنيسة من تخاريف عوا و المنصور .

فليس على الكنيسة أن تدافع عن نفسها وإلا فهو قبول و إعتراف أنها فى وضع المتهم .

كنا و مازلنا ننتظر أن يخرج علينا أحد علماء الأمراض النفسية و العقلية كالدكتور أحمد عكاشة ، ليفسر لنا حالة عوا و المنصور و إخوانهم ، وهل من أمل فى الشفاء .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق