CET 00:00:00 - 29/04/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
أنا إمرأة بسيطة جامعية, في حالي أنا وإبني إللي غيره ما ليّ, ربيته بعد ما تركه أبوه من بعد ولادته بشوية، كافحت حتى أوصلتهُ الثانوية, طلب مني أن يأخذ درس خصوصي في العلوم الرياضية, قلت له بضحك: بشرط يجي المدرس هنا البيت عشان أخاف عليك من البنت فوزية, إتفق مع صاحبه على مدرس يجي مرتين أسبوعياً بعد الظهرية، كنت أنتهز الفرصة قبل مجيء المدرس في الميعاد, وأكون خرجت برة أزور صاحبتي وجارتي في العمارة وداد, أصلها دايماً هي وجوزها فؤاد, في نقار وعناد, وكأن زواجهم ورقة وعليها مداد.
تعمدت أن لا أرى المدرس بتاعه, تركت لإبني موضوع حسابه, وفي تحديد ميعاده، اتعودت أتركه يؤدي أموره الشخصية لوحده, وأنا من خلفه أساعده، علشان يتعلم بعد ما أنسحب من الريادة, كيف يتصرف بحرية وإرادة.

في إحدى مرات يوم مجيء المدرس, أخذت صاحبتي إلى المووول نتنفس, ومرة واحدة لقيت صاحبتي على رأسها بتحسس, عرفتني السبب أنها متخانقة مع فؤاد جوزها المهندس, لكن الحقيقة كان جيب كل واحدة فينا مفلس, أصل مش معقول نقف قدام المعروض مكتومين الأنفس... رجعنا بدري , وقُلت بالمرة أشوف المدرس وأعرف منه أحوال إبني... تلاقت عيوننا بمجرد ما دخلت, قدمت له نفسي بأني أم مدحت, وبعبارات المدح رد عليّ, ياه! أخته إفتكرت!! ضحكت, وقـُلت: الكلام ده كثير عنه سمعت, قال لي: دي حقيقة أنا ما كذبت... بعد ما إكتفيت, من لمحة جميلة - إستيقظت, ومن كلامه الحلو زوغت... تحب تشرب إيه سيادتك, وبنبرة جميلة قال: أنا شربت... رُحت ضحكت و قـُلت: قربت تقول إنك كمان أكلت! رد عليّ: هي دي الحقيقة.. شربت, وأكلت, وما شبعت.

جاء ميعاد الدرس اللي يليه.. لاحظ أبني أنني لم أستعد للخروج، ظن أنني مريضة، عرض عليّ أن يتصل بأستاذه ليلغي درس اليوم ويأخذني للدكتور، قمت مفزوعة و أحذره أن لا يتصل، قلت له جارتي "وداد" مش خارجة النهاردة، لم أعرف إيه إللي جعلني ماخرجش!، صحيح هو ترك في داخلي أثر لا أعرف معناه، قلت في بالي ربما دي أوهام الحرمان، لكن شعور غريب شدني أن أسحب من الدولاب ملابس شيك في نظري، ذهبت إلي المرآة أعد كم عدد الشعرات البيض لقيتهم خمس شعرات، لأول مرة أعدهم... ذهبت إلى المطبخ لأستعد لضيافته، إتصلتُ بوداد صاحبتي إعتذرت لها هي ما صدقت, وقالت لي: كويس إنها جت منك, أصل أنا ماكانش ليّ نفس أخرج!!!.

مر الميعاد ولم يأتي... وبعد حوالي نصف ساعة إتصل بمدحت إبني يعتذر لمرض والدته، بقدر ما إنتابني اليأس حزنت على مرض والدته... وجهت كلامي لصديق مدحت وسألت إن كان يعرف عنه شيء أم لأ، أجاب صديق مدحت وشقاوة الشباب تنطلق من عينيه، يا طنط ده مش متجوز وعلى ما سمعت أنه عايش مع أمه وأخت أكبر منه، لكن بالرغم إنه ساكن في شارعنا ماشفتوش ماشي معاهم أبداً، قلت في نفسي... أكيد ده سبب عدم زواجه لغاية دلوقتي، إنتظرت ميعاد الدرس القادم... لم أظهر لإبني أي إهتمام بالمدرس، كما أني مسكت نفسي بالعافية أن ألبس أحسن ما عندي، لم أدخل المطبخ لأعد أي نوع من الضيافة، ظنيت أنني قوية وسوف أقاوم المشاعر, سوف أعاند الطبيعة وسوف أتحدى إحتياجاتي, سوف أدحر عواطفي لأجعلها فقط لإبني... لكن وجدت نفسي أجلس معه في كازينو على النيل نشرب القهوة التي أفضلها... قال لي أحنا لسة بينا خطوات كثير أنا هقرب منك، مش عايزك إنت تتحركي ولا خطوة، خلي الخطوة الأخيرة تيجي منك عشان أتأكد أني الخطوات إللي قطعتها للوصول إليكي كانت فعلاً حقيقية.
وفعلاً بدأ في اتخاذ الخطوات نحوي، وأنا متلهفة على الخطوة الأخيرة، كل ما يخطو خطوة نحوي أزداد شوق مداه أوسع من خطوته، حتي جاءت الخطوة الأخيرة, والتي عليّ أن أخطوها وأصرح له بحبي، وقبل ما أقولها... قال لي: بلاش إنت تخطيها، هعفيكي عنها, أنا هطلب منك تلقي بنفسك بين أحضاني, أنا اتأكدت من حبك ليّ، لم أستطيع السيطرة على مشاعره الجميلة فألقيت بكل حملي عليه وقفزت الخطوة الأخيرة... صحبته جميلة... رقيق... يصغي بدون ملل... كريم.

تكلمت مع إبني... رحب كثيراً... إبني عاقل ومتفهم... ذهبت إلى خالي وعرضت عليه الموضوع... رحب هو أيضاً... قدمت حبيبي لإخوتي وباقي أهلي, رحبوا به، وجاء وقت تعريفي بأهله... بدأ يتهرب كثيراً أن يأتي بأهله لنا... مرة يقول أصلهم في البلد... ومرة يقول لي أن أخته مسافرة.
أوقفت شعوري نحوه حتى ما أنتهي من موضوع أهله، ذهبت بنفسي إلى منزله بعد ما عرّفني صديق مدحت عنوانه، سألت البواب... قال لي: سيادتك الممرضة الجديدة؟... الله يكون بعونك يا ست! إندهشت قلت له: هو فيه إيه.. قال لي مش إنت الممرضة بتاعة مستشفى الخانكة "العباسية يعني !"، خرجت من العمارة لأجده أمامي... قال لي: عرفتي الحقيقة؟... صدقيني حاولت أقولك... لكن ما قدرتش... أنا آسف... القرار في إيديكي إنت... وقبل ما تأخذي أي قرار يا حبيبتي, من الصعب أترك أمي وإخوتي في حالتهم الهستيرية، مرض وراثي... مش بإيدي يا حبيبتي... أنا مش هغصب عليكي... لكن الحاجة الوحيدة اللي أحب أقولها هي إنك أول واحدة في حياتي... وأول واحدة أحبها... "إبتسام... لو هتقدري, خذي إنت الخطوات وأنا عليّ الخطوة الأخيرة".

تصورت الأحمال التي يحملها هو لوحده, فعلاً رجل ضحى بشبابه علشانهم، فأخذت قرار أن أخطو نحوه، حتى وصلت للخطوة الأخيرة وقلبي مملوء رضا وسعادة... وعند الخطوة الأخيرة, اندهشت لمّا قال لي: أنا مش ممكن أخليكي تضحي بحياتك يا إبتسام... عشان أنا فعلاً حبيتك... رأيت عيونه تنهمر... وقبل ما أتفوه, أعطاني ظهره وأختفى إلى عالمه المُر!!
إخوتي الأحباء... هل هو على صواب؟؟ أرجو الرد... أكاد أيضاً أصاب... بالهستيريا... فأنا أحبــه!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٢٨ تعليق