CET 00:00:00 - 29/04/2009

مساحة رأي

بقلم: مادونا شاكر
هو إنسان هادئ الطباع طيب القلب يؤدي خدمته على أكمل وجه بمحبة خالصة يهتم بمخدوميه ورعيته.
يجول يصنع خيراً كسيده.. محبوب من الجميع لبساطته وبشاشته وحسن معاملته لأبناءه.. يخدم في كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة محافظة الجيزة وأسمه أبونا متاؤس وهبة..
ذات يوم من عام 2006 جاءت إليه فتاة مسكينة تدعى مريم نبيل هي وخطيبها ليتزوجا مقدمة إليه بطاقة الرقم القومي الخاصة بها، وكانت هذه الفتاة قد ضاقت بها الدنيا وأغلقت في وجهها كافة الأبواب حتى أن أبوها طردها في الشارع شر طردة لتواجه مصير مجهول يرافقها إيمانهاً بإلهها الجديد الذي أقسمت أن تتحمل من أجله كل الآلام، نامت في الطرقات تخلى عنها الجميع حتى أهلها أحب وأقرب الناس إليها لم يعودوا يريدون معرفتها أو الإتصال بها ورفض المجتمع استقبالها أو مد يد العون لها لأنها ارتدت عن الإسلام فوُضعت في طريقها كافة العراقيل، جاعت تاهت وكانت أحياناً بلا مأوى، ومع ذلك صبرت وصممت حباً في إلهها الجديد، ونالت سر المعمودية بعد عناء عام 2002 على يد القس كرم جرجس سدرا يعيش في استراليا حالياً، مرت بها الأيام ثقيلة ومؤلمة وتصادمات مع أمن الدولة إلى أن تقابلت مع وائل شاب قبطي من الكنيسة التي كانت تتردد عليها ثم عرفها على روماني فساعداها هذين الشابين في الحصول على أوراق تثبت أنها مسيحية نظراً لصعوبة بل قل إستحالة الحصول على تلك الأوراق بطرق مشروعة لوجود تمييز عنصري ضد الأقباط في مصر المحروسة وعدم الإعتراف بتحول أي شخص إلى المسيحية لانعدام حرية الإعتقاد للأقباط .. في حين أنه تُعطى هذه الحرية كاملة لأي إنسان يريد أن يعتنق الإسلام وتُسهل له كافة الإجراءات في ساعات معدودة فقط..

تقابلت في عام 2005 بشاب مسيحي يدعى أيمن واتفقا على الخطوبة والزواج ، ودون التحقق من هوية مريم وافق القس متاؤس على إتمام مراسم زفافها على خطيبها بسلامة نية خالصة بناءً على بطاقة الهوية المقدمة إليه ولأن الكنيسة ليست مسئولة وليس لها حق التحقق من هوية الأفراد الذين يريدون الزواج، ما حدث بعد ذلك عزيزى القارئ كلنا نعلمه جيداً فقد تم القبض على أبونا متاؤس في 14 أكتوبر عام 2008، وأدين بتهمة التزوير في أوراق رسمية وتواطؤه مع السيدة المتنصرة وزوجها والشابين القبطيين الذين ساعداها، ووجهت لهم جميعاً نفس التهمة فحُكم على القس متاؤس وهبة بخمس سنوات وكذلك الشابين والسيدة مريم وزوجها الذين استطاعوا أن يهربوا خارج البلاد لخوفهم من بطش أمن الدولة وحد الردة، ورغم محاولات الأساتذة المحاميين الأجلاء ممدوح نخلة ونجيب جبرائيل ورمسيس النجار في نقض هذا الحكم الظالم إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن إقتناعاً من رجال القضاء بأن الكاهن قام بعملية التزوير فعلاً، وأنه عقد زيجة ريهام المسلمة على أيمن المسيحي بعد تنصيرها.

وتقدمت بعض المنظمات الحقوقية القبطية بداخل مصر وخارجها بمذكرة لسيادة النائب العام للمطالبة بالإفراج عن كاهن الكنيسة القبطية القس متاؤس وهبة وجاء بالمذكرة: أنه حكمت محكمة جنايات الجيزة الدائرة 18 يوم الأحد 12/ 10/ 2008 حكماً بسجن أحد كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والتابع لمطرانية الجيزة وذلك بمعاقبته بالسجن لمدة 5 سنوات، وهذا الحكم يعتبر الأول من نوعه في تاريخ القضاء المصري وأيضاً في تاريخ الكنيسة القبطية، وأكدت مريم نبيل في أول ظهور لها على قناة الحياة في برنامج سؤال جريء أن أبونا متاؤس مظلوم ولم يعرف عنها شيء من قبل وأنه أطيب كاهن في كنيسته وليس هو من قام بتنصيرها وإنما آخر يعيش الآن في إستراليا إنما تقابلت معه في 2006 وهي نفس السنة التي تزوجت فيها من أيمن.
وكان لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية موقف قوي ومهتم جداً، فقد طالب قداسة البابا شنوده الثالث ولأول مرة بعض المسئولين الذين حضروا لتهنئته بعيد القيامة المجيد بفتح موضوع القس متاؤس وهبة المحكوم عليه بخمس سنوات بإعادة محاكمته، وأشار المصدر إلى أن قداسة البابا طالب بإعادة محاكمة القس وأوضح أن قداسته حزين جداً على حبس القس بعدما علم أنه لا يعلم شيئاً عن قضية التزوير.
وقالت زوجة الكاهن أن الحكم كان مفاجأة ووقع كالصاعقة علينا وأضافت: القس متاؤس ذهب السبت 11/10/2008 للمحكمة لكن الجلسة تأجلت ليوم الأحد وأصر القس على حضور الجلستين لأنه كان يتوقع براءته فقد ذهب لسماع الحكم وكانت المفاجأة أنه صدم بسجنه خمس سنوات، وأشارت الزوجة أن الكنيسة والمطرانية ستقومان باتخاذ الإجراءات اللازمة لتساعد القس على تقديم الحقيقة موضحة أن حالته الصحية جيدة.
وقال القمص صليب ساويرس عضو المجلس الملي أن الكنيسة تحترم أحكام القضاء وإذا أخطأ الكاهن فالكنيسة سوف تعرض حالته على المجلس والمطرانية التابع لهما مشيراً أن في مثل هذه الحالات يتدخل المستشار القانوني للكنيسة لمعرفة التفاصيل كاملة، وعلى هذا فقد قررت الكنيسة استئناف الحكم الصادر وأعلنت عدم توقيع أي عقوبة كنسية على الكاهن المتهم.

وقال القمص ثيؤديسيوس أفا مينا سكرتير الأنبا دوماديوس لا يوجد دليل ضد متاؤس والحكم كان بمثابة مفاجأة لنا مشيراً إلي أن الزواج تم ببطاقة رقم قومي وأن الكاهن لا شأن له بالبحث في مدي صحة الأوراق المقدمة له وهل هي مزورة أم لا، وأضاف أن البابا شدد على ضرورة وقوف الكنيسة بجانب الكاهن، وأكد أن الكنيسة لن تتخذ أي إجراء ضد الكاهن المحبوس حالياً وتابع: القس متاؤس سيظل كاهناً ولو دخل السجن فسيدخله بصفته الكهنوتية وسيخرج منه ليستكمل مزاولة عمله وخدمته.
توجه يوم السبت 25 إبريل 2009 عدد من المنظمات الحقوقية إلى سجن طرة لزيارة القس متاؤس عباس وهبه في محبسه بقيادة مركز الكلمة لحقوق الإنسان ورئيسها الأستاذ ممدوح نخلة المحامي، وقد رفضت القيادات الأمنية زيارتهم للقس المسجون بحجة أن السيد مأمور سجن طره غائب في هذا اليوم عن عمله وأن السجن في إجازة بمناسبة عيد تحرير سيناء، وهذا يؤكد مدى التعسف والعنصرية وانعدام الحرية العقائدية والإضطهاد المنظم ضد الأقباط، وعلى هذا طالبت المنظمات الحقوقية بسرعة تدخل وزير العدل وتحديد جلسة عاجلة لنظر الطعن المقدم على الحكم الصادر ضد الكاهن وعدم التراخي في تحديد جلسة سريعة لنظر الدعاوى والدلائل المستخدمة والتي تثبت براءة الكاهن من التهم المنسوبة إليه.

أحبائي القراء هذه هى قصة الكاهن متاؤس وهبة المسجون بتهمة ملفقة وهي التزوير في أوراق رسمية، ومدى التعنت والتعصب لكل ما هو مسيحي وترصد الأقباط وإستغلال أى فرصة لإذلالهم حتى لو كان رجل دين مسيحي، في حين يترك رجال الدين الإسلامي الذين يعقدون زيجات لفتيات قبطيات قاصرات بمباركة أمن الدولة بل وبتعيين وتصريح منهم شخصياً ويتم تزوير هذه الأوراق لوضع أهالي هؤلاء الفتيات أمام الأمر الواقع ولا تظهر الفتاة إلا وهى متزوجة وحامل أيضاً، غير أنهم برروا ساحة موظف السجل المدني الذي وافق على استخراج بطاقة الهوية لمريم نبيل دون الرجوع إلى السجلات والتحقق من شخصيتها لأنه مسلم وقالوا عليه حسن النية ولم يتم حتى لفت نظره داخل موقعه الوظيفي.
أحبائي أقباط الداخل.. الكنيسة ومنظمات حقوق الإنسان وأقباط المهجر قاموا بواجبهم في الدفاع عن هذا القس المظلوم سواء بالفكر أو بالفعل ولا زالوا يحاولون مراراً، والآن قد جاء دوركم أنتم لتتحركوا وتعترضوا على هذه الأحكام الظالمة، عليكم دوراً هاماً ومؤثراً لا يستهان به في خروج هذا الكاهن من محبسه، اخرجوا في مسيرات ووقفات إحتجاجية سلمية داخل كنائسكم، داخل الكاتدرائية، أمام سجن طرة حيث محبس الكاهن رافعين اللافتات التي تندد بهذا الظلم ليسمع صوتكم ويشعر بوجودكم بجانبه، طالبوا بحقوقكم المهضومة، ولا يهدأ لكم بال إلا وخرج هذا الكاهن، اكتبوا في مدوناتكم وترجموها للعالم أجمع، لا تصمتوا على هذه المهاترات التي تحدث لنا كفانا صمتاً
اصرخوا إليهم قائلين: أطلقوا سراح هذا الرجل.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٢٩ تعليق