بقلم : هيام فاروق
أفخر بأنى أحتفظ بـ 10 أجزاء من الكتب الرائعة من سلسلة ( سنوات مع أسئلة الناس ) لقداسة البابا شنودة الثالث .. حقا كُتب تحمل العديد من أنَّات و مُشكلات و أوجاع لكثيرين من أبناء الشعب القبطى الأرثوذكسى و غير الأرثوذكسى .. و من الرائع أيضا أنها تحمل العديد من الأسئلة العقائدية و الطقسية و إستفسارات عن بعض آيات الكتاب المقدس .. كلها أشياء نافعة للتعليم و المعرفة و الثقافة الروحية .. و أعتقد أن الكثير منكم يملك هذه السلسلة الرائعة لقداسته
ما ساءنى و أثار حفيظتى هذه الأيام .. كم الأسئلة المعروضة على قداسته فى كل إجتماع و معظمها تشكو من سوء معاملة زوج أو زوجة أو حماة .. أو زوج يشكو من طرد زوجته له من بيته .. و آخر يشكو إهمال زوجته له .. و أخرى تشكو من سوء إتمام العلاقة الحميمية بينها و بين زوجها .. وتسأل عن إستخدام الفياجرا فى هذه الحالة .. و أسئلة كثيرة من هذا النوع
لا يا سادة نحن لسنا فى دار الإفتاء .. ونحن لا نريد أن نتشبه بغيرنا ممن نعيب عليهم فى كثرة الكلام فى هذه النوعية من الأسئلة .. هل يصح هذا ؟ هل هذا يليق بتعاليم كنيستنا ؟
أبدا لم أسخر من إخوتى و آبائى و أبنائى أصحاب هذه الأسئلة و لكنى فقط أريد أن أقول أن كنيستنا زاخرة بآباء إعتراف و مرشدين روحيين و عظات و كتب و إستشاريين نفسيين و خدام مراكز المشورة الممتلئة بها جميع الكنائس .. كل هذا لم يكفينا و نلجأ للسؤال على الملاء لقداسة البابا مع أن هذه الأسئلة من الأفضل أن يجيب عنها إستشارى نفسى محنك فى مهنته و ليس البابا مع إنحنائى و تبجيلى لقداسته كأب و راعِ و أناشده بدالة البنين أن يترفع عن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة أم أن علم قداسته بغياب الرعاية فى الكنيسة تضطره كراعِ أن يجيب ؟
دعونا نعود إلى نقاء سيرتنا التى كانت لنا منذ البدء .. نعود إلى سمو المعرفة و السؤال .. فينبغى أن نعمل هذه و لا نترك تلك .. بمعنى أن نسأل .. نعم نسأل .. و لكن يجب أن نختار المكان و الزمان و الجهة التى نسأل فيها .. أما شعوركم أن مجرد قراءة قداسة البابا للسؤال فقط هو فى حد ذاته بركة .. فأنا أحترم هذا الإيمان و لكن فلنتعقل و لا نحرج قداسته .. فهو بحكم أبوته يعلم إحتياجكم لطلب البركة فلا داعى الإثقال
و أين أسئلتكم عن الحرب الشعواء التى يشنها أصحاب التيار الدينى عن السيدة كاميليا و مثيلتها السيدة وفاء قسطنطين ؟
أين أسئلتكم عن المصادر التعليمية التى تقرأونها يوميا فى شرح طقوس الكنيسة و العقيدة و التأكد من شرعية هذه المصادر ؟
أين أسئلتكم عن آيات الكتاب التى يتعثر على البعض فهمها أو حتى يختلط عليكم فيها الفهم ؟
و إن لم تعد لكم مثل هذه الأسئلة فلنكتفِ بأخذ بركة المحاضرة و سماع الكلمة و لنعد إلى أيام الصمت الروحى .. أيام الزمن الجميل للإيمان البسيط .. أيام الصلاة و الحوار مع الله أكثر من الحوار مع بعضنا البعض فيما هو مضيعة للوقت و الجهد
هل حقا غاب عنا الروح القدس الذى وعدنا به رب المجد .. ( وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم") يو 14 :26 .. هل مازلنا نريد أن نسمع أو نرسل أو نكتب هذا الكلام ؟ دعونا من هذه الثقافة التى دخلت كنيستنا حيث تذكرت كلام أحد أراخنة الكنيسة و هو يقول لى أنه فى أثناء دخوله المذبح أوقفه أحد الشمامسة فجأة قائلا له إدخل برجلك اليمين يا أستاذ ( فلان ) .. هل أصبحت عندنا هذه الثقافة يا أعزائى و شابهنا أصحاب ثقافة لا تأكل بيدك الشمال لأن بها شيطان ؟ لالا .. يا إخوتى نحن مميزين و قد ميزنا رب المجد قائلا : لا أدعوكم عبيد بل أبناء .. إذن فليكن لنا تصرفات أبناء الملوك لأننا أبناء ملك الملوك و رب الأرباب |