بقلم :عزيز جوده
عندما خطف شرذمة من الأرهابيين طائرات مدنية أمريكية فى الحادى عشرة من سبتمبر 2001 لتدمير مواقع أستراجية على الأراضى الأمريكية، كانت خطتهم مبنية على ذبح الطيارين الفعليين لهذه الطائرات بينما وهم يصيحون " الله أكبر " .
وتم تناقل أخبار هذه الصيحات عبر التليفونات المحمولة وقبل أن تصطدم طائراتهم ببرجى مركز التجاره العالمى ‘ و أنتقلت الأخبار بسرعة البرق إلى أزواج وزوجات من كانوا فى هذه اللحظة فى طائرة مخطوفة الى مبنى البنتاجون ، وقيل أنه قبيل مواجهة مصيرهم الأليم سمعوا نفس هذه الصيحات تقال بهستيرية جنونية بنفس هذا النداء " الله أكبر" .
فى عام 2004 قامت مجموعة أرهابية وهى مقنعة الوجه فى شريط فديو بث عبر وكالات الأنباء ونشرات الأخبار ‘ وهى تذبح مواطن أمريكى وهو مكتوف اليدين مربوط القدمين معصوب العينين وكأنه شاة تساق الى الذبح فى إحدى سلخانات دولة عربية ، وهلل كل من حوله قبل فصل رأسه عن جسده بنداء " الله أكبر " .
ومنذ شهور قلائل فى عام 2009 قام الميجور نضال حسن الأمريكى الجنسية، والفلسطينى العرق، والمسلم الديانة ، بقتل مجموعة من زملائه الجنود بقاعدة فورت هود بولاية تكساس وقال شهود عيان أنه فعل هذا بينما كان يصيح بنفس النداء " الله أكبر " .
فى فبراير 2009 قام المسلمون بمظاهرة فى قلب العاصمة البريطانية لندن وفى لحظة من الزمن تحول المتظاهرون وكأنهم وحوش كاسرة فى مطاردة للبوليس البريطانى بينما كانوا ينعتونهم بأبشع الألفاظ مختلطة بنداء التكبير " الله أكبر " .
عندما يريد الغربيون معرفة معنى هذا النداء تعطى لهم الإجابة على أنها “ Majesty of God - عظمة الله "
ويتعجب الكثيرون هل عظمة الله تكون فى ذبح مدنيين أبرياء أو مطاردة وقتل رجال البوليس من القائمين على أمن وسلامة المواطنين ؟!
والغريب فى الأمر أن الترجمة الفعلية لعبارة " الله أكبر " هى “ Allah is greater “ ولا نعرف سببا لهذه التلاعب بالكلمات فى الإستعمال بين "ِِAllahِِ” فى الكتابات الإسلامية و " God "فى محاكاتهم للغرب .!!.
ونحن كشرقيون سمعناها فى كل آذآن نفس العبارة "ألله أكبر" على أنها دعاء التكبير وفسرها بعض المسلمون على أنها "الله أكبرعلى الظالمين" - " الله أكبر على الماكرين" - " الله أكبرفوق كيد المعتدى " .
وهو نداء يعطى العزة والنصر. - ونداء يعطى العزم والحماس.
ونداء يُشعر المسلم بأن النصر للأسلام فى كل زمان ومكان .
وبنفس النداء حاول طلبة جماعة الأخوان المسلمون أرهاب الدولة من خلال عرض عسكرى بجامعة الازهر ‘ وبنفس النداء حاول بعض المتظاهرون أرهاب المسيحيون فى تظاهره أمام أحد المساجد بمنطقة العباسيه .
وللأسف لم يستطع الأئمة المسلمين فى الغرب تقريب الثقافتين الشرقية و الغربية - ولا إستطاعوا تعليم المسلمين تبنى الجيد من ثقافات الغرب أو حتى جزءا منها ، والأكثر من ذلك أن البعض منهم يهاجم فى تصريحاته أو كتاباته الدول التى أفسحت لهم مكانا جديدا لمجتمع أفضل من مجتمعاتهم ‘ ويصرحون أمام شعوبهم الأسلامية بما هو مخالف للحقيقة .
وفى تصريح سابق للأمام فيصل عبد الرؤوف صاحب مشروع بناء بيت قرطبة بالقرب من مقبرة الجراوند زيرو قال فيه " إن أيادى الأمريكيين ملطخة بدماء المسلمين أكثر مما تلطخت أيادى القاعدة بدماء ضحايا الأمريكان " ورغم أن الحكومة الأمريكية أختارت نفس هذا الداعية ليكون - سفير وساطة - على حساب وزارة الخارجية الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب ولكن للأسف كان أدائه ذو وجهين وجه أمام المسؤلين الأمريكيين بكلام مخالف تماما لما يصرح به أمام الأعلام العربى .
لقد كان للأمام رؤف مخطط سابق لمشروع" بيت قرطبة " ألذى أحدث جدلا كبيرا وكان من أول نتائجه أعتداء شاب أمريكى يبلغ عمره عشرين عاما على سائق مسلم طعنه بسكين كرد فعل على نفس طريقة الأرهابيين . بالطبع نحن ندين الإعتداء ولكن ندين مشروع "بيت قرطبه " لبناء جامع فى مكان يستفذ مشاعر غير المسلمين والذى سوف تكون له نتائج عكسية كما أشرت فى مقالى السابق .
وأخيرا " الله أكبر !!“ فقد ظهر حاكم نيويورك مع سائق التاكسى المصاب بعد علاجه بساعات فى مؤتمر إعلامى ليدين " جريمة ألأعتداء" والتى فى القانون الأمريكى توصف فى هذه الحاله بأنها "جريمه كراهية" وتكون عقوبتها أكثر تشديدا من الجرائم العاديه
و" الله أكبر " على محافظين المحروسة مصر والذين تحت أيديهم ملفات كثيرة من" جرائم الكراهية " ضد الأقباط أشهرها فى مطلع عام2010 جريمة مذبحه قتل شباب كنيسة نجع حمادى (جريمه قتل جماعية) فى ليله عيد الميلاد ، فهل ظهر مسؤل واحد من خلال الإعلام ليشجب هذا الفعل الأجرامى كما فعل حاكم نيويورك؟
إن حدث هذا فسوف نهلل جميعا لذلك المسئول ونقول " الله أكبر ". |