بقلم: زكريا رمزى زكى
ظهر فى الأونة الاخيرة على السطح مشكلة تغير الدين لبعض الناس ، وما يصاحب ذلك من مشكلات تؤدى الى زعزعة الأمن وانتشار روح البغضة بين عنصرى الأمة المسلمين والأقباط .
هذا بسبب مجموعة من العوامل منها أن الشعب المصرى بطبيعته شعب متدين حتى ولو كان لا يسير حسب تعاليم الدين فى حياته لكنه يغير على دينه ويدافع عنه عندما يرى ـ حسب وجه نظره ـ أن دينه فى خطر من الأخر فيهب للدفاع عن دينه بكل ما يملك من أسلحة معتقداً انه بهذا السلوك يحافظ على معتقده من الاهتزاز والانهيار ، غير مدرك أن الاديان هى التى تحمى الانسان وليس العكس ، تحميه من الوقوع فى الخطأ وتعطيه مجموعة من التعاليم والارشادات التى تقوم سلوكه فيصبح انساناً متديناً ( أى تظهر عليه تعاليم الدين فى سلوكه )
وثانى هذه الأسباب : هو أن الشعب المصرى عاش حياته على مر السنين مكبوت سياسيا أى انه ليس له رأى فى المسأل السياسية ولا يشارك فيها ودائما يجد من يفكر ويخطط عنه وهو لا يقوم بدور الا أن يبحث عن ( لقمة العيش ) . فالتجأ كل صاحب دين الى إخراج الكبت السياسى فى الدين فبدلا من أن يحافظ على موقعه على الخريطة السياسية أصبح يحافظ على موقعه على الخريطة الدينية ، والقيادة السياسية ترى ذلك وتستريح له لأن هذا التصرف يشد الناس بعيدا عن ممارسة السياسة التى دائماً ما تقلقها .
أما السبب الثالث : فهو ان الناس تجد من العيب والخزى عندما يغير أحد أقربائها دينه أى كان فهذا عاراً لحق بهم ، وهذا يبعدنا عن الحرية الدينية والدولة المدنية التى ننادى بها . لان الدين دعوة سمائية وليس من اختصاص الافراد ومن المفترض ان يكون كل انسان حراً فى اختيار الدين الذى يرى خلاصه فيه . ولكن هل من يغير دينه يكون باقتناع شخصى نابع من داخله أم هناك أسباب أخرى تجول فى خواطر الكثيرون عندما يقابلون مثل هذه الحالات ومن هذه الاسباب التى نعرفها جميعا الاتى : ـــ
يمكن للانسان أن يغير دينه بحثا عن المال أى انه يتسول بالدين كى يحصل على المال من اتباع الدين الذى يود أن ينضم اليه . فتجده يستثمر كل فرصة مواتية لكى يحصل فيها عن ميزات اكثر واموال أكثر ، فيجاهر دائما اذا انضم الى دين الاغلبية بموقفه حتى يكون له بمثابة التذكرة المجانية التى تفتح له الأبواب المغلقة وتزيد رصيده من الاموال , ومثل هؤلاء لا يجب أن يفرح بهم من انضموا اليهم لانهم فى مقام النصابين ويجب أن نعاملهم معاملة عادية حتى نعرف نيتهم . لأن هؤلاء لو توقف الامداد عنهم أو قلت الامتيازات سوف يبحثون عن مكان جديد ، فهؤلاء لا يمثلون فخر لأى ديانة بل هم عار عليها
ـــ أم المثال الثانى لهؤلاء هو من يغير دينه بسبب نزوة أو متعة جسدية ، بمعنى أن يقع فى ( الحب ) مع امرأة من ديانة أخرى ، فيطر الى ترك دينه واللهث وراء غريزته حتى يحصل عليها وقد يغير موقفه بعد ذلك وهذا النوع من أشد الانواع انتشاراً فى معظم الحالات ، وهو أكثر دونية من النوع الأول ، لانه بسبب غريزة حيوانية ترك دينه فمثل هذا النوع ليس له أمان ولا يمكن أن نثق فيه لان غريزته هى التى تقوده ويمكن أن تقوده الى بحار الكفر والالحاد
ــ أم المثال الثالث هو الذى يغير دينه عن اقتناع شخصى لا ريب فيه ومثل تلك الانواع من الناس نجدها تذهب الى الدين الاخر بكامل ارادتها مقتنعة كل الاقتناع بالدين الجديد حتى ولو لاقت المتاعب فانها تستمر على موقفها مثل هذا النوع يجب أن نحترمه لانه لا يمثل خوف على المجتمع ، انما هذه تعتبر ظاهرة صحية لا غبار عليها يجب على المجتمع احترامها .
هؤلاء ثلاثة أنواع من الذين يغيرون دينهم ، كلنا نعرفهم لكننا لا نريد ان نعترف بهم . ندفن رؤسنا فى الرمال ، نغالى فى مثل هذه المواضيع ولا نعطى الحرية فيها , والله نفسه ( جل اسمه ) اعطى الحرية للانسان يختار ما يشاء من الاديان ولا يحاسبه الا بعد ان يترك الدنيا . يا عقلاء هذه الامة جاهدوا من اجل بناء الدولة المدنية التى ستحمينا من كل هذا
zakaria_ramzy@yahoo.com |