بقلم :عـادل عطيـة
تنتشر الشوارعية على طرقات المواقع ، ملثمين باسماء مستعارة ، لذلك فلديهم إحساس دائم بالافلات من العقاب . تعرفهم من خلال لغتهم السوقية في تعليقاتهم ، وتظهر تفاهتهم أكثر من خلال كلامهم الكثير ، وتطاير أوراقهم في كل مكان دون الكثير من المعنى !
وتنتشر مواقع كل يومياتها : مسممة ، وملوثة ، ومحترفة اختطاف المبادئ ، والقيم ، والمثل الاخلاقية ، ويزداد مع كل بث حدة ظلامها وإظلامها على الانترنت !
وتنتشر مواقع مسكونة بكائنات من الجحيم ، تنقل ببراعة شريرة معاركها المُدنسة كماهي من حيث موضع اقدامنا إلى عالمنا الجديد الافتراضي !
ولكن قبل أن تتخذ قرارك بأن لا تبقى في أماكن لا تنتمي إليها ، تجد مواقع أخرى ، تطلق النور ؛ ليتدفق وينتشر ويعثر على أصابعنا ، وقلبنا . مواقع تعكس بصوفية وإسكيمية ، صورة الإنسانية كما خلقها الله في أسمى مكانتها ، فتشعر وكأنك في معبدك ، وفي بيتك ، ومـــــع نفسك !.. وراءها اناس في رسالتهم قوة واصالة سماوية ، وتكشف أفكارهم عن أوراق اعتماد لا توجد إلا في الكتب المقدسة ، يعبرون من خلالها عن قربهم وعاطفتهم الجياشة ، وحلم أكيد بأن يعيدوا الحقيقة والصلاح إلى عالم الإنسان .
تأمل مثل هذه المواقع ، التي تغمرك بالمحبة ، وكيف تستقبلك بحفاوة وبعبارت رقيقة من الشعر أو كالشعر ، تصاحبك منذ تدوينك طلب الصداقة ، وأثناء عرضهم لخريطتهم الكريمة المضيافة ، وتستمر مع كلمة الترحيب التي تطالعك دائماً فور ولوجك من كلمة السر ، وكلمة الوداع التي تصاحبك عند خروجك ، لتجد بعد ذلك على بريدك مفكرتهم التي تحمل لك يومياً أحدث ما وصلهم من فواكه قلمية ، وفكرية !..
وبينما أنت تنتشي بهذا الحلم الجميل ، الذي يصنعونه لك كل يوم ، تجد نفسك مستدركاً : ليست كل المواقع مسكونة بالقبح والشر ، فنوع منها مسكون بالجمال والخير . |