الشيطان..البريء

بقلم: أيمن فايز
منذ مطلع التاريخ والإنسان دائمًا في نزاع بين الفضيلة والشر، ويستهويه الإستسلام للأهواء، أسهل من المقاومة و الصعود.
بل تكون هناك أعذارًا من نسيج الخيال..نعرف قصة "قايين وهابيل" منذ نعومة الأظافر، بل تتكرر معنا مع اختلاف الدراما.
و من هنا،
هل يوجد شر في العالم؟
لماذا يوجد شر؟
هل الشر من صنع الشيطان؟
إذا كان هناك شيطانًا، أين يقطن هذا الشيطان؟
نقر دائمًا: الشيطان هو المسئول الوحيد والأوحد عن الشر، هل نحن مُسيَّرون أم مُخيَّرون؟
إذا كنا مسيَّرون، فلماذا نحاسَب؟!
الصعوبة تكمن في الفضيلة؛ لأن طريق الفضيلة تكتنفه الأشواك، والغاية تبِّرر الوسيلة.
نقتل باسم الدين..
ننتقم باسم العقيدة..
نعتدي باسم الشرف..
نجرح بدافع الحقد..

نصنع من أنفسنا آلهة، نٌحاسِب ولا نٌحَاسب، وننسي أن الشر موجود لمن يري الشر فقط، بل نقول الشر شر لابُد منه. فإني أزعم، لا يوجد شر، بل إرادة شريرة. بل هناك إرادة خيِّره للشر، وإرادة شريرة للخير.
فقد ظلمنا أنفسنا، وظلمنا من نحبهم، حينما نعلمهم أن هناك شيطانًا مسئولًا عما نقترفه من أفعال بإرادة حرة ووعي كامل!! بل أكثر من ذلك، نهدف وراء أفعالنا إلي إيذاء من نحبهم، فيكون الآخر هو دائمًا وأبدًا هو القريب، بل نتلذذ بتعزيبه لمتعة دفينة فينا، تكمن في الأنا وحب الذات.
فالشيطان يقرع علي أبوابنا، لكن ثق إنه لن يقوي من تلقاء نفسه علي فتح الباب؛ لآنه مُهذَّب، ولن يقترف جريمة هتك حٌرمة مسكني بدون إذن مني.
نبرِّر سقوطنا بالحديث عن الشيطان، وننسي أن الشيطان لا يستطيع شيئًا بدون موافقة خطية؛ لأنه موجود وهمي، نلقي عليه باللوم، ولا نصارح أنفسنا..فالشيطان في إعتقادي فكر وفعل، وليس كيان.
فالإنسان هو رب أفعاله، فمن امتنع عن الإختيار، فقد اختار ألا يختار.
فدائما الهبوط أيسر من الصعود؛ لأننا نقول: نعم للشر، ونعترف مقدمًا بالهزيمة. ويكمن الحل في  حب القريب كنفسي أي الآخر.
بل نتمتم ونقول: كما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضًا هكذا بهم.
فسر الخطيئة لا ينحصر في إرادة الشر، بل في الإرادة الشريرة، فحيث يوجد الحب يوجد الله.