بقلم: شريف منصور
في يوم جناز الأربعين لوالدي منذ عدت سنوات طويلة سافرت إلي القاهرة لحضور مناسبة الاحتفال بحياة الوالد. واليوم تذكرت هذه الواقعة التي من الواجب علي ان أذكرها لحضراتكم. بمناسبة صراخ ام مارينا زكي المخطوفة منذ 23 أغسطس 2010 مطالبة بتدخل البابا لعوده ابنتها في اجتماع قداسة يوم الأربعاء 1 سبتمبر.
جرت العادة ان يقوم أهل المنتقل بعمل قرابين توزع لذكراه. وفي هذا اليوم قام احد كهنة الكنيسة مشكورا بالتبرع بعمل القربان لوجود صلة قرابة بيننا ولوجود علاقة خاصة بين الكاهن و الوالد.
ولكنني تعمدت أن اذهب إلي القرابني لكي أقدم له الشكر بنفسي لأنني كنت اعرفه منذ الطفولة حيث أننا كنا تلاميذ في نفس فصل مدارس الاحد وهو تولي مهمة عمل القربان بعد انتقال والدة. تذكرني أخي الحبيب القرابني و كان خجلان من مصافحتي لان يده كانت بها دقيق من تجهيز الخبيز للقداسات المتلاحقة وكان اليوم في بدايته. ولكنني لم أتراجع عن مصافحته بل عانقته وهو وأسرته في حالة الاندهاش عن هذا الرجل الذي يلبس بدله ويصافح ويعانق الرجل البسيط لابس الجلابية. فقلت لأسرته لا تتعجبوا أبوكم أخي في المسيح وكنا تلاميذ معا في نفس الصف مدارس الأحد الذي كان يعلمنا فيه أبونا ابرأم الحالي عندما كان علماني قبل رسامته.
بعد انتهاء القداس خرجنا لكي نصافح أفراد الأسرة الذين أتوا من اجل هذه المناسبة وفي هذه اللحظات أثناء خروج المصليين من الكنيسة اندس شاب في وسط المصليين ليس من شباب الكنيسة واضح من هيئته وطريقته و أشار إلي بنت القرابني أن تخرج لمقابلته خارج الكنيسة. الطريقة لم تعجبني و أن كانت لم تلفت نظر أي شخص أخر.
تابعت البنت وهي تخرج من الباب تتلفت حولها حتى لا يراها احد مما ذاد في نفسي الشك ان هناك شيء خطأ. عادت الفتاة بعد عدة دقائق، فذهبت إليها وسالتها من هو هذا الشاب الذي خرجتي معه؟ فتسمرت البنت في مكانها ولم تستطيع حتي ان تبتلع ريقها ؟ فقلت لها فورا هل هذا الشاب مؤمن من اولاد الكنيسة ؟ فقالت لي أي شاب حضرت يا عمي تتكلم عن ، فقلت لها هذا الشاب الذي يعبر الميدان في الجهة الاخري ومعه شخص يلبس ملابس الوهابيين ؟ فقالت لا اعرفه فقلت لها أني كنت أظن إنني لن أقول لوالدك لو صارحتيني ولكن ليس لي حل ألا أن أقول له وهو يعرف بنفسه ؟ فقالت لي لا يا عمي أرجوك، سأقول لك هذا الشاب يتكلم معي منذ مده عن انه يرغب في الزواج مني وهو لا يطلب شيء من والدي ولا جهاز ولاشيء ولن يكلفنا أي شيء لأننا ناس بسطاء. سألتها مرة أخري هل هذا الشاب مؤمن من أبناء الكنيسة؟ فقالت لا يا عمي مش مؤمن و انه يعمل نجار مسلح وساكن في الإلف مسكن وسنسكن مع امة و أخواته في نفس البيت .
انتهي الموضوع بتدخلي مع ابو البنت وقمت بعمل اللازم لتوفير ما يلزمها من جهاز للزواج من احد أقاربها و الذي كان تقدم لخطبتها ورفض الأب لضيق اليد وعندما وفرنا لها جهازها ومبلغ يبدأا به حياتهم تغير الموضوع و لم تتكرر المصيبة من المصائب التي تطالعنا بها الأخبار بصفة أصبحت يومية.
هل كنت انتظر اصرخ لسيدنا في عظة الأربعاء أقول له بناتنا بيتخطفوا لان اراخنة الكنيسة مشغولين عن خدمة أخوة الرب ؟ هل كنت واربت راسي و غضضت بصري عن هذه المصيبة وقلت ربنا موجود هو اللي يحافظ علي ولادة او كنت انتظرت لما رحنا البت وأبونا قريبنا يأتي وأقول له شفت بنت القرابني بتتكلم مع ولد مشبوه ؟ انا الحقيقة لم أقوم بهذا العمل بمفردي ولكن الله يرحمه صديقي الحبيب وزميلي في الخدمة عاطف صابونجي من مونتريال قام بعمل الللازم بتوفير الاحتياجات من أثاث من صناع أثاث يعرفهم و احتياجات البيت من تجار جملة و البقية يعلمها الرب من أوكل لنا هذه الخدمة .
من فضلكم لا تتخيلوا ان قصص خطف البنات او أسلمتهم مجرد قصص لمصمصت الشفاه و التحسر علي أعراضنا. ولا تنظروا إلي الكنيسة علي أنها قادرة ان تقوم بعملكم وبخدمتكم دون وجود من يستطيع تقديم الخدمة. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|