ما بين كاميليا إلى القاصرات :يا وطني لا تحزن

بقلم : محمد وجدي
قامت الدنيا ولم تقعد .. احتشدت الحشود .. شيوخ المساجد يسنون الأسنة ويرفعون الرايات معلنين الجهاد ضد الكافر الصليبي ( البابا شنودة هو المقصود في خطابهم طبعا ) خاطف نساء المسلمات والراغبات في الحق والباحثات عن طريق الجنان وأنهار الخمر والعسل والولدان المخلدين مطالبين تارة برأسه ومطالبين تارة أخرى بعزله ... محرضين لسلطة الدولة لكي تتدخل لإعادة كاميليا بالقوة .
هذا هو السيناريو الحادث الآن في مصر .. وهو يشبه لحد كبير السيناريو السابق لأحداث الزاوية الحمراء في نهاية السبعينيات ... وكل ما يخطر ببالي هو الخوف من التردي الذي سوف تصير إليه مصر ... فالإعداد حكومي لا شك ولا مراء فيه للتغطية على الوضع الاقتصادي المنهار .... فالأسعار في ازدياد عجيب ، والبطالة تنهش جسد شباب المصريين .. ولا بديل عن شغل الشعب بقضية يتلهون فيها بدلا ً من الصدام مع الحكومة الجليلة .
ولكن .. تبرز لدي عدة أسئلة :
لو سلمنا بصحة خطف كاميليا من الكنيسة وحبسها في الدير كما تقول إحدى سيناريوهات السرد الخيالي ... فهل هناك جواب على حالات اختفاء النساء المسيحيات والبنات القصر اللواتي يتم اغتصابهن ولا يجدن من سبيل غير إعلان اسلامهن لكي يتم الزواج وستر الفضيحة ؟
إن حالات اختطاف المسيحيات أشد وأظهر من أن يتم إنكارها ولنذكر على سبيل المثال
مادلين عصام :
(صرح "مينا عصام" شقيق المختفية أن شقيقته اختفت منذ يوم الاثنين 10 أغسطس الجاري بعد خروجها لحضور درس خاص لدى مدرس اللغة العربية محمد صلاح 60 سنة إلا أنها تأخرت واتصلنا بجميع المعارف والأصدقاء ولم نجدها وهاتفها كان مغلقا وعندما اتصلنا بالمدرس والذي كان غير موجودا في مكان إعطاء الدرس قال إن مادلين لم تحضر في هذا اليوم.
وأضاف مينا عصام أن شقيقته لا تعاني من أي مشاكل وغير مرتبطة وهي قاصر من مواليد 1 يناير 1993 متهما الجهات الأمنية بالتقاعس عن إعادة شقيقته.
وانفضت التظاهرة في حوالي العاشرة مساء الأربعاء حيث عاد أهالي الفتاة المختفية إلى المنيا، مهددين بأنهم سيعاودون التظاهر مرة أخرى في حالة عدم رجوع ابنتهم خلال 3 أيام.
المصدر: صحيفة "الدستور".)
وفي خبر آخر عن بنت أخرى :
(تظاهر نحو 200 مواطن مسيحي أمام مقر أمن الدولة بمدينة ملوي بالمنيا للمطالبة بالبحث عن فتاة مسيحية تغيبت عن منزلها منذ يوم الأربعاء الماضي تدعي نعمة عادل عزيز/ 17 سنة.
وطالب المتظاهرون ضباط أمن الدولة بالقبض علي طالب بجامعة الأزهر يدعي نصر .ح 20 سنة بزعم تورطه في اختطاف الفتاة التي تعاني إعاقة ذهنية.
وقال والد الفتاة: إن ابنته تعاني إعاقة ذهنية وصعوبة في النطق والإدراك وقد خرجت من المنزل يوم الأربعاء الماضي ولم تعد.. )  ( المصدر السابق ) 
فهل من جواب عن سر اختفاء تلك الحالات ؟؟؟؟ ... إذا كانت هناك أقوال بأن هناك نساء مسيحيات أسلمن واختفين والكنيسة مطالبة بالجواب فأين الجواب على تلك الحالات التي تتم كل يوم وأمام أعين الأمن دون رد ودون اعتناء بالقانون الذي يمنع أسلمة القاصرات ؟
ثانيا :
لكل من يدعي الحرية ولكل من يطالب بحرية كاميليا ووفاء قسطنين .. فهل من مجال للمطالبة بحرية المتنصر في بلده التي ولد وتربى وعاش فيها ؟
هل من حق له في تغيير أوراقه ؟
هل من حق له في اختيار الدين الجديد الذي عرفه واجتهد في الوصول إليه ؟
أم أنكم ديانون على الأرض بدلا ً من الله ووكلاء عنه ؟