بقلم : ماري عبده
تبدلت أهتمامات المصريين و اخلاقياتهم بعد ان كنا نتميز بالكرم و الأخلاق و البساطة أصبحنا نتصف بصفات اخرى مختلفة تماما
من ضمن الأختلافات التى طرأت على المجتمع المصري و أصبحت الشغل الشاغل لة هى قضايا التنصير و الأسلمة
أصبح الشغل الشاغل للمصريين الأن هو من تنصر و من أسلم ماذا يقال عن الكنيسة و ماذا يقال عن الجامع !! و استغلت الصحف و البرامج هذة المادة الرائجة لبيع صحفهم و الترويج عن برامجهم , كما لو كان انتماء الافراد للعقائد هو ما ينصر هذا و يهزم تلك , من السيدة كاميليا الى ربي قعوار و غيرهم
من أمن و من كفر و المنطق السائد ان العقيدة التى ينتمى اليها عدد أكبر هى العقيدة الصحيحة !! كما لو كان الله ( قليل الحيلة ) و ينتظر العباد ليؤمنوا بعقيدة ما لنصرتها !!! و الحقيقة ان الألحاد فى العالم هو من حصد اكبر عدد من البشر .. هل الألحاد هو الفكر السليم بما انة كان مصير الكثيرين ؟؟
ليس العدد هو ما يقيم العقائد , اى عقيدة قأمة بذاتها و بعمق مبادئها ليس بعدد افردها
قصة السيدة كاميليا تحولت الى حديث الساعة الجميع يدلى بتصريحات و توضيحات و أصبح الجميع بعرف ما لا يعرفة أحد !!!!. قصص تحكى هنا و هناك و مظاهرات تقام و شعارات تردد البعض يجزم انها مسلمة و البعض الاخر يصرح انها مسيحية !! و الحقيقة ان أصحاب القصة الحقيقين غائبون لا يعرف أحد عنهم شيء و الكنيسة صامتة و الأتهامات تنزل عليها من كل صوب و أتجاة
ما أعرفة و أعلمة علم اليقين ان الكنيسة مستحيل ان تجبر شخص على البقاء فى المسيحية لانة لا يوجد فى المسيحية أيمان بالأكراة والا كانت الكنيسة منعت باقي الفتيات القاصرات و أحتجزتهم فى الأديرة كما يشيع البعض
و ما كنا سمعنا عن شيء يسمى ملف خطف القاصرات و أجبارهن على الأسلام طالما الكنيسة لها هذا النفوذ و تستطيع أحتجاز أفراد بدون مسألة
ما نسمعة عن قصة السيدة كاميليا ليس الا شائعات اما الحقيقة فمعتم عليها و التعتيم لم يكن أختيار الكنيسة لكنة فرض عليها من الدولة
ليتنا نعى و ندرك ان الكنيسة ليست بهذة القوة التى تمكنها من فعل ما تريد الا اذا اراد النظام ذلك
و من يقول ان الكنيسة تضغط على الدولة بأقباط المهجر الحقيقة ان امريكا نفسها لا يهمها الأقباط فى شيء
و لنسأل مسيحين العراق ماذا فعلت لهم امريكا لحمايتهم و هى على أرضهم ..امريكا لا يهمها الا مصالحها و اذا كانت مصلحتها مع الشيطان سوف تتحالف معة
اللعبة التي يلعبها النظام خطيرة جداًَ و العاقبة سوف تكون وخيمة على الجميع ان لم نري تلك الخيوط الخفية التى تحركنا
التيار الأسلامى يظن نفسة منتصر بنشر فكرة المتطرف بين الشعب و يخرج علينا مرشد الاخوان و يعلن ان السماء مللكت الأخوان (الماء الطاهور ) الذى لم يمتلكة الانبياء !!! لكن الحج محمد بديع على ما يبدوا ظن نفسة أعظم من الأنبياء !! و الله ملكهم ما لم يملكة للانبياء
و النظام يظن نفسة ذكى بألهاء الشعب عنه بالدين و التناحر بين المسيحين و المسلمين و دول أخري تستغل هذا الضعف و تضربنا جميعا فى بعض لتفرق وتسود , اليوم صراع بين المسيحين و المسلمين و غدا صراع بين المذاهب الاسلامية سنة و شيعة و قرانيين ...الخ , صراعات لن تنتهى الا بنهايتنا
كل طرف يظن نفسة القائد و الحقيقة ان طرف الخيط الذى يحركة فى يد جهة اخرى صنعت لة عدو وهمى ليحاربة و يغفل عن الخيوط التى تحركة و تتحكم فى مصيرة
فقد أصبحنا مثل عرائس الماريونيت ننفعل و نصيح و نهاجم متخيلين اننا نتبع مشاعرنا لكن الواقع اننا نتبع من فى يدة الخيوط التى تحركنا تبع أهوائه
خلافات المسيحين و المسلمين تصب فى مصلحة الدولة التى فقدت شعبيتها منذ زمن و أصبحت لا تعرف ماذا تفعل الا لف الرؤس بعيدا عنها .. سهلت السبل لجهات خارج مصر لنشر التيار الأسلامى المتشدد لخلق عدو للشعب يحاربة و يتركها فى حالها ظنا منهم ان الأمر تحت السيطرة طالما القيادات الأسلامية المتمثلة فى الأخوان المسلمين تحت السيطرة
و العدو الأمثل الذى يمكن ان يشغل الأغلبية المسلمة هو الأقباط الذين وجدوا أنفسهم فجأة عدو خاين يجب تطهير مصر منة ليعم السلام و الرخاء !!!!
و لتهدئة الأقباط تقوم الدولة ببعض الترضيات للكنيسة من حين الى اخر لتظهر هى الحامى الوحيد و الملجاء الامين لهم من التيار الاسلامى
و الحقيقية ان هذة الترضيات تثير البغضة و الفرقة ولا تخدم الكنيسة بقدر ما تخدم أغراض النظام ... لكن من يقف لحظة و يفكر و يكف عن اللف و الدوران فى الدوامة التى صنعت لنا لتلهينا ؟!!؟
بعد ان تملك الكرة من العقول قبل القلوب و غيبها أصبح لا يمكن الرؤية بشكل سليم و هذة الحقيقة تظهر بجلاء من رد فعل بعض الاخوة المسلمين لمحاولات الأصلاح التى تقوم بها بعض الجهات المخلصة التى تري هول المأساة التى وصلت اليها مصر ... من أمثلة تلك المحاولات ما تقوم بة الكنيسة من موائد الوحدة الوطنية و طلب بناء جامع يحمل اسم السيدة العذراء و توزع معونات على مسلمين القري و كنائس الخارج التى تفتح ابوابها للمسلمين لكى يصلون بها التراويح فى رمضان ... استقبال الاخوة المسلمين لمثل هذة المبادارت يظهر فى التعليقات و المقالات
البعض بدلا من ان يقابل اقتراح الكنيسة بناء جامع على اسم السيدة العذراء بقبول و مودة و يفهم مقاصد الكنيسة الحقيقية من هذا الطلب قابل الأقتراح برفض و أعتبر ان الكنيسة تتعدى حدودها و تتصرف كمن يملك زمام الامور و أصبحت الان هى من يطلب بناء الجوامع و يختار اسماء لها
الحقيقة ان الكنيسة ارادت بهذا الطلب ان تقرب لكن البعض يصر على البعد و النفور !!!
و البعض الاخر بدلا من ان يسعد ان الكنيسة تساعد الفقراء المسلمين فى القري بتوزيع المعونات رفض اى معونات و يطالب
باخراج ( المسلمات الاسيرات ) بدون ان يتأكد من تلك المزاعم التى يسمعها لكنة صدقها و أصبح يحارب عدوة الوهمى المتمثل فى الكنيسة
و البعض الاخر بدلا من ان يشعر بالأمتنان لان كنائس الخارج فتحت ابوابها للمسلمين للصلاة أعتبر ان صلاة المسلمين فى الكنائس اول خطوة لتحويلها الى جوامع !!! و بدلا من ان يري الموقف على حقيقتة و يشعر بالتسامح و المحبة نحو الاخر ...شاهدة على نحو مختلف و لم يري فى الاخر الا عدو لة يجب محوة من الوجود و تحويل كنائسة الى جوامع !!! ردود أفعال غريبة لكنها متوقعة محاولات الاصلاح التى تقوم بها الكنيسة مثل الترقيع فى ثوب بالى .. الترقيع لا يصنع من الثوب القديم ثوب جديد
و مصر أصبحت مثل الثوب البالى بعد ان دب الفساد و الفوضي فى كل ربوعها و جميع أجهزتها و عناصرها و أصبح الكرة هو المحرك الأول الذى يتحرك على اساسة الشعب المخدوع لكى يحارب عدوة الوهمى
لكى الله يا مصر ولا احد سواة |