سويسرا تحتفل بالقديسة المصرية (فيرينا) التى علمتها الطب والنظافة
تحتفل سويسرا كلها اليوم بذكرى سيدة مصرية، ورغم كثرة الاحتفالات المصرية فإنها خلت من الاحتفال بهذه السيدة التى علَّمت سويسرا الطب والنظافة، وهى سيدة من صعيد مصر واسمها فيرينا، أما عن تفاصيل القصة فقد أمدنا المهندس سمير مترى بكتاب عنها، أما عن سيرتها فتقول: إنها قديسة صعيدية اسمها فيرينا، تنتمى إلى قرية جراجوس بمركز قوص بمحافظة قنا، وكانت ضمن الوفد الطبى الذى ضم ممرضات مصريات كن فى صحبة كتيبة طيبة المصرية (نسبة إلى طيبة أى الأقصر)، وكانت هذه الكتيبة بقيادة القديس موريس،
وقد أرسل هذه الكتيبة الإمبراطور ماكسيميان إمبراطور الغرب فى الفترة من ٢٨٦ إلى ٣٠٥، فى عهد الإمبراطور دقلديانوس إلى أوروبا فى المكان الذى يقع اليوم عند الحدود الفرنسية مع سويسرا وبلجيكا للقيام بأعمال التمريض، وكان الإمبراطور ماكسيميان قد قتل أعضاء هذه البعثة الطبية التى يبلغ عددها ٦٦٠٠ جندى مصرى لرفضهم عبادة الأوثان، وقام بتسريح الممرضات إلا أن فيرينا بقيت مع مجموعة من العذارى فى كهف صغير وكانت تقوم فيه بحياكة الملابس وأعمال التمريض سرا، فلما انتهى عهد دقلديانوس وماكسيميان أيضا عام ٣٠٥، وبدأ عصر الإمبراطور قسطنطين الذى اعتنق المسيحية وأقرها ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية.
انطلقت فيرينا واستقر بها المقام فى مدينة تسورتساخ السويسرية، وفيها لاحظت جهل سكانها بالمبادىء الأساسية للنظافة والقواعد الصحية، فقامت بدور المعلم المتنقل بين أنحاء البلدة وبيوتها، كما أخذت على عاتقها استثمار خبرتها الطبية فى علاج المرضى، كما استخدمت موروثها الفرعونى فى مجالى النظافة والطب حتى إنها نشرت بينهم ثقافة استخدام المشط المزدوج (الفلاية) لتصفيف شعورهم، وقتل حشرات الرأس كما نشرت بين الفتيات السويسريات ثقافة المحافظة على عفتهن،
وعلى ذلك تكون فيرينا قد جمعت –فى دورها الرائد- بين إشاعة ثقافة النظافة والثقافة الصحية والعمل الاجتماعى الرائد والعمل الروحى كذلك، وقد اعتكفت فيرينا فى كهفها أحد عشر عاما فى زهد وتجرد إلى أن توفيت فى مثل هذا اليوم ١ سبتمبر سنة ٣٤٤، عن ٦٤ عاماً وبعد هذا اليوم عطلة رسمية تحتفل فيه المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السويسرى بإقامة المعارض والحفلات الموسيقية وزيارة الأماكن التاريخية التى ترتبط بالقديسة المصرية. |