بقلم: صبحى فؤاد
للعام الثانى على التوالى ذهب الرئيس الليبى معمر القذافى الى ايطاليا هذا الاسبوع ودعا الكفرة المسيحيين واليهود واصحاب الديانات الاخرى الى دخول الاسلام لان محمد هو خاتم الانبياء .. ودعا ايضا بان يكون الاسلام هو دين اوروبا . وقام القذافى بتوجيه دعوته للشعوب الاوروبية بدخول الاسلام امام حشد من 500 شابة عازبة من اجمل الجميلات فى ايطاليا .
وذكرت وكالات الانباء ان الفتيات الايطاليات تلقوا مئات الدولارات ونسخة من القران مقابل حضورهن ندوة القذاقى والاستماع لدعوتة غير المسئولة باعتناق الاسلام .
والمدهش فى الامر ان المشرف على اختيار الفتيات طلب منهن الحضور فى سرية وعدم التحدث الى الاعلام ورغم هذا خرجت الفتيات وابلغن العالم كله بكل ما سمعن من الداعية الاسلامى الجديد الرئيس معمر القذافى..
وكما حدث فى العام الماضى قابلت ايضا هذه المرة دعوة القذافى للفتيات والاوربيين بدخول الاسلام بسخرية وتهكم وانتقاد شديد من قبل وسائل الاعلام الايطالية والاوروبيه وفى نفس الوقت طالب بعض الايطاليين حكومتهم بعدم السماح له بدخول الاراضى الايطالية مرة ثانية .
لقد جرب الرئيس الليبى معمر القذافى حظه من قبل فى الكتابة فقام بتاليف الكتاب الاخضر وادعى انه البديل للقران والانجيل والتوراه وطالب العالم بتبنى كتابه وافكاره من اجل خلاصهم ورفاهيتهم وتقدمهم ولكن لاسف لم يجد احدا يلتفت الى كتابه الاخضر او افكاره الغريبة ففكر فى توحيد امة العرب بدلا من مضيعة وقته فى الكتابة لكى يدخل التاريخ من اوسع ابوابه فلم يحالفه التوفيق ايضا وادت محاولاته العبثية الى تمزيق العرب اكثر وليس لم شملهم وتوحيدهم .
فعاد بعدها يجرب حظه فى توحيد افريقيا تحت رئاسته وزعامته وتتويج نفسه زعيما وملكا على كل ملوكها وحكامها فكان مثل دون كيشوت البطل الاسطورى الذى كان يحارب طواحين الهواء .
واخير وبعد اربعين عاما متواصلة فى كرسى الحكم وجدنا الرئيس الليبى مع تقدمه فى السن يعمل اماما فى مساجد الجماهيرية يعظ الناس ويحدثهم فى امور دينهم وداعية اسلامى يهدى الكفرة من امثالى الى الاسلام دين الله المفضل.!!
لقد حيرنا الاخ العقيد القذافى فبعد اربعين عاما فى الحكم لاتعرف بعد كل هذه السنيين الطويلة ما هو لقبه الحقيقى او وظيفته او عمله او وضعه فى ليبيا .. وهل ينوى التخلى عن كل مناصبه ومشاغله التى نعرفها والتى لا نعرفها لكى يتفرغ للامامة فى المساجد الليبية والدعوة لدين الاسلام فى اوروبا ونشره فى بلاد الغرب الكافر لكى يرضى عنه الله ويسامحه على ما فعل بالشعب الليبى وبامة العرب والافارقه؟؟
بالمناسبة هل يمكننا ان نتخيل ماذا سيكون ردود افعال العرب والمسلمين لو ان رئيس "عاقل" مثل القذافى جاء من اوروبا ودعا من " طرابس" العاصمة الليبية المسلمين العرب لترك الاسلام واعتناق المسيحية بحكم انها ديانة محبة وسلام؟؟
استراليا
sobhy@iprimus.com.au |