بدأت أول فصول المواجهة بين السيد البدوي رئيس حزب الوفد وجبهة رئيس الحزب السابق محمود أباظة, أمس الأول, مع احباط الأخيرة لإجماع المكتب التنفيذي علي مقترحات للبدوي.
بتعديل اللائحة التنفيذية اعتبروها محاولة لبسط هيمنته علي الحزب وبداية تصفية الحسابات بإبعادهم عن الهيئات القيادية وعودة لديكتاتورية الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب الأسبق لكن السيد البدوي رئيس الحزب تمسك بالمادة45 من اللائحة التي تعطيه الحق في دعوة الجمعية دون الرجوع للمكتب التنفيذي, إذ وضع هذه التعديلات علي جدول أعمال الاجتماع الطارئ للجمعية المقرر عقده يوم17 سبتمبر, للتصويت علي المشاركة في انتخابات مجلس الشعب.
وأبدي محمد سرحان وياسين تاج الدين نائبا رئيس الحزب وسامح مكرم عضو المكتب ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب اعتراضات علي اقتراحات للبدوي بتعديل اللائحة أبرزها إدخال نص انتقالي يقضي بإنهاء ولاية الهيئة العليا للحزب في يناير المقبل, علي أن يعاد انتخابها من قبل الهيئة الوفدية خلال ثلاثة أشهر من تاريخ اعلاان انتخابات مجلس الشعب المقبلة بدعوي مواجهة الاستحقاقات الرئاسية في نهاية2011.
وتشمل التعديلات الخلافية العودة إلي النص الأصلي في اللائحة قبل تعديله في18 أبريل2010 في أثناء ولاية أباظة في شأن مد الهيئة العليا لتصير في البند المقترح أربع سنوات بدلا من خمس. وتشمل التعديلات تغيير مسمي هيئة المكتب في اللائحة إلي المكتب التنفيذي, واضافة مؤسسة اتحادات الهيئة الوفدية إلي مؤسسات الحزب, علي أن تقوم الهيئة العليا بتحديد طريقة تشكيلها وعدد أعضائها واختصاصاتها, إلي جانب دعوة الهيئة الوفدية للاجتماع دوريا كل سنة ـ بدلا من اربع سنوات ـ لتقييم اداء رئيس الحزب من خلال مناقشة التقرير السياسي والتقرير المالي عن السنة المنصرمة وذلك خلال الأشهر الثلاثة التالية لنهاية السنة المالية علي ان يعمل بهذا النص اعتبارا من السنة المالية.2011 وقال النائب محمد مصطفي شردي, إن هذه التعديلات تأتي في اطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الحزب, والتي تجعل الهيئة الوفدية أكثر اطلاعا علي أداء رئيس لحزب كل عام بدلا من الانتظار4 سنوات وتسهم في تحويل الوفد إلي مؤسسة سياسية تتحرك بديناميكية. وشهد الاجتماع مشادات كلامية بين جبهتي البدوي أباظة الذين وجهوا اتهامات لرئيس الحزب بالسعي للسيطرة علي مقاليد الأمور داخل الحزب.
وقال محمد سرحان نائب رئيس الحزب عقب الاجتماع بأن توقيت طلب البدوي اجراء تعديلات في اللائحة غير مناسب, بالنظر إلي انشغال الحزب بالانتخابات الرئاسية وهو ما جعل المكتب يرفضها.
وهاجم سرحان البدوي قائلا ان رئيس الحزب يريد ان يكون سيفا مسلطا علي رقاب اعضاء هيئة المكتب ويفرض سيطرته ويعود لديكتاتورية الدكتور نعمان جمعة الرئيس السابق للحزب.
غير أن ياسين تاج الدين برر رفض المكتب للاقتراحات بخلافات حول التوقيت.
وقال مصدر مطلع, طلب عدم ذكر اسمه, ان البدوي حاول خلال الفترة الماضية الحفاظ علي تهدئة الأوضاع داخل الحزب وتحذير الوفديين بالنشاط المكثف الذي قام به, لكنه يريد الآن تصفية الحسابات مع أنصار أباظة وابعادهم نهائيا عن أية سلطات بالحزب وذلك بتغيير قيادات الهيئة العليا والمكتب التنفيذي, واشار إلي أن ما حدث خلال اجتماع المكتب امس الاول بداية حقيقية للانقسام وانهيار الحزب والعودة إلي احداث عام1996, قائلا البدوي بدأ يظهر العين الحمراء.
من جانبه نفي النائب محمد شردي المتحدث الرسمي باسم الوفد أن يكون هدف البدوي من مطالبه السيطرة علي الحزب لأن من حق البدوي كرئيس للحزب أن يدعو لإجراء تعديل باللائحة ومن حق المكتب الرفض أو القبول, مشيرا إلي أن من ينظر بعين العقل ويتدبر مطالب البدوي سيجدها في مصلحة الحزب وسيجد أن البدوي يتعامل بقمة الديمقراطية مع الأعضاء والقيادات والدليل علي ذلك مطالبته بأن تكون مدة الهيئة العليا4 سنوات بدلا من5 سنوات مما يعني أن محاسبة رئيس الحزب ومراقبة أعماله وبرنامجه ستكون كل4 سنوات من5 وهذا قمة الديمقراطية. |