بقلم: كميل حليم
عقد التجمع القبطى الأمريكى، مؤتمراً فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى حضره عدد كبير من المفكرين الأقباط والمسلمين وغيرهم من الليبراليين المصريين والأجانب لمناقشة مشاكل الأقباط فى مصر والبحث عن حلول لها.
دارت مناقشات حادة بين الجانب المتشدد والمعتدلين حول حلول المشاكل، وتم التوصل إلى اتفاق مكتوب بالتوصيات.
انتهى المؤتمر فى أكتوبر 2007، وكمنظم للمؤتمر دعوت كافة الحضور مسيحيين ومسلمين للكنيسة القبطية بشيكاغو لمدة 15 دقيقة حتى يروا بأعينهم وطنية أقباط المهجر وكيف يمارسون ويتمسكون بالعادات والتقاليد والثقافة المصرية، وطلبت من كاهن الكنيسة أن يلقى كلمة للترحيب بالزوار ويصلى لمصر ولسلامة عودة الجميع لها.
ذهب للكنيسة يوم الأحد حوالى 50 شخصاً تقريباً للاستماع لكلمة الترحيب من كاهن الكنيسة، التى كان عنوانها "لكم طريقتكم ولنا طريقتنا"، وملخصها أن السياسيين يواجهون المشاكل على طريقة توجيه اللوم والبكاء على اللبن المسكوب ووضع حلول قد تصل إلى حد إرغام الآخر أو إصدار أوامر أو نصائح قد تضع الطرف الآخر فى مواقف محرجة أو استفزازية.
أما طريقتنا، وفقاً لكلام الكاهن، أساسها الحب والصلاة وإعطاء الطرف الآخر المحبة والمثُل النبيلة لحل المشاكل ونترك الأمر لله الذى لا ينسى مظلوماً ويعطى كل طرف ما يستحقه وفقاً لأعماله.
مر على ذلك اللقاء سنتان وكنت دائماً ما أتذكر كلمات أبونا وما قاله عن العمل السياسى، وهو ما أكده لى لاحقاً فشل الرئيس الأمريكى بوش باختياره طريق التحدى والإكراه وإعطاء الأوامر.
منذ ذلك اللقاء كتبت مقالات كثيرة باللغة العربية على العديد من المواقع الإلكترونية، وبدأت رحلة محاورات مع القراء المصريين من خلال تعليقاتهم على كتاباتى واكتشفت أن القارئ المصرى قارئ عظيم وواعٍ وغير متطرف، وأنه من الممكن أن تكن طريقة أبونا هى الحل السليم لكسب تعاطف الشعب المصرى فى قضية عدم حلها لا يستند لأى أساس أو منطق وسأسرد للإخوة الأقباط بعض النقاط على طريقة الكاهن وأترك للقارئ أن يعطى رأيه فى تلك الآراء.
ـ اذهب لجيرانك وأصدقائك المسلمين فى أعيادهم ومناسباتهم واحرص أن تعيد عليهم وعلى عائلاتهم، متمنياً لهم كل الخير فى السنة المقبلة "ولا تستعمل التليفون إن أمكن".
ـ اطرق باب جارك وصديقك المسلم وأهدِ له طبق الكعك والبسكويت قبل أن يعيد عليك فى الأعياد المسيحية.
ـ لا تدخل فى أى حوار أو تقبل أى كلام يسئ للديانات السماوية الأخرى، وخاصة الدين الإسلامى بل دافع دائماً عن فكرة "الدين لله والوطن للجميع".
ـ لا تدخل فى أى نقاشات أساسها سيولوجى أو أى مقارنات بين الأديان.
ـ دافع عن الحق والمظلوم دائماً وتذكر أن تجاوز أى قبطى فى عمل أو ترقية أساسه المحسوبية، ومن الممكن أن يكن مظلوماً معه أربعة أو خمسة من المسلمين الغلابة الذين يجب أن تدافع عنهم أيضا.
ـ بادر بمساهمتك فى تحسين أوضاع الشعب المصرى جميعاً بطلبك ببناء مدارس حديثة وإصلاح التعليم فى نفس الوقت الذى تطالب فيه بتسهيل إصدار تصاريح إنشاء الكنائس.
ـ دافع عن حقوق المرأة المصرية، فإذا كنت مظلوماً فهى أيضا مظلومة، وهى نصف المجتمع وبرغم صمتها إلا أنها لها قوة عظيمة وسيظهر تأثيرها قريباً، فهى أكبر قوة تقدر الحب والإنسانية وعاملها بحب وإنسانية.
ـ دافع عن الطفل المصرى اليتيم الضائع والمتشرد بالشوارع، فالشعور الإنسانى قد يعطى أهمية لنا جميعاً، فالشعب المصرى حنون وإنسان.
ـ ولأقباط المهجر الذين يتمتعون بأن أكبر عدد منهم من الأطباء الأكفاء على مستوى العالم أن ينظموا وفوداً طبية من الأطباء الذين يرغبون فى زيارة مصر لعلاج المرضى وتدريب الأطباء المصريين على طرق العلاج الحديثة.
ـ هذه بعض توصيات الحب والإنسانية، كما أراها فى عين هذا الكاهن العظيم فى بلد يبعد أكثر من 25 ألف كيلو متر عن مصر.
ـ ربما مازلت حتى اللحظة رجلاً سياسياً تعترينى تشنجات السياسيين، وسأترك تلك الأفكار لخيارات ورؤية القارئ، مسلماً ومسيحياً، وأطلب رأيهم واقتراحاتهم على طريق الحب والتسامح والإنسانية المشتركة.
ـ فى نفس الوقت سأذهب لأحضر كلمتى التى سألقيها فى الكونجرس الأمريكى، التى ستكون على الطريقة القديمة، وربما تكون المرة الأخيرة. |