دعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني المسؤولين فى مجال الصحة والقادة المحليين ووكالات الإغاثة لاجتماع عاجل من أجل تنسيق الجهود لمكافحة التهديدات والمخاوف المتزايدة من انتشار الأمراض فى المناطق المنكوبة بالفيضانات.
وتاتي هذه الخطوة بعد انتقادات شعبية شديدة للحكومة بشان طريقة استجابتها للأزمة حتى الآن.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من ان ما يزيد عن ثلاثة ملايين طفل قد يتعرضون لمخاطر الأمراض الناتجة عن شرب مياه ملوثة.
ويقول طبيب فى إحدى المستشفيات المتنقلة فى منطقة ناوشيرا شمالي باكستان إن الناس يصابون بالفعل بالأمراض لكن ليست هناك حالات إصابة بمرض الكوليرا حتى الان.
صندوق النقد
على صعيد آخر، قال صندوق النقد الدولي إن الفيضانات التي تضرب باكستان تمثل تحديا كبيرا جدا للاقتصاد هناك وأنه سيقوم بإعادة تقييم لميزانية الحكومة وموقفها المالي.
وسيبدأ الصندوق يوم الاثنين في العاصمة الأمريكية جولة مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الباكتسانية بغرض التعرف على الطريقة الأفضل لتقديم المساعدة خلال الأزمة الحالية.
وقالت الحكومة الباكستانية إن تكلفة إعادة الإعمار بعد الفيضانات قد تتجاوز 15 مليار دولار.
ويواصل عشرات الالاف من الأشخاص الهرب من مناطق الفيضانات التي ضربت مناطق جنوب البلاد بشكل خاص.
طائرات إضافية
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن الحاجة العاجلة لطائرات عمودية إضافية لايصال المساعدات لملايين المتضررين بفيضانات باكستان.
وقالت اميليا كاسيليا، الناطقة باسم المنظمة إن هناك 10 طائرات عمودية فقط وأن هناك 5 طائرات في طريقها للوصول إلى المناطق المتضررة.
وأضافت "نحن نحاول الوصول إلى 6 ملايين شخص، وحتى اليوم وصلنا إلى 1.2 مليون شخص" فقط.
وتسببت السيول باغلاق العديد من الطرق وجرفت الكثير من الجسور نتيجة لما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه "تسونامي بطئ".
وتسببت الفيضانات بمقتل أكثر من 1600 شخص وأضرت بحوالي عشرين مليون آخرين وذلك حسب تقديرات الحكومة الباكستانية.
وتستمر المياه في غمر عشرات الالاف من القرى بالكامل فيما تتزايد المخاوف بتعمق الكارثة حيث تشهد مناطق جنوب نهر اندوز ارتفاعا مستمرا في منسوب المياه.
ووعدت بعض الدول المانحة بالتبرع بالمزيد من الاموال لمساعدة باكستان في التصدي لنتائج الفيضانات، وذلك في جلسة استثنائية للجمعية العامة للامم المتحدة عقدت في مقر المنظمة الدولية بنيويورك.
تبرع هندي
واعلنت باكستان انها قبلت تبرعا مقداره 5 ملايين دولار تقدمت به جارتها الهند، بينما وعد المانحون بتقديم المزيد من الاموال لهذا البلد المبتلى بكارثة الفيضان.
ورحب عبدالله هارون، مندوب باكستان لدى الامم المتحدة، بالتبرع الهندي قائلا إن كارثة الفيضان غطت على الخلافات بين البلدين الجارين.
وتشير الارقام التي نشرتها الامم المتحدة الى ان قيمة التبرعات التي دفعت فعلا بلغت 490,7 مليون دولار، و325 مليون اخرى على هيئة وعود. ويزيد هذا المبلغ الى حد بعيد على مبلغ الـ 460 مليون دولار الذي كان هدف الامم المتحدة الاولي.
ووصف هارون التبرعات الجديدة بأنها "مشجعة بالفعل" وانها "تمثل بداية جديدة"، الا انه اضاف بأن بلاده ستحتاج للمساعدات لسنين قادمة.
وجاء التبرع الهندي بعد ان اجرى رئيس الوزراء مانموهان سينغ مكالمة هاتفية مع نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني يوم الخميس الماضي. |