بقلم: سامح سليمان نحن فى احتياج شديد إلى التحلى بشجاعة المواجهة والإعتراف بالخطأ، والرغبة فى التغيير إلى ما هو أفضل وأنسب، والسعى الجاد الدؤوب نحو الأصلاح لكى نتمكن من القيام بثورة فكرية وعلمية شاملة حقيقية تحرّرنا من سلطان وقيود الرجعية والماضوية، والتحجر والركود والجمود، وتجتث وتستأصل ما أدى إلى إصابة عقلنا الجمعى من انغماس شديد فى الخرافة والغيبيات، والبحث عن الإنتصارات الدونكيشوتية فى عوالم الماورائيات. إن الحرية هى روح الإبداع وأرضه الخصبة، وهى الهواء الذى يتنفسه المبدع، الإبداع لا وجود له فى ظل الخوف، وتقديس الثوابت والقيم والأفكار التراثية، وتغليب النص على المصلحة، واضفاء القيمة على الفكرة كلما ازدادت أقدميتها أو ازداد عدد الأفراد المؤيدين لصحتها!! فالكثرة العددية ليست من أدلة الصحة والصواب، بل ربما تكون من أدلة ازدياد الجهل والغوغائية والقابلية للحشد والتجييش والقطعنة. وكذلك أقدمية الفكرة أو الحدث أو العقيدة أو المعتقد، وتصديق وايمان عدد من الأجيال المتتالية بصحة تلك الفكرة أو العقيدة، أو صواب المعتقد أو امكانيه حدوث الحدث؛ ليس دليلاً على الصحة. فالخطير فيما يتعلق بالموروثات أن الناس تأخذها بجدية أكثر كلما مر الزمن. فقد يحوِّل الوقت كثير من أسخف وأتفه الخرافات والأساطير وأكثرها سوءًا وبلاهة وهذيانًا إلى واقعة مُسلَّم بحدوثها مع مرور الزمن. إن العقل النقدى المبدع الحر الإبتكارى الخلّاق، لم ولن يعرف القبول بالمسلمات، والتسليم بصحة التفسيرات التراثية السطحية العفوية، والتراجع أمام الخطوط الحمراء، والإنقياد والتأييد والرضوخ لإجماع القدماء، والثوابت الفكرية والإجتماعية، أو عصمة وتقديس النصوص والتفسيرات والأفكار والرؤى والنظريات. "العقل النقدى هو عقل مشتعل بالرغبة فى المعرفة والإستقصاء، والبحث الدؤوب عن الحقيقة." هذا بخلاف أن الأغلبية من الكتاب، والمثقفين، والإعلاميين، والقائمين على إدارة العملية التعليمية، وقادة وممثلى التيارات الفكرية المختلفة، والقائمين على تشكيل العقول وصياغة وتكوين الرأى العام، وأصحاب الدور الفاعل والمؤثر فى تشكيله، يتعاملون مع مختلف المبادئ والأيدلوجيات والرؤى والتوجهات بنفعية شديدة، وبمنطق إنها مجرد مشروع تجارى، أو سبوبة، أو لقمة عيش، أو باب للرزق والإسترزاق. إن معظم من يسود الساحة الآن ليسوا إلا قطعان من أنصاف وأشباه وأشباح علماء، ومثقفين، ومفكرين، وإعلاميين، لا يسعون إلا للتصادم والتناطح والتراشق بالإتهامات والألفاظ البذيئة، والتشويه والتحقير المتبادل؛ لخطف الأضواء، وإثبات الوجود والتواجد والجودة والقدرة على استمالة وإلهاء وحشد وتجييش العامة، والدفاع عن أيدلوجيات وتوجهات ومشروعات ظلامية تجهيلية سلفية أصولية ديماجوجية لا منطقيه لا عقلانية، وسرد وتلاوة شعارات وخطابات تغييبية تعبوية كلامية لغوية بلاغية إنشائية زاعقة صارخة، وأكلشيهات محفوظة، وآراء متباينة متنافرة متناقضة متضادة، وتمييع المعانى والمفاهيم، وتفريغها من قيمتها ومضمونها، واضفاء القيمة والمعنى والأفضلية والجودة على ما ليس له أى قيمة أو معنى أو أفضلية أو فاعلية، سواء من الأفكار أو الشخصيات المعاصرة، أو حتى الشخصيات التاريخية. إن الإختلاف وتنوع الآراء، وتعددية التوجهات، جيد ومفيد وبناء إن كان بهدف إلى الإصلاح، وناتج عن بحث و دراسة، ونزعة إنسانية وطنية مخلصة وصادقة، وليس اختلاف متفق عليه لتحطيم المغضوب عليهم، والصعود على أنقاضهم، ولمجرد الإختلاف واثبات الوجود والفاعلية والأهمية والقدرة على التأثير والسيطرة على الأفراد، وإحداث التغيير فى دفة مسار العقلية الجمعية للجماهير بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية وطبقاتهم الإجتماعيةـ حسب أوامر وتوصيات وتوجيهات صاحب المؤسسة، والمموليين، وأصحاب المصالح، ومن بيدهم زمام الأمور، وبما يتناسب ويؤدى لتحقيق أهدافهم ومطامعهم المادية والمعنويةـ وبغرض الشهرة والشعبية والإستضافة الإعلامية، ونتيجة لحب الظهور، وبهدف الرغبة فى خلق قاعدة شعبية وجماهيرية للحصول على الدعم المادى من تبرعات ومنح وجوائز!! |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |