بقلم: مادلين نادر
مترو الأنفاق وسيلة مواصلات حيوية ومهمة...وكثيرًا ما كنا نرى بعض الفتيات فى عربات السيدات يدعون السيدات لترديد دعاء...بل وقد تبدأ احدى الفتيات -اللواتى عادةً ما يكنَّ فى المرحلة الجامعية- بالتحدث عن بعض الفضائل.
وبغض النظر عن مدى قبول مثل هذه الأمور داخل عربات المترو، إلا أن المشكلة الأكبر ظهرت عندما نشرت جريدة المصرى اليوم- أمس- خبرًا يوضّح أن مترو الأنفاق، أو عربات السيدات بالتحديد، تتحول فى شهر رمضان إلى مركز لنشر الخطب الدينية، ومكان لإلتقاء الداعيات، حيث تكون عربات السيدات- خاصةً قبل الإفطار فى رمضان- مركزًا لنشر الموعظة الحسنة، من خلال سيدات منتقبات، يرددن خطب وأدعية دينية تحض على الصلاة والصيام والإستغفار طوال شهر رمضان.
ولقد استخدمت الجريدة بعض الألقاب الغريبة فى وصف هؤلاء الفتيات، فقالت عنهن: إنهن داعيات المترو..!!! وإنهن يقمن بهذا العمل كمحاولة منهن لتحصيل حسنات...!!! كما أن الخبر أخذ صيغة توحى وكأن هذا الأمر شيئ إيجابي.
أما الأمر المثير للدهشة، والذى يعبّر بحق عن بارقة أمل فى مجتمعنا، كان تعليقات القراء على هذا الخبر، حيث كانت هناك نسبة كبيرة من التعليقات محايدة وتوضح أن مترو الأنفاق وسيلة مواصلات عامة وليست مكانًا للدعوة أو ما شابة...ومن هذه التعليقات كتب أحد القراء قائلاً: "بصراحة أنا شايف إن المترو وسيلة مواصلات عامة وليس مسجدًا ولا كنيسة، وبالتالي لا يحق أن توعظ الناس خارجًا، ولكن أعظ أهل بيتك أولا، ثم أعظ الآخرين في أماكن العبادة الصحيحة...فهذا تعدي صارخ علي حرية الآخرين. وعلي فكرة فيه اختراع اسمه ستالايت وانترنت ومحمول وخلافه...يعني لو عايز تسمع اسمع لنفسك، وبلاش الضوضاء..ياريت نتعلم نصلح من أنفسنا أولاً ثم بعد ذلك نُصلح من الآخرين، واللي بيحصل في المترو دا اسمه عدم احترام مش كدة ولا إيه؟"
وقال آخر: "يا جماعة، هو أخذ الحسنات بقى بالعافية، أرفض تمامًا هذا السلوك، ولا أراه تدينًا بل فهم خاطئ للدين، وتعدى على حريات الآخرين، كنت أعانى هذا الأمر عندما أرتل ما أحفظ من القرآن سرًا، ويأتى آخر بجانبى يعلو بصوته فى قراءة القرآن فيسبب إزعاجًا ولخبطة لى فأسكت تمامًا. أرجوكم الدين هو الأخلاق والمعاملة الحسنة مع الناس، والأمانة والصدق فى العمل، قبل أن يكون مظهر."
وتحت عنوان "الدين المعاملة فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك"، قال أحد القراء: "كم أحب هذه العبارة الجميلة التي كنا نسمعها ونقرئها في الصغر، بل ونراها على بعض الكتب المدرسية والكشاكيل. ولكن- للأسف- واضح إنها مجرد كلمات لا أحد يؤمن بها ممن يرددها.
ولي سؤال بهذا الصدد: أين احترام حريات الآخرين في هذا الأمر؟
وسؤال آخر: ماذا لو قام الشباب المسيحي بمثل هذا العمل؟ أرجوكم تخيلوا معي هذا الأمر اثنان يناديان إلى الله في عربة مترو واحدة، أحدهم مسيحي والآخر مسلم!! ماذا ستكون نهاية هذا الأمر؟ وماذا عن الآخرين الذين لا يدينون بالمسيحية ولا بالإسلام؟!! الدين المعاملة، فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك. فكل هذا مظاهر لكن الباطن الله وحده يعلم به، وهذا تعدى على الحريات لن نجده إلا فى الدول النامية." |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|