بقلم :عساسي عبدالحميد
للسبت مسميات عديدة نذكر منها (\"شفات شالوم \"= سبت السلام ) (\" شفات قودش\" =السبت المقدس) ( \" شفات منوحة \" = يوم الراحة) و غيرها من الأسماء ...... و لهذا اليوم مكانة عظيمة عند يهود شمال إفريقية و إن اختلفت بعض من العادات في مصر وتونس و الجزائر و ليبيا عنها في المغرب فإن المضمون و جوهر المعتقد يبقى واحدا فاﻹختلاف يلحظ مثلا في أنواع الأطعمة المحضرة للسبت المقدس واللهجات المستعملة في بعض الترانيم و الأدعية و اللباس الذي يرتدى في هذا اليوم تماشيا مع عادات و تقاليد كل بلد إن لم نقل كل منطقة....
هناك أجواء خاصة تتميز بالدفء و الشاعرية تعيشها الأسر اليهودية المغربية ابتداء من يوم الجمعة إذ تنهض كل النسوة مبكرا لتحضير الفطائر و الحلوى والأطعمة والقيام بعمليات التنظيف و ترتيب كل شيء من صحون و موائد و شموع السبت ﻹستقبال هذا اليوم حتى رب الأسرة يبدي حرصا كبيرا على المشاركة بنفسه في كل الأعمال استعدادا للسبت و الكل يظهر مشاركته بجدية و فرح بما فيهم الأطفال و الخدم و حتى الألبسة الجميلة و المفضلة فإنها تنتقى بعناية لكي ترتدي في هذا اليوم فكل هذه اﻹستعدادات توضح مدى إجلالهم و تقديسهم للسبت و المكانة التي يحظى بها في وجدانهم و مشاعرهم إذ يسميه البعض بالعروس أو الملكة \" شفات هملكا \" ﺇذن لابد من استقبال يليق بهذا العظيم القادم.....
تبدأ عشية السبت عند انتهاء غروب شمس الجمعة بإشعال شموع السبت من طرف ربة البيت و قد كانت تعطى اﻹشارة في الحي اليهودي الذي يسمى بالملاح عند المغاربة أو بالحارة عند أهالي مصر وتونس و ليبيا و الجزائر بالنفخ بالأبواق أو بالصفير؛ تقف ربة البيت أمام شمعدان السبت الموضوع فوق طاولة مغطاة بمنديل أبيض و مزينة بأفخر ما تمتلكه الأسرة من أواني و صحون و كل أدوات الزينة و قد ارتدت هي الأخرى أجمل ثيابها و تزينت بأغلى حليها و يضع الحاضرون أياديهم على وجوههم تجنبا لضوء الشمعدان ثم تردد الأم عبارة \" مبارك إلاهنا رب العالم الذي قدسنا و صاياه و أمرنا بإشعال شموع السبت \"..... كما أن هناك تقليد دأب عليه اليهود المغاربة هو مباركة أولادهم بعد العودة من المعبد و الدعاء لهم بحرارة.........
تتفنن ربات البيوت في تحضير أشهى و ألذ الأطعمة طيلة الأيام الستة و تبلغ اﻹستعدادات ذروتها صباح يوم الجمعة حتى ﺇذا حل السبت كانت الموائد مزينة و مرتبة و مملوءة بأنواع من الطعام، و أشهر طبق لهذا اليوم هو طبق \" الدفينة \" و هو يحضر أساسا بكوارع البقر و لحم الخروف والبطاطس و الحمص و القمح و مختلف البهارات كما تحضر أطباقا شهية و منوعة من الأسماك و كان ليهود طنجة و تطوان و العرائش باع كبير في تحضير أنواع مختلفة من أطباق السمك ....
و كما يستقبل السبت فإنه يودع وفق طقوس و مراسيم تليق بتشييع يوم له مكانة عظيمة في نفوس اليهود و في النفس شئ من الحزن وبعض من لوعة الفراق على هذا العزيز الغالي فبعد أن تترصع السماء بالنجوم و يتأهب السبت للرحيل تغني الأمهات أغاني تفيض رقة و حلاوة ترحيبا بقدوم أسبوع جديد و مادحين الرب على عطاياه و منحه الكثيرة ثم تحضر شمعة \" الهفدالاه \" و هي مخصصة لهذه المناسبة و هي شمعة ذات فتائل كثيرة مظفورة بشكل جيد و يعطر المكان بطيب ذكي و يسود صمت عميق لفترة و يضع الجميع يده على مقربة من الشعلة ثم ينشد رب الأسرة قائلا \" مبارك أنت إلهنا رب العالم ....ثم يسكب النبيذ على الشمعة فوق صحن \" الهفدالاه \" المزين بالنقوش و الذي يمسك به أحد الأطفال و حين تنطفئ الشمعة يكون السبت قد انقضى...... |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|