CET 00:00:00 - 08/08/2010

مساحة رأي

 بقلم: إيهاب شاكر 

 في برنامج الحقيقة، والذي يُذاع على قناة "دريم2"، قدّم البرنامج يوم 1/8 حلقة بعنوان "سلسلة حلقات عن الطوائف المسيحية في مصر المتهمة بالعلاقة مع الصهيونية والعمالة لإسرائيل، وممارسة الدجل والشعوذة والسحر، والتعامل مع الشياطين والجان والرقص والتصفيق أثناء العبادة".
 
عفواً لطول العنوان، لكن هكذا قاله الصحفي  "وائل الإبراشي" في مقدمة الحلقة.
 
ثم يعود ويؤكد الصحفي "وائل الإبراشي"، قائلاً: "حتى لا يتهمنا البعض بالطائفية وبمحاولة إشعال الفتنة، أؤكد أن البابا "شنودة"، والكنيسة، والطوائف المسيحية المعتمدة قانونيًا في مصر هي التي تتهمهم بهذه التهم".
 
كان ضيوف الحلقة هم، القس" إكرام لمعي" أستاذ مقارنة الأديان، وراعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا النزهة، الأستاذ" روماني جاد" نائب رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، الأستاذ المحامي" ممدوح رمزي وهو على ما يقال مرشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة، والقس" عزيز مرجان" رئيس الطائفة الخمسينية في مصر.
 
 موضوع هذه الحلقة، هو أن كل هؤلاء الحضور يتهمون أعضاء الطائفة الخمسينية، بهذا العنوان المذكور في صدر المقال وهو، العلاقة مع الكيان الصهيوني، وممارسة الدجل والشعوذة والسحر والتعامل مع الشياطين والجان والرقص والتصفيق أثناء العبادة.
 
في الحقيقة، ومن وجهة نظري، كانت هذه الحلقة مهزلة بكل المقاييس، فموضوع الحلقة ككل، هو شأن مسيحي تماما، متعلق بفهم كل طائفة للكتاب المقدس، فما دخل الإبراشي أو غيره من غير المسيحيين بذلك. فهم لا يفهمون معنى الاختلافات التي بين الطوائف وبعضها، ولا يقدرون هذه الاختلافات ويضعونها في موضعها الصحيح، لكن بالأحرى يستغلونها أسوأ استغلال كما ظهر في الحلقة.
 
 نعم فالطائفة الخمسينية تؤمن ببعض الأمور التي تختلف معها بقية الطوائف فيها، مثل، إخراج الشياطين، ومعجزات شفاء المرضى وما إلى ذلك، ولست هنا بصدد إصدار أحكام على الطائفة بصحة أو عدم صحة معتقداتها، فجميعنا (كمسيحيين) يعلم أن الطوائف المسيحية المعتمدة في مصر تتفق جميعها على المبادئ الرئيسية للمسيحية، وتختلف في بعض الأمور الأخرى والتي لا تعد جوهرية في المسيحية.
 
فاختلافنا في فهم كلمة الله يا حضارات القساوسة والكهنة والمفكرين، شأن داخل بيتنا المسيحي الواحد، وليس للإعلام أي دخل بذلك، بل ـ من وجهة نظري ـ أرى أن هذا الاختلاف يثري مسيحيتنا ويقويها ويجعلنا نكمل بعضنا البعض.
 
لذلك ليس من المنطق ولا من حرية الاعتقاد أن تتهم طائفة ما طائفة أخرى بأنها ليس كتابية وليست مسيحية، وأنها الوحيدة صاحبة النهج الصحيح وكل ما عداها على خطأ، ولاسيما على الملأ، وبين من لا يقدرون بل من لا يؤمنون أصلا بصحة الكتاب المقدس، فيا أسفاه.
 
وعن موضوع العمالة لإسرائيل، اتهمت بعض الطوائف التي تفسر الكتاب المقدس تفسيرا زمنيا مرتبط ببناء الهيكل على أنها تعمل لصالح إسرائيل، مع أنها لا تؤيد إسرائيل ولا ما تفعله إسرائيل، لكن لفهما لكلمة الله فهماً مرتبطاً ببعض أحداث منها بناء الهيكل، اتهموها بذلك.
 
كما لي بعض الملاحظات على السادة الضيوف، مع كل الاحترام والتقدير للجميع:
القس إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان، أصبح دائم الظهور والحضور إعلاميا في كل مناسبة، بغض النظر عن ماهيتها، ومدى جدواها ونفعها للمسيحيين بصفة عامة أو حتى لأبناء طائفته، وأشجعه أن يهتم قليلا بالكنيسة التي هو راع لها، بدلا من الجري وراء كل برنامج يدعوه للظهور فيه. كما أنني لم أر لك أية حلقة تتحدث فيها عن المقارنة بين الأديان!!
 
 الأستاذ" روماني جاد" نائب رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، ما علاقة اتهامك يا عزيزي للطائفة الخمسينية بحقوق الإنسان، بل على العكس دعهم يعبدون الله بحرية ماداموا لا يضرون أحداً، وأحب أن أراك مدافعا عن شهداء نجع حمادي الذين نسيتم قضيتهم تقريبا إعلاميا.
 
الأستاذ المحامي" ممدوح رمزي، من يتابع حديثك بالبرنامج يرى أنك مندوب عن الكنيسة الأرثوذكسية وموكلا بالدفاع عنها باعتبارك محاميا، بل ولقد لعبت دور المدعي العام في الهجوم على كل الطوائف، هل ترى بذلك أنك تصلح مرشحا لرئاسة الجمهورية، وأنت ترفض كل الطوائف ماعدا طائفتك؟!
 
 القس "عزيز مرجان" رئيس الطائفة الخمسينية في مصر، في وجهة نظري، أخطأت حين استجبت لدعوة البرنامج للدفاع عن عقيدتك على الهواء أمام إخوتك من نفس البيت المسيحي.
 
في رأيي، الوحيد الذي حقق نصراً في هذه الحلقة هو الصحفي والإعلامي " وائل الإبراشي، فهنيئاً لك، وأما عن جميع ضيوفك، فلكل للأسف من الخاسرين، لأنهم من نفس البيت الذي يحاربونه، وكما قال السيد المسيح له كل المجد وهو خير ما أختم به:
«كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ.
 ( متى 12 : 25 )
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق