بقلم: زهير دعيم نقلت وكالة الأنباء الليبيّة خبر تمكُّن قسم البحث الجنائي بـ"بنغازي" من القبض على مواطن مصريّ الجنسية يقوم بحملات تبشيرية بالمسيحيّة!! وأضافت المصادر أن المدعو "حنّا شحاتة" يعمل في محل حياكة الملابس في ضاحية من ضواحي "بنغازي"، وإنّه يقوم بإستدراج الشباب وإعطائهم الإنجيل وصور السيّد المسيح.
وتابعت الوكالة: إنّ قوات أمن الجماهيريّة ألقت القبض خلال الأيام القليلة الماضية على كورييْن يُبشّران أيضًا بالمسيحيّة.
يا سلام!!!!!
جماهيريّة وإمبراطورية، يحلم قذّافها بفرض سيطرته وهيمنته على القارة السوداء، تخاف فلاحًا مصريًا تقول الأنباء إنّه أميّ؟!
يا سلام !!!!!
جماهيرية تمتلك فائضًا ماليًا يُقدَّر بمائة مليار دولار، تهاب وتخشى حائكًا مصريًا يمتلك إنجيلاً وصورًا للسيّد المسيح؟!
أترى الإنجيل– المُعطَّر بالمحبّة والمجبول بالفداء والتضحية، والملوّن بالتسامح، والمُتوَّج بإله مُتجسِّد من أجل البشر؛ كل البشر– أتراه قنبلة...أتراه يُرعب ويخيف ويُذعر؟ أتراه يُزعزع أركان جماهيريّة طويلة وعريضة؟
أترى صورة الربّ يسوع الملأى بالحنان والفائضة بالمحبّة، أتراها تُعكّر صفو إمبراطور يُهدّد "سويسرا" مرة، ويتوعّد "أسبانيا" أخرى؟!.
لماذا الكيل بمكياليْن يا صاحب الجلالة؟
لماذا يحقّ لكم ولغيركم نشر معتقدك في أوروبا، وفي كل بقعة في الأرض، وتمنعون غيركم من حقّه؟
تصولون وتجولون– وهذا حقّكم- فللجميع الحقّ في نشر معتقده، وإقناع الآخرين بحسّه الروحيّ. أقول إقناع، والإقناع لا يتأتّى إلا بالكلام والبراهين والثمار.
نعم لكم الحقّ في ذلك، كما للغير الحقّ في نشر ما يؤمن به ويعتنقه في بلادكم؛ خاصةً إذا كان هذا المُعتقد يحترم عقل الإنسان، ويطهّره، ويُرفِّعه، ويُزكّيه، ويُغيّره إلى الأفضل.
لماذا الكيْل بمكياليْن؟
أتراها جريمة أن يقوم حائك مصريّ يرى في السيّد المسيح مُخلِّصًا، أن يُخبر زملائه عن سبب الفرح والرّجاء الذي فيه؟!
أتراها جريمة أن يقوم قبطيّ زائر يبني ايمانه على صخر الدهور، وينادي ويُصلّي من أجلك ومن أجل كلّ الحكّام حتى الظالمين منهم لأنهم مُعيّنون من الله، أن يقوم ويخبر كم صنع به السيّد؟!
أتذكر يا سيادة الرئيس يوم قمت لأشهر قليلة مضت بالإجتماع إلى صبايا وحسناوات إيطاليات في "روما"- وأقول "روما"- بعظمتها وجلالها وتاريخها، وتدعوهن إلى الإسلام، ولم تخجل وقتها ولم تحسب حسابًا، وكيف تحسب وأنت ما أنت؟
تخيّل يا زعيم أفريقيا!!! لو أنّ رئيس الجمهورية الإيطالية إجتمع إلى نسوة في "بنغازي" ووزّع عليهن الكتاب المقدّس، ودعاهن إلى إتباع خطى يسوع، فماذا كنت ستفعل؟! أيحقّ لك ما لا يحقّ لغيرك؟ أنت الذي ينادي بإلغاء حقّ النقض- الفيتو - على رِسلك يا رجل.
الأيام العجاف قد مضت، والكتاب المُقدّس في طريقه إلى كل النّاس- رضيت أم لم ترض- في طريقه إلى كلّ نفس ظمأى إلى الإنعتاق من الخطيّة، فلن تستطيع بعد اليوم مهما عظمت سطوتك من منعه، فالتقنية الحديثة نقلت همسات الإله وفداءه إلى كلّ بيت في كلّ أركان المعمورة، فاليمنيّ اليوم يستطيع أن يقفل بابه، ويتمتّع بالكتاب المقدّس وربّه، والأخت السعودية اليوم أيضًا تستطيع أن تتذوّق حلاوة السيّد من خلال الإنترنت.
لقد انقضى الأمر، وما عادت الحدود تقدر أن تمنع نور الحقّ وشعاع الفداء من السريان إلى النفوس العطشى.
من حقّكم أن تخبروا بما تعتقدون، ومن حقّ غيركم أن ينادي بما يعتقد، والشعب هو الحَكَم، والربّ هو المُنمّي.
أتخافون من كوريين كانا إلى فترة وجيزة يعبدان آلهة غريبة واليوم استنارا؟!
أتخافون مصريًا بسيطًا في بحر "بنغازي"؟
ماذا دهى القوم؟ ماذا دهاكم يا قوم؟
كم أتمنّى يا سيادة الرئيس أن تجلس إلى هذا الفلاح القبطيّ البسيط وتسمع منه، فلربما تقنعه– وأقول تقنعه- ولربما يقنعك، ولا تنسى أن البشر سواسية.. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ٢٩ تعليق |