قال في مقابلة مع الـ«غارديان» إن إيران تبني برنامج أسلحة ولا أحد يفعل شيئا
اتهم طارق عزيز، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الرئيس الأميركي باراك أوباما بترك العراق «للذئاب»، في أول حديث صحافي أدلى به لصحيفة الـ«غارديان» من سجنه في بغداد، منذ اعتقاله في عام 2003.
وقال عزيز الذي كان أحد أوفى نواب صدام، إن الولايات المتحدة يمكن أن تتسبب في موت العراق إذا تابعت سحب قوتها المسلحة. وأضاف عزيز من سجنه في بغداد بحسب ما قالت الـ«غادريان» التي نشرت المقابلة على موقعها على الإنترنت مساء أمس: «كلنا ضحايا أميركا وبريطانيا. لقد قتلوا بلدنا في نواحٍ كثيرة. عندما ترتكب خطأ عليك أن تصحح الخطأ، لا أن تترك العراق لموته».
ويأتي حدث عزيز بعد أيام على تأكيد أوباما أن الولايات المتحدة ستنهي مهامها القتالية في العراق خلال هذا الشهر، بسحب آلاف الجنود. وقال عزيز إن العراق بحالة أسوأ مما كان عليه قبل الحرب. وأضاف: «طوال 30 عاما بنى صدام العراق، والآن تم تدميره. هناك مرضى أكثر من السابق، وجوعى أكثر. الناس ليس لديهم خدمات، والناس يتم قتلهم كل يوم بالعشرات، إذا لم يكن بالمئات». وتابع يقول: «لقد تشجعت عندما تم انتخاب أوباما رئيسا، لأنني ظننت أنه سيصحح بعض أخطاء بوش. ولكن أوباما خبيث. إنه يترك العراق للذئاب».
وقد أودع عزيز في خلية نظيفة في سجن صغير في الكاظمية، شمال بغداد، بعد أن تم تسليمه للسلطات العراقية من قبل القوات الأميركية قبل عدة شهور. ورفض أمس في المقابلة أن ينتقد صدام ونظامه، وقال: «إذا تحدثت اليوم عن ندم، الناس سينظرون إلي على أنني انتهازي. لن أتكلم ضد صدام حسين حتى أصبح رجلا حرا. الحكمة جزء من الحرية. عندما أصبح حرا ويمكنني أن أكتب الحقيقة يمكنني عندها التحدث حتى ضد أعز أصدقائي». إلا أنه تابع يدافع بشدة عن صدام، وقال: «الحروب حروب، وهناك أسباب خلفها. صدام لم يكذب. لم يغير الوقائع. هو شخص أكنّ له احتراما وحبا كبيرين. هو رجل سيظهر التاريخ أنه خدم بلاده. صدام بنى هذه البلاد، وخدم الشعب. لا يمكنني أن أقبل حكمك (حكم الغرب) على أنه كان على خطأ». وأضاف: «ألم يرتكب تشرشل أخطاء؟ ألم يرتكب براون أخطاء؟ هل وقف الوزراء البريطانيون حينها وقالوا إن قادتهم على خطأ؟ لا. تحدثوا لاحقا».
وزعم عزيز أنه حاول إقناع صدام بأن لا يجتاح الكويت في عام 1991، لأنها ستؤدي إلى حرب مع الولايات المتحدة خلال بضع سنوات. وقال: «لقد طلبت منه أن لا يجتاح الكويت، ولكن كان علي أن أدعم قرار الأكثرية. عندما اتخذ القرار قلت له إن هذا سيؤدي إلى حرب مع أميركا، ولكن من مصلحتنا أن نروج لحرب ضد أميركا». وقالت الـ«غارديان» إن عزيز حاول تصوير نفسه على أن وطنيته لا ترقى للشك.
وتابع يتحدث عن كيف أدار صدام العراق بعد فرض عقوبات دولية على العراق، وقال: «حتى في ظل العقوبات، وهي أوقات صعبة في حياة أي بلد، كل يوم، كل رجل، كل امرأة وطفل كان يأخذ 2000 سعرة حرارية في اليوم».
وأضاف يتحدث عن إيران: «اليوم إيران تبني برنامج أسلحة. الجميع يعرف ذلك ولا أحد يفعل شيئا. لماذا؟ بوش وبلير كذبا عن عمد. كلاهما كان يؤيد الصهيونية. أرادا تدمير العراق لأجل إسرائيل، وليس لأجل بريطانيا وأميركا». |