بقلم: جرجس بشرى
عندما علمت بنبأ الحملة الضالة التي يدعو إليها أحد القساوسة الأمريكان؛ وهو القس "تيري جونز" المُشرف على كنيسة "دوف التبشيرية" بولاية "فلوريدا" الأمريكية؛ لحرق القرآن الكريم في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، شعرت بالدهشة الشديدة والانزعاج في ذات الوقت.
والسبب الرئيسي وراء هذا الانزعاج هو أن هذه الدعوة صادرة عن قس من المفترض أن يكون حاملاً ومبشرًا بتعاليم ومبادئ "السيد المسيح" له كل المجد؛ فـ"السيد المسيح" لم يعلمنا أبدًا أن نقاوم الشر بالشر بقوله: "لا تقاوموا الشر بالشر"، كما أنه -له كل المجد- لم يحض أتباعه وتلاميذه قط على الإرهاب وإهانة مشاعر الآخرين، بل كان يجول يصنع خيرًا في الأرض.
كما أنه عندما أرسل السبعين رسولا ً لتبشير الناس بالخلاص قال لهم: "وأي مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فأخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم، ولكن اعلموا هذا.. أنه قد اقترب منكم ملكوت السموات" (لو10).
فهو لم يرسل تلاميذه القديسين ليفرضوا تعاليمه بالقوة على الناس، ولم يرسلهم لقتلهم أو لسلب ممتلكاتهم وأعراضهم وأموالهم إن لم يؤمنوا به، حاشا!! ومن هنا وفي ضوء تعاليم "السيد المسيح" ومبادئه وطهارته فإنني أرى أن الحملة التي يدعو إليها هذا القس لحرق القرآن الكريم يوم الحادي عشر من سبتمبر، ما هي إلا دعوة ضالة، وتسيئ في ذات الوقت إلى المسيحية والمسيحيين، كما أن هذه الحملة -بلا شك- لا تعبر عن جموع المسيحيين في مصر والعالم كله، خاصة وأن المسيحية ترتكز على فضيلة المحبة، وهي الوصية العظمى التي طالب بها الرب "يسوع" أتباعه.
محبة الجميع.. حتى الأعداء!! حيث قال له كل المجد: "أحبوا أعدائكم.. باركوا لاعنيكم.. صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"، وهذه المحبة الإلهية متى تفجرت في قلوب المؤمنين به ستزيل عن عيونهم وقلوبهم دوافع الحقد والضغينة والكراهية تجاه مَن يعادونهم ويذلونهم.
إنني أدعو كافة الكنائس الرسمية في مصر وبلاد العالم أن ترفض هذه الحملة الضالة التي تؤذي مشاعر إخوتنا المسلمين في العالم، كما أطالب القس "تيري جونز" صاحب الحملة أن يجعل شعارها: "فلينتبه الشعب الأمريكي للإرهاب المتأسلم"، لأنه ليس بالطبع كل المسلمين إرهابيين.
ولكن الخطر الأكبر على أمريكا، والذي من الممكن أن يهددها بالانهيار سريعـًا هو تغلغل الإرهاب المتأسلم فيها، عبر مجموعات دينية متشددة متسترة في الدين، وهذه الجماعات والتي تعمل الآن في أمريكا بشكل بدأ أن يكون ملحوظـًا، هدفها الأساسي اختراق أمريكا دينيـًا لأسلمتها في كافة المجالات.
والخطورة أن هذه الجماعات الآن تنتهج سياسة القوة الناعمة في الغزو، ولكنها متى وصلت لمرحلة التمكين فلا تستطيع أمريكا بكل قوتها السيطرة عليها، وهذا تحذير للشعب الأمريكي نفسه من خطر الإرهاب المتأسلم، فهل من مجيب؟؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|