بقلم: عمرو عرجون
نقابة المهندسين ودورها كهيئة استشارية للدولة في المشروعات الهندسية
مثال ( مشروع تصنيع الأقمار الصناعية )
بدأ مشروع القمر الصناعي بأن أعلنت مصر عن مناقصة في عام 2001 لتصنيع أول قمر صناعي، يتضمن تعليم وتدريب خبرات مصرية بحيث تستطيع الاستمرار في برنامج الفضاء، وقد تقدمت العديد من الدول بعروض لتصنيع أول قمر مصري، وقد تقدمت كل من بريطانيا، الإتحاد الروسي، إيطاليا، كوريا وأوكرانيا بعروض لبناء القمر ووقع الاختيار علي أوكرانيا. وقد قبلت أوكرانيا الشرط المصري في أن يشارك العلماء المصريين في كل مراحل تصنيع القمر ليتسني لهم بعد ذلك صناعة أقمار بجهود مصرية خالصة، في 24 أكتوبر 2001 تم توقيع عقد تصميم وتصنيع وإطلاق ونقل تكنولوجيا القمر الصناعي مصرسات-1 بالتعاون مع مكتب تصميم يجنوى الأوكراني.
و قد استغرق تنفيذ هذا المشروع خمس سنوات منذ فبراير 2002 وتم اطلاقه في ابريل 2007 وفق عقد مع أوكرانيا لتصميم وتنفيذ وإطلاق هذا القمر بغرض اكتساب الخبرة ونقل المعرفة الخاصة بهذه التكنولوجيا من خلال تدريب ومشاركة ما يقرب من حواي 200 مهندسا مصريا في هذا العمل خلال مراحله المختلفة والحصول على كافة الوثائق العلمية الخاصة بالمشروع ونقل تكنولوجيا صناعة بعض مكونات القمر.
و تم من خلال التعاقد نقل عدد من التكنولوجيات المتخصصة لمكونات القمر مثل:
عجلة العزوم، المستشعر الشمسي، مقياس المغناطيسية، المحرك المغناطيسي، الحاسب المحمول، جهاز استقبال وإرسال نظام الاتصالات بالقمر، نماذج هيكل القمر، كاميرا الأشعة تحت الحمراء.
يعتبرمصر سات من النوع "ميكروستلايت" حيث يزن تقريبا 100 كجم ويحمل جهازين استشعار، وتستطيع الكاميرا الخاصة بالقمر تصوير الأجسام حتى دقة 8 متر (المسافة بين جسمين على الأرض) و يدور القمر حول الكرة الأرضية مرة كل 90 دقيقة منها أربع مرات يوميا فوق محطات الاتصال الأرضية المصرية وعلى ارتفاع 668 كيلومترا، ويصور في كل مرة شريطا مساحته 46 كيلو مترا ليصور مصر كلها بمعدل 70 مرة كل يوما .
أدعت وسائل الإعلام الإسرائيلية وعدد من المسئولين العسكريين الإسرائيليين أن القمر المصري هو قمر صناعي تجسسي، هدفه التجسس على إسرائيل وجمع معلومات عسكرية عنها.
و قد ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" على لسان "تال إنبار" المسئول الرفيع في معهد "فيشر" الإسرائيلى لدراسات الجو والفضاء الإستراتيجية في هرتزليا، قال ان إطلاق القمر المصري هو تغير هام وذو دلالة على توازن القدرات الفضائية في الشرق الأوسط. وأضاف أنه سيمكن مصر من جمع المعلومات الاستخبارية عن إسرائيل. وأضاف "تال إنبار" قائلا أن مصر بهذا تعلن أنها تقود المنطقة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية .
العمر الافتراضي للقمر الصناعي هو خمس سنوات ، ولذا يجب أن نبدأ في تصنيع القمر الصناعي الثاني بأسرع ما يمكن ولكن المشروع توقف لأنه لا يوجد قرار سيادي باستكمال العمل في تصنيع الأقمار الصناعية ولا يوجد وعي كافي والتفاف شعبي حول أهمية المشروع ، رغم أن القمر يدور بنجاح في مداره ونجح المهندسون المصريون في التقاط صور فضائية واضحة يمكن استخدامها في الكثير من التطبيقات الهندسية التى تخدم نهضة الوطن .
ويأتي هنا دور نقابة المهندسين الذي ينص قانونها رقم 66 لسنة 1974 أن من أهدافها تعبئة قوى أعضاء النقابة وتنظيم جهودهم في خدمة المجتمع لتحقيق الأهداف القومية وأهداف التنمية الاقتصادية ومواجهة مشكلات التطبيق واقتراح الحلول المناسبة لها والاشتراك الايجابي في العمل الوطني .
ولأن الحراسة مفروضة على نقابة المهندسين منذ 2 مايو 1995 فإن المهندسين محرومون من حقهم في الاجتماع في نقابتهم لعمل مؤتمرات هندسية تناقش المشروعات القومية الكبرى وتقديم المشوره الهندسية للدولة مما يؤدي إلى تدهور في كثير من المجالات الهندسية وضياع فرص كثيرة يمكن أن يساهم بها المهندسون في خدمة وطنهم .
ولكم صادق الود والاحترام ،،، |