بقلم: عمرو عرجون
مئات المهندسين من أرقى الكفاءات وأمثالهم في المجالات الأخرى من المصريين الشرفاء، بذلوا جهدهم طوال سنوات تحت قيادة نزيهة؛ فرفعوا عن كاهل المصريين أعباء طالما أوجعت قلوبنا حين كنا نسمع الأخبار الحزينة عن مدارس تنهار على أبنائنا، وسعدنا بنقطة الضوء في وطن جميل، وأطمأنت قلوبنا إلى خطة لتطوير وصيانة مباني المدارس والتعليم.
فقد تم اتباع الأسلوب العلمي، وصُممت قاعدة بيانات لجميع الأبنية التعليمية في مصر، ووُضعت الخطط المستقبلية لإنشاء المدارس.
وفجأة.. "وعشان نتوه في السكة.. شالوا من ليالينا القمر"؛ كما كان يغني "عبد الحليم حافظ"، تولى وزارة التربية والتعليم السيد الأستاذ الدكتور "أحمد زكي بدر"؛ فأخذ يصول ويجول رافعـًا شعار "سأحارب الفساد"، وتفاءلنا خيرًا بكل السذاجة التي نعهدها في أنفسنا كمصريين، وكأن حكومتنا في مصر المحروسة يمكن أن تقرر بشكل فجائي أن تهتم بشعبها.
ولكن خيبت الأيام ظنوننا الطيبة، وظهر الوجه العنيف المستبد المستكبر لوزير يهدم ولا يبني، فأوقف مناقصات البناء وأعمال صيانة المدارس، وألغى علاج العاملين بالهيئة، وسحب السيارات التي تنقل المهندسين إلى مواقع بناء المدارس ليقوموا بالإشراف عليها، وقام بتفكيك المطبعة وخصم الحوافز، وهدد بإلغاء كل قواعد البيانات المركزية، ورفض كل محاولات التفاهم متهمـًا سبعة آلاف موظف بالفساد، دون أن يقدم دليلاً واحدًا على فساد فرد واحد، أو يحيل أحدا للتحقيق، ما هذا الهراء؟
احتج العاملون على حرمانهم من حقوقهم وإهدار جهود سنوات طويلة وهدم منشأة وطنية محترمة، واستخدموا في احتجاجهم كل الأساليب المشروعة الراقية المتبعة في كل دول العالم، وتدخل الكثيرون لإقناع الوزير بالتراجع عن ظلمه الواضح لهيئة الأبنية التعليمية؛ فرفض بكل استكبار إلا بشرط أن ينشر العاملون بهيئة الأبنية التعليمية اعتذارًا بجميع الصحف القومية والمستقلة والمعارضة، ويرفعون لافتات التأييد وتقبيل الأعتاب للوزير، وبعد ذلك ينظر في الأمر ليرى علام يستقر قراره؟!!
يذهب إليه وفد من الهيئة فيرفض مقابلتهم، ويتصل به نقيب الصحفيين فيرفض وساطته، وتتصل به مقدمة برنامج تليفزيوني فيرفض التحدث ويمنع ممثليه من المداخلات، ما هذا الاستعلاء؟؟ ألا يتذكر قول الله تعالى "أيحسب أن لن يقدر عليه أحد" صدق الله العظيم.
لكم آثارت شجوني كلمات زميلة مهندسة في برنامج حين سألتها المذيعة: وماذا سوف تفعلون للرد على هذه الاتهامات الظالمة ومحاولات هدم هيئة الأبنية التعليمية؟ فردت بكل أسى: وماذا نملك أن نفعل ونحن نرى عملاقـًا يصارعنا نحن الموظفين الذين لا نملك سوى مرتباتنا يهددنا ويتوعدنا؟!!
ولكن يا أختاه.. نحن نملك الكثير بتكاتفنا وثباتنا وبإيماننا أن الله الحكم العدل لا يرضى بهذا الجحود، وأن ضمير مصر الوطني لن يقبل لكم أن يتم إنكار جهودكم طوال السنوات السابقة، وأن يكون جزاء الإحسان هو الظلم والإساءة والاتهامات الظالمة، ونحن معكم حتى يتم رفع الظلم عنكم والله أكبر على كل ظالم متجبر. |