بقلم: عماد توماس
يقولون أن حياة الأمم تتوقف على حالة تعليمها وتقدمها على تقدم هذا التعليم ورقيه بين أبنائها، فإذا أردت نهوض للأمة فعليك بإصلاح نظام تعليمها.
من هنا يجتمع اليوم وغداً الجمعة والسبت 24 و25 أبريل 2009 بحزب التجمع نخبة متميزة من محبى مصر، لمناقشة حال التعليم وكيفية خروجه من نفق الطائفية لآفاق المواطنة، بعد أن انتشر واستشرى التمييز الديني في التعليم المصرى.
ويسعى مؤتمر "التعليم والمواطنة" الذي تنظمة جماعة "مصريون ضد التمييز الديني" إلى تناول علاقة التعليم بالمواطنة من خلال عدة محاور منها إبراز دور التعليم في دعم قيمة المواطنة في العصر الحديث، وواقع التعليم في مصر بين المواطنة ودعم التمييز، والإزدواجية التعليمية وآثارها على التماسك الوطن وملامح تعليم وطني عصري مستنير داعم للمواطنة بالإضافة إلى مائدة مستديرة عن كيفية الخروج من نفق الطائفية والتمييز إلى آفاق المواطنة، ورصد عملي لشهادات من عانوا من التمييز الديني في التعليم.
وإذا كانت المواطنة تعنى -من ضمن ما تعني- المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد بصرف النظر عن اختلاف الدين أو النوع أو الثقافة أو غيرها من اختلافات، سواء على مستوى النصوص والمبادئ القانونية، أو على مستوى الواقع العملي في مختلف مجالات الحياة ومنها بالطبع منظومة التعليم من مناهج دراسية ومدرسين ومدرسات...إلخ.
المفترض أن مناهج التعليم سيما في المراحل الأولى للتعليم الأساسي والتي فيها يتشكل الطفل بقيم سلبية أو إيجابية تؤثر في حياته المستقبلية، المفترض في هذه المناهج أن تشجع على نشر المواطنة بين أبناء الوطن الواحد، من خلال مناهج حيادية تقبل الآخر المغاير، لا تدعو إلى تمييز ديني بنشر نصوص تحض من دين الآخر أو تمارس إقصاءه وكأنه غير موجود عن طريق نفي حقبة تاريخية من تاريخ الأمة، أو تشوية التاريخ بحكايات مزيفة أو حشر النصوص الدينية في مناهج الدراسات الإجتماعية واللغة العربية وغيرها ومطالبة الطالب المسيحي بحفظ ما لا يتفق مع ما يعتقد به وإلا فالرسوب في الإمتحان يكون مصيره.
لا تندهش إذا رأيت احتواء مناهج التعليم على شخصيات إسلامية مثل شجرة الدر وعمر ابن عبد العزيز أو قصة الشيخان ولا تجد سيرة بعض من الأقباط مثل سينوت حنا أو البابا كيرلس الرابع الملقب بأبي الإصلاح القبطي الذي أنشأ مدارس لتعليم البنات والأولاد الأقباط والمسلمين بدون أي تمييز.
لذلك نرى أن دور المدرسة في التعليم الأساسي ولا غنى عنه في التربية وإعلاء قيم المواطنة، فالمدرسة كمؤسسة إجتماعية يجب أن تشكل وتغير في مجتمعها لا أن يفرض المجتمع قيمه السلبية عليها، أو وفقاً لمصالح القائمين على تنفيذ السياسات بها من السلطة التنفيذية.
ولا يستطيع مكابر أن ينكر التمييز الحادث ضد الطلبة غير المسلمين، سواء في التعيين في الوظائف الجامعية أو في الدرجات الأقل، ولعل مثال الدكتورة ميرا رؤوف التي رفض تعيينها في كلية طب الأطفال بجامعة المنيا رغم استحقاقها خير شاهد على التمييز الديني في التعليم، ولعلنا نحصد الآن ثمار ما بعد نظام يوليو 1952 من تدني في مستوى المعلمون وتنامي المعاهد الدينية ومجانية التعليم، كل هذا افرز لنا معلماً غير كفء مهنياً ومتزمتاً دينياً خرج إلى بلاد النفط وعاد محملاً بالريالات وأفكار الوهابية ونشر التمييز الديني واستعلاء دين عن آخر.
هذا التعليم هو الذى أخرج لنا أمراء الإرهاب من مصر وذاع صيتهم في شتى أنحاء العالم، فالتعليم المبني على الفرز والاستقصاء لا يجمع شمل الأمة بل أنه مثل قنابل موقوتة تنتظر شرارة الإنطلاق.
لذلك الحاجة باتت ملحة لمثل هذه المؤتمرات لفضح التمييز الديني المستشري في التعليم، وشن حملة لتجريد وفضح كل المشاركين في عملية التمييز الديني في التعليم، من أجل إعلاء المساواة الحقيقة بين أبناء الوطن الواحد بصرف النظر عن معتقداتهم.
نختم مقالنا بقول مأثور كان القبطي قديماً يقوله لولده "إن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الحاكم الظالم اغتياله والإستيلاء عليه هو عقلك وصنعتك". |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|