بقلم: مينا ملاك عازر
في ظل الأزمة الطاحنة التي تعانيها حكومتنا النظيفة من ضغوط استخدام المصريين للكهرباء في استخدام أجهزة التكييف مثلاً، فلم يعد هناك بيت أوعشة في "مصر" بلا جهاز تكييف، بل عدة أجهزة تكييف، وعدد من المراوح، ناهيكم عن المايكروويفات المنتشرة في كل مطبخ في "مصر"، بخلاف الفريزرات والتلاجات التي تعمل بشكل مستمر لكثرة المواد الغذائية المخزنة بها.
ولا تنسوا أجهزة التلفاز المنتشرة في كل ركن في المنزل، ولا أستطيع أن أنسى أقوى المصابيح المستخدمة في كل بيوت المصريين، وكيف لي أن أتغافل عن المكاوي التي تكوي أفخر الملابس التي يستخدمها المصريون، كما أنني أحب أن أشير لكم لأجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة التي صار كل فرد فينا يقتني من جهاز لجهازين، وإذا ضربتم بقى عدد السكان في 2 تجد أن هناك حوالي مئتي مليون جهاز كمبيوتر متعددي الأغراض..
كل هذا تسبب في أن تقع حكومتنا المسكينة قليلة الحيلة في أزمة الكهرباء، واضطرت الحكومة الرشيدة في العقل أن تقترح اقتراحات خطيرة لحل الأزمة بحيث لا تسبب لنا أي ضيق، ولا تؤثر على مستوى الرفاهية التي وصلنا لها من استخدام الأجهزة الكهربائية، فاضطرت حكومتنا العظيمة أن تضحي بنفسها أولاً كالأم يا جماعة، صدقوني كالأم حين تأخد من فمها لتعطي لأولادها لتطعمهم، فقررت حكومتنا أن تطفئ أنوار مبانيها بعد انتهاء مواعيد العمل، دعك أرجوك من أنني وحضرتك لا نفهم لماذا أصلاً كانت تضاء هذه المباني بعد انتهاء مواعيد العمل، لكن الحكومة قررت أن تقطع النور عن الموظفين غير المتواجدين في المباني، وتعيشهم في إظلام دامس فيضطر الموظفين أن يعملوا عملهم على ضوء الشموع، ويشغلوا كمبيوتراتهم على الماء، آسف أنا نسيت أنه أصلاً لا يوجد موظفين..
المهم لم تكتف الحكومة بذلك، بل قررت أن تقلل نسبة إضاءة الشوارع والطرق بنسبة تتراوح ما بين خمسين ومئة بالمائة ليلاً، لا تقلق ما هي ستتركها تضيء نهارًا حفاظًا على ضوء الشمس صباحًا بحيث لا يُستهلك، أما بالليل فعلينا أن نعتمد على نور صحاب المكان فمصر منورة بصحابها ومظلمة بحكومتها.
وآخر اقتراحات الحكومة الذكية تمثّل في أن تغلق المحلات من بعد الساعة الثامنة مساءًا، وهذا طبعًا سيصب في مصلحة شعبنا المرفه الذي لا يحتاج للعمل كما تعلمون، فهم ليس لهم أن يطلبوا أن يعملوا مدد طويلة، فالمال كثير ولا نعرف أين نصرفه حتى أنني أقترح أن نغلق أعمالنا الحكومية والحرة طوال فترة الصيف، مادمنا نريد توفير استخدام الكهرباء، وكله في سبيل أن تبقى مصانع كبار رجال الحزب النائم تعمل بكهربائنا، ولا نرفع أسعار كهرباء هذه المصانع حفاظًا على التدفق الإقتصادي، وحرصًا على الأسعار التي قد ترتفع إذا رفعنا سعر الكهرباء..
أرأيتم كيف تعيش الحكومة في أزمة لا نهون عليها أن ترفع أسعار السلع بسبب رفع أسعار الكهرباء، خاصةً وأنها لم تكن الضالعة في رفع سعر السولار والبنزين، مما تسبب سابقًا في رفع الأسعار، ولا هي التي تقف دائمًا غافلة عن رفع الأسعار بسبب وبدون سبب!.
المختصر المفيد، قبل أن يتكلم الرجل الحكيم عليه أن يفكر تمامًا فيما يقول، وفيمن يستمع إليه، وأين ومتى يتكلم. |