مؤكدة انها اظهرت التضامن الافريقي مع السودان
وصف غازي صلاح الدين، مستشار الرئيس السوداني، زيارة البشير إلى تشاد "بالانتصار المزدوج"، مؤكدا انها اظهرت التضامن الافريقي مع بلاده، لا سيما أنها الزيارة الأولى لدولة تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية.
الخرطوم: وصف السودان الجمعة توجه الرئيس عمر البشير الى تشاد في اول زيارة لدولة تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب ابادة في دارفور، بانها "انتصار".
وقال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس البشير "انها اكثر من انتصار مزدوج. ان علاقاتنا مع تشاد مهمة جدا وقلنا بوضوح في الماضي انه لا يمكننا وضع حد لمشكلة دارفور من دون تسوية مسالة علاقتنا مع تشاد (...) ان هذه الزيارة عززت المكاسب التي تحققت في هذا الشان خلال الاشهر الماضية".
واضاف صلاح الدين في تصريح للصحافيين لدى عودة الوفد السوداني من تشاد ان "هذه الزيارة اظهرت ايضا التضامن الافريقي حيال السودان. والبيان الذي نشر في ختام القمة منهجي ولا لبس فيه في دعمه للسودان. انه انتصار اخر".
وعاد الرئيس البشير مساء الجمعة (عند الساعة 17,20 ت غ) الى السودان بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام لتشاد حيث شارك في قمة مجموعة دول الساحل والصحراء (سين-صاد).
وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا اعتبارا من كانون الثاني/يناير تجسد خصوصا في اتفاق "تطبيع" علاقاتهما بعد خمس سنوات من حرب عبر حركات تمرد في كلا البلدين.
وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في اقليم دارفور (غرب السودان) المحاذي لشرق تشاد والغارق في حرب اهلية منذ سبعة اعوام.
وتشاد دولة صادقت على نظام المحكمة الجنائية الدولية لكنها لم تعتقل الرئيس السوداني على اراضيها.
على العكس، فان رؤساء دول سين-صاد ابدوا دعمهم للرئيس السوداني اثناء قمة نجامينا. وكان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة طالبا تشاد بالوفاء ب"التزاماتها"، اي توقيف البشير.
وقبل ان يغادر نجامينا، عقد البشير خلوة مع نظيره التشادي ادريس ديبي. وكان الجانبان التقيا بعيد وصول الرئيس السوداني بعد ظهر الاربعاء. وفي نجامينا، اقام البشير في فيلا الرئيس التشادي المجاورة للمطار في ظل تدابير امنية مشددة اتخذها الجانبان التشادي والسوداني.
وسجل تقارب سياسي في العلاقات بين تشاد والسودان في كانون الثاني/يناير، ترجمه اتفاق ل"تطبيع" العلاقات بعد حرب استمرت خمسة اعوام. وفي شباط/فبراير، قام ديبي بزيارة اعتبرت تاريخية للخرطوم.
مصادر فرنسية: استقبال البشير لن يضر بعلاقات باريس مع تشاد
إلى ذلك، أكدت مصادر فرنسية رسمية الجمعة أن استقبال تشاد للبشير لن يؤثر على علاقات باريس مع السلطات في إنجمينا التي توصف بالجيدة جداً. وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن العلاقات بين تشاد وفرنسا "تاريخية وهي جيدة جدا"ً ويستبعد أن تتأثر باستقبال إنجمينا للبشير الذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وإبادة" في إقليم دارفور.
وذكرت المصادر أن فرنسا طالبت دائماً بتحسين العلاقات بين السودان وتشاد واعتبرته شرطاً أساسياً لإحلال السلام في دارفور، وهي تتمسك أيضاً بالعدالة الدولية وتدعم عمل محكمة الجنايات الدولية لكن هذا لا يعني الإضرار بعلاقات باريس مع السلطات التشادية لأنها استقبلت البشير ولم تلق القبض عليه.
وبينما دعا الاتحاد الأوروبي إلى اعتقال البشير في تشاد اكتفت الخارجية الفرنسية أمس الخميس بالتذكير بالتزامات الدول الأعضاء في ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، تعليقا على استقبال تشاد للرئيس السوداني في أول زيارة إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية، حيث شارك في قمة دول تجمع الساحل والصحراء وأكدت القمة دعمها لها ورفضها لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية بحقه. |