بقلم: مجدي ملاك والخطير هنا ليس فقط في الإتهام الذي لا يمت بأي أساس من الصحة ولكن يتمثل في إهدار المجهودات التي تقوم بها تلك الجمعيات لمحاولة إغلاقها على الرغم من أنها تخدم الملايين، وهو رقم حقيقي على مدار السنوات المختلفة، وإذا كان الأمر سيقاس بهذا المنطق المغلوط، فكان بالأولى أن نتهم الأم إيمانويل التي خدمت منطقة الزبلايين وأفنت عمرها كله في خدمتهم بأنها كانت هي الأخرى تهدف للتبشير من وراء عملها الإنساني، والمشكلة الحقيقية في ذلك الإتهام هو اختلاف الثقافة بين فئتين من المجتمع، ولكى نكون أكثر صراحة بين مفهوم العمل الإجتماعي لدى بعض المسلمين ومفهوم العمل الإجتماعي لدى بعض المسيحيين، ففي حقيقة الأمر المفهوم الإسلامي للعمل الإجتماعي الإسلامي ارتكن في كثير منه إلى باعث الدين من أجل تأسيس عمل إجتماعي، أي أن تأسيس أي عمل إجتماعي من الجانب الإسلامي يكون في الأساس بدافع عمل الخير كما ذكرت الكتب المقدسة للأخوة المسلمين، ولكن ليس الأمر هكذا بالنسبة للمسيحيين فالعمل الإجتماعى في المفهوم المسيحي هو عمل إنساني قبل أن يكون عمل خيري، ويجب فيه خدمة الكل دون أدنى تفرقة أو تمييز نتيجة عامل الدين، وهكذا أيضاً العمل الإجتماعي عند الأخوة المسلمين فهو أيضاً يخدم دون تمييز في كثير من الأحيان، ولكن المنطلق الذي ينطلق منه كل جانب يختلف من حيث المضمون، ومن ثم فمحاولة هدم ذلك العمل الإجتماعي بسبب تهمة التبشير هو شيء غير مقبول خاصة مع ضخامة العمل الذي تقدمه تلك الجمعيات. لم يكن التبشير أبداً تهمة حتى نحاول إنكارها، فلا توجد دولة أوروبية أو أمريكية تمنع المسلمين من التبشير بكافة الوسائل في بلادهم، وعلى الرغم من ذلك لم نسمع عن دولة من تلك الدول منعت أحد منهم بسبب شيء يسمى التبشير. إن العدالة أمر لا يتجزأ أو لا يجب أن يتجزأ سواء كان في حياة الأشخاص او حياة الشعوب، كما أن تحقيق تلك العدالة لا يجب أن يرتبط بمدى سماحة الأفراد أو عدم سماحتهم، بل يجب أن يحكمه القانون المدني، وعلى الدولة المصرية التي تدعي أنها من محور الإعتدال أن تتخذ خطوات نحو المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الأفراد، سواء تعلق الأمر بالتبشير أو غيرها من الأمور التي يهددنا بها البعض وكأنها تهمة من تهم الخيانة العظمى للوطن وهي ليست هكذا، فالخيانة الحقيقية هي الإرهاب الفكري الذي يمكن أن يستخدم من أجل عزل فئة كبيرة عن الإنعماس في المجتمع والمشاركة في حل بعض من مشكلاته. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |