بقلم: جوريف جرجس ما لفت نظري أيضًا هو مطالبتهما -بل وإلحاههما علينا- باستعمال المنطق والعقل، وأنا أشكرهما على هذه المبادرة؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لإنقاذ مصر بمسلميها ومسيحيها؛ لأننا إذا كنا مختلفين في العقيدة وفي الاتجاه السياسي، وأيضًا في الرأي، إلا أنه يجمعنا كلنا شيئ مشترك، ألا وهو العقل الذي منحه لنا الله سبحانه وتعالى لكي نستخدمه؛ لنتعرف على الحقيقة، وبدون استخدام العقل والمنطق فلن نجد أرضية مشتركة تجمعنا نستطيع أن نبني عليها مستقبلنا المشترك، لقد طالبتم بإعمال العقل.. وها أنا سأحاول معكما بالمنطق وإعمال العقل تحليل ما كتبتم. -نص التعليق رقم 39 للأستاذ "أحمد عبد الفتاح": -نص التعليق رقم 38: وأقول له: أي أن كل إنسان سواء كان شابًا أو فتاة لم يبلغ أو لم تبلغ سن الرشد القانوني -وهو 21 سنة- أعطى القانون ولي أمرها الحق؛ بل الواجب للمحافظه عليه أو عليها، والقانون المصري يطلق على كل مَن لم يُكمل سن الرشد القانوني صفة "إنسان غير كامل الأهلية"، وليس له الحق مثلاً في القيام بأعمال تجارية أو إبرام عقود وخلافه. فما بالك بزواج بنت عمرها يتراوح بين 12 أو 20 عامًا؟؟ هل لا يتطلب هذا موافقة ولي أمرها؟؟! وهنا أطرح على كل مسلم يريد إعمال العقل متمثلاً في شخصك يا أستاذ "أحمد" الأسئلة الأتية: ـ لماذا عندما تتزوج مسيحية قاصر من مسيحي أو مسلمة قاصر من مسلم يوجب القانون موافقة ولي الأمر؟؟ وإلا أُعتبر هذا تغرير واغتصاب؟!! ولكن عندما يتعلق الأمر بزواج قاصر مسيحية بمسلم فلا يتم تطبيق هذا؟ ـ لماذا في أغلب الحالات لا يتم الزواج فقط.. بل يتم تغيير دينها فقط من المسيحية للإسلام؟! ـ لماذا يتعامل الأمن مع أسرة الفتاة أسوأ معاملة؟ وأحيانـًا يتم تهديدهم.. بل ووضعهم أحيانـًا في الحجز بعض الوقت لإرهابهم حتى لا يفكروا في محاولة استرجاع ابنتهم؟؟ كم عدد الجرائم التي تمت في مثل هذه الحالة والتي يعاقب عليها القانون؟ كل هذا مع افتراض أن الفتاة ذهبت فعلاً بموافقتها، فقط هي ناقصة الأهلية لأنها لم تكمل سن الرشد القانوني، ولكن هناك أيضًا حالات أخرى تم فيها إجبار الفتاة بالفعل على هذا. يتم استدراج الفتاة لمنزل صديقة مسلمة لها؛ كصديقتها في المدرسة أو في العمل مثلاً، وتحصل الفتاة على مشروب عادي جدًا، والذي يحتوي على "الحاجة الصفرا"؛ ثم يتم اغتصاب الفتاة وتصويرها بالفيديو والتقاط الصور لها، وبعد أن تفيق تجد نفسها عارية وتُعرض عليها الصور والفيديو؛ فتنهار الفتاة ثم تبدأالحرب النفسية. ـ "أهلك هيموتوكي", "مين هيتجوزك"؟, "شوفي الواد محمد دا صنايعي كسيب وبيحبك وهيعاملك زي الهانم"، "إنتي بس انطقي الشهادتين عشان تبقي مسلمة وبكده مايقدرش أهلك يقربوا منك"، "هو ده الطريق الوحيد عشان تنقذي نفسك". أستاذ "أحمد".. إن كل أسرة مسيحية في مصر تعلم هذا، كل أسرة مسيحية في مصرتحذر بناتها من هذه الأشياء، كل أسرة مسيحية في مصر تفكر 100 مرة قبل أن توافق على زيارة ابنتهم لصديقتها المسلمة. أخي المسلم.. دعنا نتخيل سويـًا هذه القصة: كيف مرت هذه الليلة على "زينب" و"أحمد"؟؟ "زينب" لم تكف عن البكاء والنحيب، و"أحمد" أخذ يسأل نفسه "أين ابنتي "مروة" الآن؟ وماذا تفعل؟ وماذا يُفعل بها؟". هذه الأسئلة التي كان كل من "أحمد" و"زينب" يوجهونها لأنفسهم كانت تمزق أحشائهم؟ لم يناما طوال الليل، وفي الصباح الباكر ذهبا سويـًا إلى قسم الشرطة لتحرير المحضر، في الطريق قابلهما جارهم "حسني" الذي قص عليهما كيف أنه رأى أمس "مروة" مع "مصطفى" الميكانيكي العامل بالورشة المجاورة. كاد "أحمد" يقتل "حسني" عندما سمع منه هذا الكلام، لكنه تمالك أعصابه وأكمل سيره إلى قسم الشرطة، وهناك قابلتهما الصدمة التالية، لقد عاملهم الضابط معاملة سيئة جدًا، لم يراعي مشاعرهم الحزينة لاختفاء ابنتهما وماذا يحدث لها الآن. قص "أحمد" على الضابط ما سمعه من جارهم، وهنا شاط الضابط غيظـًا وقال: "هو كل واحد تختفي بنته يتهم الواد الغلبان "مصطفى"؟!" لقد هدد الضابط "أحمد" بأنه سيضعه في الحجز إذا قال هذا الكلام الفارغ. فقال "أحمد" للضابط: طيب يا باشا.. ده الواد "مصطفى" مافتحش الورشه النهارده زي كل يوم، هاتوه واسألوه، فأجابه الضابط قائلاً: هو انت هتعلمنا شغلنا يا ......، يا عسكري.. خد الراجل ده على الحجز، "زينب" و"أحمد" لا يصدقان أنفسهما، ده إحنا المعتدى علينا!! إحنا اللي بنتنا القاصر مش عارفينها فين!! "أحمد" لا يستطيع النطق، لقد شعر أن شيئـًا ما يقف في حلقه يمنعه من الكلام، وبعد بضعة ساعات في الحجز أحضر ضابط المباحث "أحمد" و"زينب" وقال لهما: أنا عندي خبر كويس ليكم.. إحنا لاقينا بنتكم "مروة".. "زينب" كادت أن تطير من الفرح، و"أحمد" سقط من حلقه الحجر الذى كان عالقا به وبدأ يتكلم، لقد نسى الإثنان الظلم الذي عاشاه في القسم في الساعات السايقة. "زينب": هي فين يا بيه؟؟ فين بنتي.. أشوفها.. أخدها في حضني.. دي 15 سنة.. مابيتتش يوم بعيد عني.. هي فين؟؟ هاتهالي يا بيه أبوس إيدك. هذه كانت آخر صرخة خرجت من فم "أحمد".. ضابط المباحث نادى الملازم "محمد" وقال له: إعملهم محضر عدم تعدي على بنتهم. وروّحهم! هذا ليس من وحي الخيال يا أستاذ "أحمد"، فقط الأسماء هي التي تختلف بدل "مروة" هناك "ماريان" و"كريستين" اللتان ذكرهما التعليق رقم 38، "ماريان" و"كريستين" كان عُمرهما 15و 17 سنة، ودلوقت "ابتسام" وكل القاصرات اللي بنتكلم عنهم دارت قصتهم بشكل مشابه. هنا أسأل كل مسلم وكل مسلمة.. هل عندكم عقل يمكنه أن يشرح لي ليه بنت قاصر ناقصة الاهلية يحصل معاها ومع اهلها هذا الكلام؟؟ هل هناك رد منطقي؟ أنا متأكد أن بعد كل هذا سيُكتب أيضًا تعليقـًا ويقول: ما هي راحت بمزاجها، وده بقى عامل زي اللي قالوا له ده عجل فقال لهم طيب ومالوا.. احلبوه! هل لي ان أتطلع إلى تعليق منطقي عقلاني من إنسان مسلم؟ |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١٠ تعليق |