بقلم : ممدوح حليم
اعتدنا أن يكون صاحب الفكر الفلسفي العميق قليل الاهتمام بالروحيات، وأن تكون القامات الروحية العالية غير ميالة إلى الفكر والفلسفة.
لكن الأب متى المسكين مثال نادر لكسر هذه القاعدة، إذ جمع بين عمق الفلسفة والروحانية الباهرة.
حين كان يكتب أو يتكلم تجد كلامه منطلقا من قاعدة فكرية عميقة، محمولا على جناحي طائر الفلسفة، سابحا في عالم النور والروحيات.
لقد تحاور مع كبار المفكرين وأساتذة الفلسفة، مثل جابر عصفور ونصر حامد أبو زيد، وحاز إعجابهم ونال تقديرهم.
كان رائدا تجديديا، ليس على مستوى الحياة الرهبانية وحسب، بل في مجال الفكر واللاهوت بنفس القدر وعلى نفس المستوى .
دخل أعماق الروحيات، وفي حديث له نشره ديره في كتاب " أحاديث الأب متى المسكين" ذكر لمحاوره أنه اختبر حالات دهش روحي ونظر رؤى، وبعض هذه الرؤى امتد إلى 4 ساعات متواصلة، في هذا الحوار أيضا ذكر أنه مرتين اختبر الاستعلان الشخصي للمسيح وجها لوجه، وقد صاحب هذا الاستعلان راحة باطنية لا مثيل لها. هذا هو المسيح، وذاك هو الأب متى المسكين. |