كتب : ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
إن رؤية الأجانب لـ"مصر" تختلف عن رؤية كثير من المصريين لها. فبينما نرى نحن السلبيات- ولا يرى البعض منا سواها- نرى فى فى عيون الأجانب نظرات الإحترام والتقدير؛ فهم يتحدثون عن جمال وحضارة "مصر" القديمة، ويقطعون آلاف الأميال لرؤية آثارها، وحضارتها.
"أنا أعشق الحضارة المصرية القديمة، وخاصةً الأهرامات، فهى ليست احدى عجائب الدنيا السبع فقط، بل هى مزيج من السحر، والغموض، والدهشة..وأنت ترى هذا البناء الضخم الفريد من نوعه، وتتساءل: ماهو سر هذا البناء؟ وسر بقائه آلاف السنين"؟!!...هكذا أعربت "هانة"- فتاة ألمانية فى الثلاثينات من عمرها- عن عشقها لـ"مصر" إلى الدرجة التى تجعلها تأتى إليها كل عام، وتقضى يومًا كاملاً فى منطقة الإهرامات، وتستمتع جدًا بركوب الخيل والجمال، وهى تسير بها حول المعالم الأثرية، إلا أنها ترى أن فضلات تلك الحيوانات تشوّه عظمة المكان.
وأشارت "هانة" إلى أن ما يجعلها تعود للخلف آلاف السنين، هى زيارتها للقرية الفرعونية. موضحةً إنه، وأثناء تجوالها بالقارب مخترقًا تلك القرية، تجد العديد من الشواهد التى تدل على عظمة الفراعنة، مما يجعلها تنفصل تمامًا عن الواقع، وتعيش فى الماضى كأحدى ملكات "مصر" القديمة.
سحر رياضة الغوص
ويعشق "بوتينيف"- شاب روسى فى العشرينات من عمره- الرياضات البحرية عامةً، ورياضة الغوص خاصةً، وقال: إنه يأتى إلى "الغردقة" أو "شرم الشيخ" كل عام؛ لمزاولة تلك الرياضة المحببة إليه جدًا، حيث الشعاب المرجانية، والأسماك الملونة. كما أنه يحب المصريين جدًا لشهامتهم وله منهم أصدقاء كثيرين.
طيبة قلب الشعب المصري
وذكر "بوتينيف" حادثة غطس تعرّض لها منذ عدة سنوات كادت أن تقضى على حياته، حيث استهوته مناظر الشعاب المرجانية تحت سطح البحر؛ فدخل أحد الكهوف، ولم يستطع الخروج منها، مشيرًا إلى أنه كان معه فى نفس الوقت معه غطاس مصرى قلق جدًا لتأخره بالداخل، فقرر الدخول خلفه، وبالفعل استطاع الوصول إليه، وإخراجه عبر متاهات تلك الشعاب المرجانية التى يعرفها جيدًا لكثرة دخوله بها، مؤكدًا على أن الشعب المصري شعب طيب القلب، وأن ما يحدث من عمليات إرهابية فى "مصر"، يحدث بسبب جهات إرهابية متطرفة تنشر سمومها فى جميع دول العالم وليس فى "مصر" فقط، وإنه سيظل يأتى إلى "مصر" مهما حدث؛ لأنه يحبها ويحب شعبها.
حضارة وجمال يفوق كل وصف
"كنت أتخيل أن "مصر" عبارة عن صحراء وجمال، وأن شعبها لا يعرف شيئًا عن الحضارة أو المدنية"..هذا ما كانت تتصورة "ماريز"، تلك الشابة الفرنسية التى لا يتعدى عمرها العشرين عامًا- عن مصر وأهلها.
وقالت "ماريز": إن هذه النظرة تغيرت بعد أن أتت مع أسرتها منذ عدة أعوام لزيارة "مصر"، حيث وجدت بها حضارةً وجمالاً يفوق كل وصف، خاصةً فى منطقة "الأقصر"، و"أسوان"، فهى تفضل زيارة تلك المدن كل عام فى فصل الشتاء القارس؛ لتستمتع بشمس تلك المنطقة الدافئة الساطعة فوق حضارتها الخالدة، وتحس بالإجلال والتقدير وهى تسير وسط تلك الآثار المنتشرة فى كل مكان، والباقية إلى الآن منذ سبعة آلاف عام.
وأشارت "ماريز" إلى جمال معبد الأقصر، وطريق الكباش، ومعبد الكرنك، وعرض الصوت والضوء، الذى ينقل الشخص إلى عالم ساحر، ويروى قصة بناء الأثر، وإلى روعة مقابر الملوك المنحوتة بالصخر، مؤكدةً أن الحديث عن الحضارة المصرية يطول، وأن الحضور إلى "الغردقة"، و"شرم الشيخ" له متعة خاصة، وإنها تعشق السباحة، ومشاهدة الأسماك الملونة، والشعاب المرجانية الفائقة الجمال، عبر نظارة البحر. وأن العالم يجب أن يعي أن "مصر" جميلة، سواء تحت المياه بشعابها المرجانية، أو فوق الأرض بآثارها الخالدة.
مدينة الإسكندرية لها متعة خاصة
أما الفتاة الروسية "خريجنسكى"، والتى تبلغ من العمر (25) عامًا، فقالت: إنها تحب "مصر" رغم السلبيات التى تواجها فيها، حيث تتذكر باسف بعض المحاولات التى قام بها شباب يعمل فى مجال السياحة للتحرش بها أوالتلامس معها إلى درجة الطلب الصريح بإقامة علاقات معها، مشيرةً إلى أنها عندما روت هذا لإحدى صديقاتها المصريات، علّلت هذا بأنه نتيجة للجمال الصارخ، وأسلوب الملابس، والسلوكيات المتحررة التى تقوم بها الأجنبيات عمومًا. مؤكدةً أنه بخلاف تلك النقطة السلبية، فقد استمتعت كثيرًا فى العام الماضى بدعوة صديقتها لها للحضور إلى "مصر"، وقضاء أسبوع كامل فى استضافتها بمدينة "الإسكندرية"، والتى لها متعة خاصة على حد تعبيرها.
"الإسكندرية" وبرامج السياحة المصرية
وتعجبت "خريجنسكى" من عدم وجود "الإسكندرية" فى برامج السياحة المصرية، وطالبت شركات السياحة أن تضعها فى برنامجها لما بها من آثار رائعة، مثل "قلعة قايتباى"، والمسرح الرومانى، وعمود السوارى، وأضافت: إنها قامت بزيارة متحف المجوهرات الملكية، وتجولت به، وشاهدت تلك التحف المُرصّعة بالأحجار الكريمة التى أبهرتها للغاية، كما قامت أيضًا بصحبة صديقاتها بزيارة مكتبة الإسكندرية الجديدة، والتى على حد علمها تم بناءها إحياءً لمكتبة الإسكندرية القديمة، والتى تُعد أول وأعرق مكتبة فى التاريخ.
عشق الآثار القبطية وزيارة الأديرة
وتستهوى قدسية الأماكن الدينية "نيكولى"، ذلك الرجل الإيطالى الذى يعشق زيارة الآثار القبطية، والأديرة المختلفة بـ"مصر".
دير سانت كاترين
وقال "نيكولي": إنه سعد جدًا بزيارة دير سانت كاترين الذى يُعد من أقدم الأديرة فى العالم، والذى يحوى رفات القديسة "كاترين"، كما يحوى العديد من الجداريات، والأيقونات رائعة الجمال، وبئر "موسى"، وشجرة "موسى".
دير الأنبا "بولا"
وأوصح "نيكولى" إنه ذهب أيضًا إلى دير الأنبا "بولا"، وقام بزيارة الكنائس الأثرية به، وشرب من البئر المقدس بدير الأنبا "انطونيوس" حيث كان مذاق المياه حلو للغاية، على الرغم من أنه علم من أحد الرهبان أن البئر ينبع من الصحراء منذ عهد الأنبا "أنطونيوس" أب الرهبان.
أديرة وادى النطرون
وأشار "نيكولى" إلى أنه قام فى السنة الماضية بزيارة أديرة وادى النطرون بصحبة أحد أقاربه، والمقيم فى "مصر" لطبيعة عمله، وإنه استمتع جدًا بمشاهدة باب النبوات والرموز الذى يحتوى عليها، والذى يدل على مراحل متعاقبة من التاريخ الكنسى.
وأكد "نيكولى" انبهاره بشجرة مار "أفرام" السريانى، التى كانت فى الأصل عصا جافة حولتها الطاعة إلى شجرة مورقة تعيش منذ قرون طويلة.
وختم "نيكولى" حديثه قائلاً: إن "مصر" بها من الآثار القبطية والمزارات الدينية الكثير، ولكن لا أعلم لماذا لا تهتم بها "مصر"، ولا تهتم بتنشيط السياحة إليها. |