بقلم: ميخائيل حليم ويرى البعض أن سوء الحالة الإقتصادية هى سبب انتشار الفساد؛ لأن الأجور لا تكفى احتياجات المعيشة، فيلجأ كل موظف فى مجال عمله إلى الحصول على المال بشكل أو بآخر لسد متطلباته. ويرى البعض الآخر، أن الحالة السياسية هى الموجِّه الرئيسى؛ لأن النظام الديمقراطى الحقيقى، يضفى مناخًا سياسيًا ناضجًا ومستقرًا، مما يسمح بوضع استراتيجيات بعيدة الأجل فى جميع القطاعات، والعمل على تحقيقها، مع مقدرته على احتواء المشاكل الطائفية، أو مشكلة الزيادة السكانية، أو قلة الموارد، مما يؤدى إلى النهوض بالإقتصاد القومى، ورفع مستوى متوسط دخل الفرد ليحيا حياة كريمة؛ فينتج فى عمله، ويكتفى براتبه، دون اللجوء لطرق بديلة غير مشروعة. عدم انتماء، وانحلال أخلاقى، وتدين شكلى وظاهري ولا يمكن أن يكون هذا النوع من الفساد ناجم عن احتياج لزيادة الدخل لسد متطلبات المعيشة، ولكن الهدف هو تكوين ثروة كبيرة قد تصل إلى المليارات فى أقل وقت ممكن- حتى لو كان الثمن هو صحة المواطن أو نقص دخله- وقد تحول الإنتماء للوطن، والدفاع عن مصالحه إلى مجرد بعض الكلمات، والأغانى الوطنية، والشعارات الصادرة عن تحريك الشفاة، وليس لها ترجمة حقيقية فعّالة فى حياتنا. والأغرب من هذا، أنه بالرغم من موجة الإنحلال الأخلاقى، والإنهيار القيمى التى تنتشر فى المجتع فى هذه الأيام، وتزداد بشكل مستمر، إلا أنه يقابلها حالة من التدين الشكلى الظاهرى التى تنحصر فى شكل الملبس، وأداء الفروض، والآراء المتشددة، وفى الباطن استحلال لأى شىء، ولا مانع من استخدام الدين كوسيلة للتربح، وهذا خلاف حالة الخوف واليأس التى ترواغ كل من حاول أو فكّر فى خطوات جادة للتغير والإصلاح. أنانية، وعدم شعور بالأمان، وضمير مُغيَّب إذًا فماذا يحدث لو لم تخرج هذه الأموال خارج "مصر"؟ ألم تسهم فى إنشاء مشروعات وإستثمارات كبيرة تدفع بعجلة التنمية لتأتى بعائد يعم على الشعب كله، وتعمل على توفير فرص العمل للشباب، والتى تمثّل أكبر مشكلة فى الوقت الحالي.
ماذا سوف يحدث لو استثمرنا مواردنا بالشكل الأمثل، وتم إدارة كل القطاعات بشكل جيد، وعمل خطط بعيدة المدى، وحكّمنا ضمائرنا فى كل سلوك، وفى كل عمل، وتنازلنا عن أنانيتنا وبإرادة حقيقية خالية من الزيف والرياء؟ |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |