بقلم : وجيه رؤوف
كنا زمان نسمع عن الحاجه الصفراء وكنا نتندر بها
فمثلا كانت تأتى مثالا للتواطؤ وإيجاد المبررات لإفتعال الخطايا والذنوب وكانت تكثر الكوميديا والكاريكاتيرات التى تتندر بهذا كقول إحدى الساقطات : شربونى حاجه صفرا وبعد كده مادريتش بنفسى !!
و لااعرف تحديدا لماذا تم إختيار اللون الأصفر تحديدا لهذا لإعطاء المبرر لإرتكاب الخطايا بعد شرب الحاجه الصفرا ,
وربما يكون إختيار اللون الأصفر هنا لأن المشروبات ذات اللون الأصفر تحمل مذاقا خاصا كعصير البرتقال وعصير اليوسفى وبالطبع عصير المانجو الذى لايقاوم وإمكانيه سهوله خلط هذا المشروب بأى نوع من المخدرات التى من الممكن أن تفقد الإتزان سواء بالحقيقه أو بالخداع ,
وظهرت بعد ذلك مسمى جديد يلتحف باللون الأصفر أيضا وهى الصحافه الصفراء وهى تلك النوع من الصحافه التى تنشر الأخبار الكاذبه وسط قليل من الأخبار الحقيقيه ولا مانع من إدراج بعض الفضائح من هنا ومن هناك ونشر بعض الصور الفاضحه المبتذله وذلك بقصد جذب أكبر عدد من المشترين وخصوصا تلك الطبقه من المراهقين اللذين لايهمهم من الجريده سوى تلك الصور الفاضحه لإشباع مابهم من نهم عاطفى فى دولنا الشرقيه المحافظه ,
ولامانع بالطبع من مغازله البعض ممن يروجون للفتن والطائفيه عن طريق نشر بعض الفضائح المختلقه من هنا ومن هناك سواء بالكذب أو الصدق وذلك لمغازله افكار البعض ممن يحبون النميمه واغتياب الاخرين تحت ظلال النخيل فى العصريه ,
وبالطبع تجد هذه الأنواع من الأخبار جمهورا عريضا من الناس الفاضيه وخصوصا بعد إنتشار نسبه البطاله وبقى عدد الغير ممتهنين لمهنه مثل العدد فى الليمون ,
وبالطبع لا تتحرى تلك الانواع من الصحافه الصفراء أى نوع من انواع تحرى مصداقيه الحدث فكل مايهمها هو جيب الشارى بغض النظر عن الفائده المرجوه من نشر تلك الأخبار من عدمها ,
ولا يهم هذا النوع من الصحافه أيضا وقع الضرر على البعض ممن قد يتهموا جزافا بتهم باطله هم بريئين منها فكل مايهم هؤلاء هو كم المال الذ ى سيجنونه بعد فبركه تلك الإخبار ,
والغريب أن المشترين لتلك الصحف الصفراء يشترون تلك الصحف وهم يعلمون أن معظم أخبارها كاذبه ولكنهم يشترونها رغم علمهم بذلك للتسلى ولإشفاء عواطفهم الغير مشبعه والباحثه دائما عن عالم الأثاره والمتعه وكأن هؤلاء ايضا شاربين حاجه صفراء ويودون العيش فى عالم الاوعى الذى يبعدهم عن عالم الحقيقه المخجله لما نعيشه وسط عده مشاكل إجتماعيه وعاطفيه وإقتصاديه ,
وبالطبع لا تفرض السلطات اى حجر على ذلك النوع من الصحافه طالما تؤدى دورها كاملا فى إلهاء الخلق وتغييبهم بالأخبار وخصوصا بعد أزمه الحشيش وصعوبه الحصول عليه ,
وأهه حاجه صفرا او صحافه صفرا او حته حشيش صفرا او خضرا كلها مغيبات فى مغيبات ويبقى القصد الأول وهو الإلهاء وهو الأمل النهائى لشعوب جاهله إذا أستيقظت من سباتها سيكون أثر ذلك أكثر خطرا من تغييبها , إذا فلتبقى هذه النوعيه من البشر فى سباتها لأن إستيقاظها فيه خطر على المجتمع اكثر من غيبوبتها ,
ونأتى إلى عالم المواقع الإعلاميه على الشبكه العنكبوتيه ولنتكلم عن المواقع الصفراء ,وعلى فكره فإن اللون الأصفر هو اللون الذى يعنى
الأنانيه ومحبه النفس ,
وحينما تأتى إلى الذهن كلمه مواقع صفراء تقفز إلى الذهن المواقع الجنسيه بإباحيتها وتقديمها للمواد الهابطه والتى تهدف إلى نشر الإباحيه الجنسيه والفوضى فى المجتمع ,
وبالطبع هذا النوع من المواقع هو أصفر اللون أيضا ولكننى هنا أريد أن أتكلم عن بعض المواقع الغير جنسيه إطلاقا والتى تعتبر نوع من أنواع الأعلام الأصفر ,
تلك المواقع التى تتبنى إتجاها واحدا لا تحيد عنه رغم إدعائها انها مع حقوق الأنسان ومع حريه التعبير ومع حريه الفكر
ولكنك تفاجا بأن هذه المواقع تتبنى إتجاها واحدا فكريا و عقائديا وعدائيا فى نفس الوقت !!
كيف ذلك ؟؟
تفاجأ بأن تلك المواقع تفرض شكلا فكريا معينا لاتحيد عنه وتدافع عن أناسا بعينهم دفاعا ضروسا وتكن العداء لبعض الشخصيات أيضا بعداوه وكراهيه لا تلين ولا تهدأ بل إنها تفتح صفحاتها للهجوم على هؤلاء الأشخاص بطريقه مستفزه وبصوره تتعارض مع ماتبديه من محاولاتها لنشر فكر تقبل الرأى والرأى الآخر حتى تكتشف ان تلك المواقع تروج لفكر أصولى بحت ,
ولكى اوصل فكرتى لكم فإن كاتبا ما ولندعوه الكاتب سين يراسل الموقع الأصفر الفلانى متحدثا عن الفتن الطائفيه ومخاطبا أجهزه الدوله بكل عنف والموقع ينشر له هذا ولكن الكاتب سين يجد يوما شيئا جيدا عن الدوله فيرسله للنشر ولكن هنا الموقع لا ينشر , لأنه ينشر فى إتجاه واحد فقط ,أو يكون هذا الموقع يضمر عدائا للشخصيه صاد ويأتى الكاتب سين لينشر مقالا يحيى فيه الشخصيه صاد على إنجازاتها ولكن هنا الموقع لا ينشر هذا لأنه يحمل كراهيه وعداء معينا للشخصيه صاد ,
هنا لا نستطيع أن نقول عن ذلك الموقع أنه موقع ليبرالى وذلك لأن ذلك الموقع يتبنى إتجاها واحدا وفكرا واحدا لا يحيد عنه وهنا هو أقرب إلى الفكر السلفى منه إلى الفكر الليبرالى ,
للأسف خدعنا فى بعض المواقع فإننا ككتاب لايهمنا شىء سوى امر مصرنا المحبوبه وعزتها وكرامتها ولا نكتب لإزكاء نار الفتن ولكننا نكتب لكشف مواقع الخلل فى المجتمع ونكتب لنكشف أسباب الفتن محاوله لحلها وليس محاوله لتزكيتها أو إشعالها ,
نحن نكتب لكى يعود السلام إلى مصر ولكى تعود المحبه إليها ولا نكتب لكى نشوه صوره مصر ,
إن مصرنا وإستقرارها هو أملنا وحلمنا ونحن نكتب لكى نحل مشاكلها وليس لإزكاء نار الفتنه بها ,
للاسف خدع الكثيرون منا حينما صدقنا ان تلك المواقع تبغى نفعنا وتدافع عن حريه الرأى ,
ولكننا نكتب وسنظل نكتب إلى ان يصبح هم تلك المواقع هو همنا وهو حلمنا وهى مصر وأمنها وإستقرارها وهو الخيار الذى لن نحيد عنه أبدا ,
وبالطبع هذا المقال سوف ينشر على بعض المواقع دون غيرها وأنا اعلم بذلك وراضيا به , |