CET 00:00:00 - 13/07/2010

مساحة رأي

 بقلم: نشأت عدلي
دائمًا العيون الثابتة لا تعرف القلق؛ حيث أن هدفها واضح  أمامها..وهى دائمة النظر إليه. أما العيون الحائرة فهى فى قلق دائم..ليس لها ما تُثبّت نظرها عليه

والذى دفعني لكتابة هذا المقال، هو الإصحاح الــ(14) من إنجيل متى،  حيث يقول الإنجيل: إن يسوع بعدما أشبع الخمسة آلاف ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة، ويسبقوه إلى العبر..فأطاع التلاميذ، ودخلوا السفينة وأبحروا بها، تاركين يسوع فى الجبل يصرف الجموع ويصلى..

وتعذبت السفينة من الأمواج والرياح المضادة. وفى الهزيع الرابع رأوا يسوع ماشيًا على المياه فظنوه خيالاً فخافوا..فطمأنهم إنه هو..فطلب منه "بطرس" أن يأتى إليه فسمح له..فسار "بطرس" على الماء، ولكنه أحس بالرياح الشديدة فخاف وابتدأ يغرق!!...

عجيبة!! فقد أحس بالرياح، ورأى شدتها ومدى فاعليتها منذ الإبحار، لدرجة أن المركب أصبحت مُعذّبة فى المياه..ومعنى أنها معذّبة أى أنها وصلت لدرجة إنها أصبحت تمتلئ بالمياه، وعلى وشك الغرق. ومع ذلك عندما ناداه يسوع..وثبّتْ نظره إليه..نسي كل هذه الرياح، ونزل إلى المياه ليلاقى يسوع..فعندما أمره يسوع بالنزول إلى المياه لم يكن يسمع سوى صوت يسوع..أو حلاوة صوت يسوع قد أنسته صوت الرياح وإزعاجها؛ فنزل إلى المياه وهو ناظر إليه..ثـبّتَ نظره ليسوع فمشى فوق المياه، ناسيًا كل شئ.

 ولكن مع شدة الرياح، طار منه شاله الذى على رأسه فغطى عينيه؛ فلم يعد ينظر شيئًا. وبدأت الأذن فى سماع صوت الرياح من جديد، واهتز جسده من شدتها. ومن خوفه حاول أن ينزع الشال من عينيه حتى ينظر يسوع ثانية..ولكنه وهو يحاول أن يزيل الشال من عينيه، صرخت الرياح مرة ثانية، وبقوة فى أذنيه، وهو لا يرى شيئًا ولا يسمع إلا صوت الريح.

 وعند إهتزاز جسده، إختل توازنه، وكاد أن يقع..فتذكر أنه فوق الماء..ونظر إلى قدميه..فاهتزت ثقته بنفسه؛ فبدأ فورًا فى الغرق..

عندما كان نظره مثبتًا على يسوع، نسيَ أنه يمشى على الماء، وسار مسافة ليست بالقصيرة..فشعر أنه يمشى على أرض صلبة إلى حين.. وعندما اختفى يسوع لبرهة عن عينيه، تذكّر أنه يمشى على الماء..بل نسىَّ إنه لن يغرق؛ لأنه يعرف العوم جيدًا كصياد قديم. ولكن اللحظة أنسته كل شئ، وصرخ ليسوع  لينجيه، ففي الحال مد يدة يسوع وأنقذه..

دائما ننظر للغد وننتظرة بعيدًا عن الله، فيأتي وليس به شئ جديد. وربما يكون محملًا بأشياء لا نتوقعها، ولم نكن نفكر فيها.

عندما تكون أنظارنا مثبتة جيدًا على الرب؛ تشبع العين والقلب منه، ونكون دائمًا آمنين..لا نحمل همّ الغد لإننا لا نملكه..نسير على المياه فنجدها أصلب من الأرض..المهم أن تكون لنا عيون ثابتة عليه..لا ترى غيره..وليست عيون لا تبصر إلا التى تريدها.. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٥ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

نشأت عدلي

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

عندما تعودي

أمنيات مشروعة

الأجهزة الصامتة

غفلة عـين

الليل يصلي

جديد الموقع