بقلم: د.صبري فوزي جوهرة
الصلف او "العجرفة" هو عيب اخلاقى مركب يجمع و يشمل اكثر من نقيصة. يعرف المعجم العربى الاساسى الصلف بانه "ادعاء (شخص) ما فوق قدره عجبا و تكبرا وهو سلوك لا ينتج عنه خير." تعرضت خلال عملى المهنى فى قصر العينى و فى المملكة المتحدة و الولايات المتحدة لاعداد كبيرة من طلبة الطب والاطباء حديثى التخرج الذين ما زالوا فى المراحل الاولى للتعرف على علوم الجراحة و ممارستها. وهم يمثلون فى غالبيتهم صفوة شباب مجتمعاتهم طموحا و ذكاء و رغبة فى العلم و مقدرة على العمل الشاق و الدراسة المستديمة التى لا تنقطع. فكان من المحتم ان يظهر بينهم كذلك عددا قليلا من الكسالى ا و من هم اقل ذكاء من اندادهم ا و من المصابين بداء الصلف.
لا اتوانى مطلقا عن دفع الكسالى الى المزيد من بذل الجهد و العمل, و اتعامل مع قليلى الذكاء بقدر اكبر من الصبر و الوقت و المتابعة. اما الصلفون منهم فان لى معهم سبيل آخر. تجىء استجابتى لجنوحهم لحظية و شديدة و قوية و علنية, عملا بالقاعدة القائلة بان الحديد لا يفله الا الحديد. الاستجابة الفعالة الوحيدة لتخيل العجراف بانه افضل من الاخرين هى ايضاح و اظهار خطأه المبين وافاقته , بصدمة, من هلوسات التعالى الى ارض واقعه الذى كثيرا جدا ما يكون اكثر تواضعا مما يعتقد بمراحل. ثم يتلو هذا الاختزال اللحظى امر بالذهاب الى مكتبى "لجلسة خاصة " يعى فيها الشخص المذنب ان الصلف انما هو نقص اخلاقى ضار و خطير و مركب, يجمع بين الكذب و قصر النظر و القسوة و الجهل. يخلق العداء و يضاعف الاعداء, و يمهد السبيل الى "تعدد السكاكين" عندما يقع العجل, وهو امر يتبع لا محالة. و يكون الوقوع هادرا والسقوط عظيما.
الصلف انسان كاذب خداع لنفسه و للآخرين. يخفى و يتناسى مواطن ضعفه العديدة التى هى فى واقع الامرالسبب الاول لمحاولتة "نفخ الذات" و اضفاء صفات كثيرا ما تكون بعيدة تماما عن حقيقته البائسة. هو عنيد جهول لا يرى و لا يعى الصفات الحسنه فيمن حوله و التى كثيرا ما تكون منتفية عنه تماما. وهو قاسى القلب غليظ العقل لا يعباء بمقدار الالم الذى يكيله للغير عندما يدعى دون وجه حق انه اعلى منهم قامة و قدرا. الصلف قصير النظر لانه يخلق لذاته عدو فى كل خطوة يخطوها و لا يعبأ او يعمل لان يكون له صديق فى اى موقع, فهو سيد جميع المواقف. يفشل الصلف على المدى القصير او الطويل فى كل محاولة لانجاز حقيقى حيث يحجم الجميع و يتباعدون عن التعاون معه فيما يرمى اليه من عمل. و لعل منهم من يعمل على احباط جهوده و اجهاضها. الصلف هو نوع من صنوف العدوان و الطغيان. وكلنا نعلم ان السبيل الوحيد الى هزيمة الطغيان و اخماده هو التصدى له بقوة و اصرار و وضوح. ابن الغسالة الذى لا يستجيب الا للقب "باشا" (و ما ادراه ما هو الباشا الحقيقى) و الذى يوسع ابناء بلده ضربا حتى الموت او ذاك الذى يعتدى على النساء كما فعل احدهم بالمتنصرة نجلاء الامام حديثا, يجب ان نقف له بحزم و عزيمة و الا نكف عن المطالبه بعقابه, مع من تغاضى عن جزائه على جريمته, الى ان يلقى كل "باشا" من دول ما يستحق من عقاب رادع. كذلك الحاجة سعاد صالح و من شابهها من المتغطرسين المدعين بافضلية عقيدتهم على عقائد الاخرين بالرغم مما فيها من قروح و بثور و كسور, بالاضافة الى جهلها المطبق بمعتقدات الغير.
فلا يعقل ان تعليم الحاجة الواهن و ثقافتها المغلقة الهزيلة قد عرضاها لمعرفة كافة الديانات العديدة التى يتبعها الخمسة بلايين الاخرى من البشر غير المعترفين باسلامها. من الواجب على ذوى الضمائر الشريفة ان يتصدوا لها و لامثالها و نعيدهم الى واقع الامور فى هذا العصر وهى ان العنصرية هى جريمة نكراء فى نظر العالم المتحضر, كما ان التعدى على الحرية الشخصية فى اختيار العقيدة و التعبير السلمى عن الافكار و الاراء غير المحرضة على القسر و العدوان و القتل هو شريعة انسان هذا العصر, اما ما عداها فلا يصلح الا لأن يهمل و يترك. و ان التلون كالحرباء اتباعا لتقية او تجنبا للوم على قول او "تصريح" عنصرى جاهل ووضيع (بقت مهمة لدرجة اصدار تصريحات تريد فرض سمومها على اقدم بلد فى العالم) لا يجلب علىها اوعلى معتقداتها المعلنة او المستترة, ا و التى تظن انها ما زالت مستتره, اية مصداقية او احترام. و لعلنا بتذكيرنا لها بهذا " نكسب فيها ثواب" قبل ان تجبرنا هى على الاسلام و تكسبه بطريقتها!
يا "باشاوات" و يا حاجة سعاد عودوا الى وعيكم و احذروا يوما محتما سيسقط فيه المتعجرفون. و بصرف النظر عن السكاكين العديدة التى ستعمل فى رقابكم الملظلظة, لن يشعر العالم المتحضر باية حسرة لذهابكم او يستشعر ادنى فقدان او خسارة لزوالكم. و لا عجب. فحسب تعريف القاموس المبين اعلاه, لا ينتج عن الصلف خير. و بالتالى فلا شك ان فى ازاحة الصلفين خيرالبشر.
|