بقلم : ماري عبده
خلق الله ادم و حواء على جانب كبير من المعرفة و كان يعلمهم و يتعامل معهم مباشرا ..ولكن الانسان قبل لنفسة ان يتلقي المعرفة بعيدا عن الله فظهرت جهالتة و اخذ أول درس لة من الحية و أكل من شجرة معرفة الخير و الشر و فقد مكانتة و صار جاهلا ... يولد الطفل و فى قلبة و روحة فكرة واسعة عن الله لان أرواحنا جميعا كانت بجوارة ثم وضعنا فى تراب لنمضي رحلة قصيرة ثم نعود الية مرة اخري
يستلم المجتمع الطفل و يقدم لة افكار و تعاليم عن الله خاطئة و هكذا تتبدل فكرة الطفل عن الله و عن الرحمة و الطهارة بمصطلحات عرفية عن الخير و الشر كما يراها الناس ...و بذلك يأكل الطفل من شجرة معرفة الخير و الشر كما أكل منها ادم و حواء و يصير مثلهما جاهلا
على مر الزمان استمر الانسان فى سعية الى المعرفة بعيدا عن الله فزاد جهلا على جهل و اهتم بالطقوس الدينية و أهمل اساس الأيمان و هو القلب الذى يعرف المحبة و الرحمة و ذهب بعيدا و شغل نفسة بقشور دينية تلهية عن اساس المعرفة و الايمان لذلك عاتب الله اليهود لانهم اهتموا بالشكل الخارجى للايمان و اغفلوا القلب و الروح (ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل .ويل ....لانكم تنقون خارج الكاس و الصحفة و هما من داخل مملوان اختطافا و دعارة ... نق اولا داخل الكاس و الصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا .ويل لكم ...لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة و هي من داخل مملوءة عظام اموات و كل نجاسة.هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا و لكنكم من داخل مشحونون رياء و اثما ..... ) متى 23
منذ عدة ايام طالعتنا الصحف بجريمة لا تقل بشاعة عن جريمة مقتل ايرينى التى قتلها زوجها ليصبح أرمل ليتكمن من الزواج مرة اخري لكن هذة الجريمة مرت مرور النسيم العليل برغم انها جريمة بشعة و كان السبب المباشر لها هو الطلاق و ما يترتب علية
تبداء الأحداث المأساوية بسيدة تدعى سهام تزوجت محام منذ عشر سنوات ، وقبل أن تستقر بهما الحياة الزوجية طلقها وهى حامل في شهرها الثاني
الطلاق جاء بعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج ، لتجد الأم نفسها وحيدة فى مواجهة الحياة القاسية ، إلا من إعانة شقيقها الذى يعمل فى منصب مهم بإحدى الوزارات
وتقص الصحف إن تسع سنوات مرت عليها وهى تبحث عن عمل من محافظة إلى أخرى ، وسط ظروف اجتماعية بالغة الصعوبة ، لا يساعدها سوى إعانة الخمسمئة جنيه التي يقدمها لها شقيقها ولا تكفى قوت أيام بعد سداد إيجار السكن منها
وبعد أن أخرجت ابنها من التعليم لعدم قدرتها على نفقاته ، واستحكم بها اليأس والإحباط ، قررت التخلص من حياتها ، "لكن من سيتولى رعاية ابنها؟" وجهت هذا السؤال لنفسها ، فعدلت عن الفكرة
وعند الفجر من إحدى الليالى القاتمة ، أحضرت الأم "فوطة" وكتمت أنفاس ابنها إلا أنه أخذ يتوسل إليها بنظراته المتألمة ، ولم تنجح هذه الوسيلة فى التخلص من حياته ، و كتمت أنفاس فلذة كبدها ليفارق الحياة
وجاء الدور على تنفيذ الجزء الثاني من الخطة التى وضعتها لتنهى بؤسها ، تجرعت الأم "سم فئران" لتتخلص من حياتها وتلحق بصغيرها ، غير أنها أخذت تتقيأ ، ولم تمت ، وعاودت المحاولة في اليوم التالي بقطع شرايين يديها وأخذت تنزف ست ساعات ، توقف النزيف بعدها لتجد نفسها ما زالت على قيد الحياة
ومع مطلع اليوم الثالث ، بدأت جثة ابنها فى التعفن ، ولم تجد الأم أمامها إلا الإبلاغ عن الجريمة ، واعترفت فى أقوالها بارتكابها وطالبت بإعدامها ودفنها إلى جوار صغيرها ، قائلة:"اعدموني .. عايزة أستريح من الدنيا"
هذى الجريمة واحدة من مئات بل الاف الجرائم التى ترتكب كل يوم
و يحلل البعض الجريمة على انها حدثت بسبب الفقر و يلقي اللوم على الحالة الاقتصادية و البعض الاخر يقول السبب هو الطلاق و يلقي اللوم على الحالة الاجتماعية مثل جريمة مقتل ايرينى التى حللها البعض على انها بسبب عدم وجود طلاق و القى اللوم على الكنيسة و العقيدة المسيحية لكن الحقيقة ما نعانية ليس فى عدم وجود طلاق ولا فى وجودة ولا فى حالة أقتصادية او اجتماعية معينة ولا فى قوانين تسمح او تحرم
لكنها فى عدم وجود رحمة ..هؤلاء المعذبين يحيون وسطنا ولا نشعر بهم
ماذا كان يحدث اذا رأف زوج سهام بحالها و لم يتركها وحيدة بلا مورد ؟؟ ماذا كان يحدث اذا شعر بها اخوها و اعانها و تكفل بمصاريف تعليم ابنها ؟؟؟
ماذا كان يحدث اذا شعر بها جيرانها و أهلها و من حولها ؟؟؟
كم سهام تحيا وسطنا و نحن لا نشعر بهم ؟؟ ثمرة الطلاق انجبت كم طفل يهيم على وجهة فى الشوارع حرم من التعليم و عاش حياة بأسه قادتة الى الأنحراف او الموت ؟؟ و نحن لا نراهم ولا نشعر بهم فقط نهتم بطقوس دينية و صراعات حول الاديان و بتسفية عقائد الاخرين و تكفيرهم
اذا اهتم رجال الدين الاسلامى بقيمة الرحمة و المحبة فى حياة الانسان نصف اهتمامهم بحث الناس على الجهاد و الدعاء على الكافرين
لانصلح حال البشر ..لو اهتم رجال الدين المسيحى بحال المساكين و الفقراء و المعذبين بدلا من الأهتمام بقشور و طقوس لا قيمة لها
ما كنا سمعنا عن زوج قتل زوجتة و لا ام قتلت ابنائها و لا رجل قتل اسرتة ثم انتحر
عبادة الله التى اطلق عليها البشر كلمة " اديان" هى مجرد طريق يوصل الى الله و لكن الهدف هو الله ذاتة و ليس الطريق الية لكننا بجهلنا ننسي الله و نفقدة و نحافظ على الطريق الموصل الية !!!! برغم ان الطريق مجرد وسيلة الى الهدف و ليس الهدف نفسة !!! الله هو المحبة و الرحمة من لا يعرفهم لا يعرف الله و لن يصل الية
برغم ان جميعنا يطلب الرحمة لكننا لا نعرف كيف نرحم الاخرين .... (من يسد اذنية عن صراخ المسكين فهو ايضا يصرخ ولا يستجاب) امثال 13:21 |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|