CET 00:00:00 - 22/04/2009

مساحة رأي

بقلم: سوزان قسطندي
قال السجين للحارس: آه.. لقد مللت حياتى من هذا السجن الكئيب.. متى أنطلق فى الحرية ؟!
فأجاب الحارس: مهلاً.. لقد مللت حياتى منك.. تفضّل وانطلق فليس من سيمنعك !!
واستمر الحوار..
- من سيمنعنى هو أنت.. وجدران السجن.. وباب السجن، وأغلاله الحديدية، ومتاريسه النحاسية !!
* لا يا سيدى.. لن أمنعك أنا ولا الجدران ولا الأبواب.. تفضّل وانطلق.. هيا، فالباب مفتوح أمامك !!
- كيف أنطلق وأعدائى يحيطون بى من كل ناحية ؟! لقد أسرنى هؤلاء وساقونى إلى داخل هذا السجن المظلم.. وكنت أنت معهم، نعم أنت منهم !! ألقونى فى الحبس وأغلقوا علىّ الباب من الخارج.. ولى إلى الآن عشرة أعوام أعانى من عذاب الوحدة والعزلة والحرمان.. ليس من يسأل عنى أو يحادثنى.. غير أنك تطل علىّ بين الحين والآخر حاملاً لى بعض الطعام والشراب حتى لا أهلك جوعاً !!
* مهلاً يا ضيف.. أنت أسير الوهم وضلال الفكر !! لقد أتيت إلى هذا المكان بذاتك، لم يقتدك إليه أحد- خلا شيطانك.. لقد زرت متحفنا التاريخى هذا منذ خمسة عشر عاماً، ومنذ دخلت هذه الحجرة الشهيرة بـ "الزنزانة" قبعت فيها ولم تخرج منها إلى الآن !! وأما إن أردت الخروج أخيراً، فها هو الباب مفتوح أمامك، تفضّل وانطلق.

وهنا لمعت عينا السجين ببريق.. وهمّ بالإنطلاق..
وما أن حاول يحرِّك إحدى قدميه حتى أصابته رعشة شديدة فى كل أنحاء جسده، وشُدَّت عضلات رجليه.. وبالكاد بعد عناء شديد إستطاع تحريك قدميه ثلاث خطوات صغيرة، ثم توقّف عاجزاً..
وهنا إنهار السجين بالبكاء الشديد..
فسأله الحارس مشفقاً عليه بسبب حالته المزرية: هل تريد حقاً أن تتحرر من الظلمة الداخلية وتنطلق إلى خارج الحصون الذاتية حيث نور الحرية ؟!
فعلا صوت السجين مجيباً: بالطبع.. أرجوك ساعدنى.

إذاً لا تعد تلعن الأحرار الذين بالخارج، واطلب من الله أن يمنحك الحرية الحقيقية.. هكذا أجاب الحارس السجين البائس.
ثم أخذ الحارس يتلو صلاة قائلاً: إفتحوا أيها الملوك أبوابكم، وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية، فيدخل ملك المجد !! وظلل يكررها ثلاث مرات..
فسأله السجين المسكين- وهو بعد فى رعشته: من هو هذا ملك المجد ؟!
فأجابه الحارس: الرب العزيز، القوىّ الجبار، القاهر فى الحروب، هذا هو ملك المجد.
ثم تركه ومضى..

وعاد الحارس فى اليوم التالى ليتفقّد أحوال السجين.. فوجد الحجرة خالية.
"وتعرفون الحق والحق يحرركم.. كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.. فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 8)
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد قيامة المسيح.. عيد الحرية الحقيقية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق