CET 00:00:00 - 22/04/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
بعد أن أجهد الدكتور يوسف زيدان نفسه طيلة ما يقرُب من رُبع قرن من الزمان خرج علينا برواية "عزازيل" في مُحاولة فاشلة منه لتشويه وتزوير الحقائق التاريخية وطمس نور المسيحية وتشويه صورة الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية، ولا يظن ظان أن مقالي هذا مُوّجَه لتفنيد افتراءات زيدان وتطاوله على المسيحية والكنيسة المصرية.. فهناك من فـَنـَدوا هذا الرواية وكشفوا بالأدلة والبراهين زَيف وبُطلان ما جاء فيها كما أن المسيحية نفسها كدين ورسالة سماوية إلهية  أقوى وأرسخ من أن يهزها زيدان وأمثاله.

وما أريد أن أقوله هنا أن كثيرين عند تطرقهم وتفنيدهم لمزاعم وافتراءات زيدان أشاروا إلى "عزازيل زيدان" أي شيطان زيدان ذلك الشيطان الذي حرضه على التطاول على المسيح والمسيحية وتعاليمها الراسخة المقدسة ولكنهم لم يتناولوا السبب الرئيسي الذي دفع زيدان إلى كتابة روايته وهو انغلاب واستسلام الإرادة الإنسانية أمام الإغراءات الشيطانية (العزازيلية).

فهناك فرق كبير بين "عزازيل زيدان" وما أود أن أشير إليه هنا في هذا المقال هو "زيدان عزازيل" وليس "عزازيل زيدان" وقد يتساءل البعض وما الفرق بين "عزازيل زيدان" و "زيدان عزازيل"؟! والحقيقة هي أن الفارق بين الاثنان كبير جداً لأن لكل إنسان منّا عزازيله الذي يُحرضه على ارتكاب المعاصي والذنوب  ليبعده عن الله وهو ما اعترف به زيدان نفسه في مُقدمة روايته عندما نقل عن الإمام البُخاري قوله "لكل امرئ شيطانه حتى أنا، غير أن الله أعانني عليه فاسلم أما، زيدان عزازيل فتعني هُنا شيئًاً مُختلفاً تماماً.. فزيدان عزازيل تعني أن لكل شيطان زيدانه الخاضع له والمُتمم لمشيئته!! لأنه معروف أن الشيطان أو عزازيل لا يفرض إرادته على كل الناس بل يستجيب له فقط كل من خضعوا له بإرادتهم الحرة، فهو لا يُجبر الناس على فعل الشر والإتيان بالكذب ولكنه يعرض فقط شروره وإغراءاته على الناس.
وهناك في كل زمن ومكان رافضون لشروره وخاضعون لإغراءاته وبالتالي فإن رواية "عزازيل" في رأيي ترمز إلى استسلام الإرادة البشرية وخضوعها لإغراءات عزازيلية منافية للحق والحقيقة.

لقد حرض عزازيل (الشيطان) زيدان على التطاول على المسيح وكنيسة الله واستجاب زيدان بإرادته لتحريضه وحقده.
للأسف الشديد يمكننا القول بأن أعظم بلية بُلي بها السيد زيدان من جراء هذه الرواية أن جعلت اسمه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالشيطان (عزازيل) الذي هو عدو كل بر، كما استطاعت هذه الرواية أن تجعله رمزاً للإرادة المهزومة لعزازيل.
أنني حزين جداً على د. يوسف زيدان الذي غلبه عزازيله وأوهمه انه سيُحقق بروايته هذه انتصاراً ساحقاً على كنيسة الله وحزين أيضاً أن ضَيـَّع زيدان زماناً هذا مقداره أسيراً للغواية، وادعوه أن يستفيق لمصيره وينفض عنه عزازيله قبل فوات الأوان لأن أبواب الجحيم لم و لن تقوى أبداً على الكنيسة، وأقول لكل زيدان مغلوباً من عزازيله أن أبواق "زيدان" لن تقوى أيضاً على الكنيسة!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق